أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016
8058
التاريخ: 12-7-2016
6910
التاريخ: 12-7-2016
15123
|
وذهب بعض العلماء الى ان اللغة محاكاة لأصوات الطبيعة ، او القول بالتكوين التدريجي للغة ، والذين ذهبوا في هذا الاتجاه، رفضوا أن تكون الأسماء وليدة الاتفاق العابث وهذا متأت من التواطؤية ، وكذلك رفضهم للتوقيفية ، رغبة منهم في إيجاد قاعدة إيجابية لبحث اللغة كعلم صحيح ، وهذا يتطلب نهجاً استقرائياً قبلياً بنظريات ذاتية(1) ، ويرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة نشأت من الإشارات الطبيعية المقصودة ، ثم من تقليد أصوات الطبيعة أي (من الأصوات المسموعات كدوي الريح ، وحنين الرعد ، وخرير الماء ، وشحيج الحمار ، ونعيق الغراب ، ونحو ذلك ، ثم
ص36
ولدت اللغات عن ذلك فيما بعدُ )(2) .
وقيل إن الانسان في بادئ الأمر كان مقلداً ومحاكياً للاشياء ومستعيناً في بعض ضروب القول بالإشارة للإبلاغ عما في نفسه وإيصال ما يريدُ إيصاله للآخر(3) ، ويرى الفارابيُّ (أن الإنسان إذا احتاج أن يعرف غيره مما في ضميره أو مقصودة بضميره ، استعمل الإشارات أولاً في الدلالة على ما كان يريدُ ممن يلتمس تفهيمه اذا كان ممن يلتمس تفهيمهُ بحيث يبصرُ إشاراته ، ثم استعمل بعد ذلك التصويت)(4) ، وبنمو اللغة نمت وتطورت آليات الفهم لدى الإنسان حتى تخلى عن بعضها كونها لا تتناسبُ ورقية العقلي والحضاري ، ووجدنا هذه النظرية (محكاة لأصوات الطبيعة) مقبولة عند ابن جني ويراها وجهاً صالحاً ومذهباً متقبلاً(5) . وإن القول بالمحاكاة ينسجم والمراحل أو الأطوار الثلاثة التي مرت بها اللغات جميعها المرتقية وهي القابلة للتصريف وللاشتقاق ، وغير المرتقية وهي اللغات التي تكون أدنى بياناً وأبسط ألفاظاً(6).
وقد نقضت هذه النظرية كون الطبيعة لا تفعلُ إلا فعلا واحداً لا أفعالاً مختلفة وإن تأليف الكلام اختياري متصرف في وجوه شتى (7) فضلاً عن ان الذين قالوا بها من العرب المسلمين لم يتلتفتوا الى طبيعة تلك المخلوقات كونها أمماً مثلنا وحالُها كحالنا، كل يسبحُ لله وإن كنا لا نعلم تسبيحهم . فكيف لنا أن نقلد أصوات الحيوانات والجمادات؟
ص37
_________________
(1) ينظر فلسفة اللغة : 27 .
(2) الخصائص : 1- 99 .
(3) ينظر في فقه اللغة العربية : 29 .
(4) كتاب الحروف للفارابي ، تح : محسن مهدي : 135 ، بيروت ، 1970 م .
(5) ينظر الخصائص : 1-99 .
(6) ينظر الأساس في فقه اللغة : 59 . وسنأتي على هذا الموضوع وبيانه بعد عرضنا لتلك النظريات اللغوية .
(7) ينظر الإحكام في أصول الأحكام : 1- 29 .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|