نظرية المحاكاة والتقليد
المؤلف:
محمد بن ابراهيم الحمد
المصدر:
فقه اللغة مفهومه – موضوعاته – قضايا
الجزء والصفحة:
ص 61 - 62
12-7-2016
16143
وتتلخص هذه النظرية بأن نشأة اللغة بدأت محاكاةً للأصوات الطبيعية، وتقليداً للأصوات المسموعة من الحيوانات والأشجار، وصوت الرعد وغيره.
قال ابن جني: (وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء، وشحيج الحمار، ونعيق الغراب، وصهيل الفرس، ونزيب الظبي، ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد.
ص61
وهذا عندي وجه صالح، ومذهب متقبل)(1).
وإلى هذه النظرية يميل كثير من الباحثين المعاصرين، ويرون أنها تساير طبيعة الأشياء التي تبدو بسيطة ثم تنمو وتتطور؛ فاللغة _من منطلق هذه النظرية_ بدأت تقليداً لأصوات الطبيعة، وقد يكون المتكلمون استخدموا _مع ذلك_ التعبيرات والإشارات، ثم استُغني عن ذلك فيما بعد.
واستند هؤلاء _أيضاً_ إلى لغة الطفل التي تبدأ تقليداً، ثم تنمو وتستقيم، وأن كثيراً من الأمم البدائية يستخدمون الإشارات اليدوية، والجسمية للمساعدة في التعبير.
ولقد وجهت نقودٌ واعتراضات على هذه النظرية، ومن ذلك:
1_ أنها تنزل بالإنسان إلى ما هو أقل منه؛ فليس من المعقول _عند المعترضين_ أن يقلد الإنسان صوت الحيوان والأصوات المسموعة الأخرى.
2_ أن اللغات الراهنة لا تشتمل إلا على قدر ضئيل من الكلمات التي تتضح فيها الصلة بين اللفظ والمعنى.
3_ أن كثيراً من الأمم البدائية يتكلمون بلغات لا يظهر فيها أثر المحاكاة والتقليد للطبيعة.
ص62
______________________
(1) الخصائص 1/ 98_99.
الاكثر قراءة في نظرية محاكات أصوات الطبيعة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة