المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



أقصر الطرق إلى قلب الطفل  
  
3263   02:12 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : محمد عبد الرسول
الكتاب أو المصدر : كيف تربي اولادك
الجزء والصفحة : ص37ـ46
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

  يقول أحد الأشخاص : ( دخلت تجمعاً جديداً عليَّ واستطعت أن أدخل في قلوب كل من صاحبتهم في هذا التجمع إلا واحداً منهم، كلما تقربت منه، شعرت بعدم ارتياحه لي، ولقد فكرت ملياً في الدخول إلى قلبه، ووضعت خططاً، وطبقتها. إلا أن شيئاً منها لم يجدي..

وعندما وصلت إلى درجة القناعة بأني لا أستطيع أن أفتح علاقة محبة معه. في هذه المرة حدث لي أن تحدثت معه، وكان صاداً بنصف وجهه عني، قلت له : إسمع مني يا حبيبي..

فجأة .. وإذا بالرجل يوجه نظراته إليًّ، مركّزاً عينه في عيني، يستمع إلى كلامي بلهفة الحبيب، وما كدت أن أتوقف من كلامي حتى قال :

ماذا قلت .. حبيبي؟!

فظننت أنه إستنكر الكلمة، فقلت محاولاً تدارك الموقف :

ـ نعم إني صادق. إني أحبك كما أحب نفسي..

وإذا بالرجل يقاطع كلامي، ويقوم ليقبلني...

ومن تلك اللحظة، أصبح الرجل صديقاً حميماً لي).

ـ جاء في الحديث :

(مر رجل بالمسجد وكان الإمامان، أبو جعفر وأبو عبدالله جالسين. فقال أحد جلسائهما :

(إني والله لاحب هذا الرجل).

فقال له أبو جعفر الباقر (عليه السلام) :

ـ فاذهب إليه وأعلمه بحبك، فانه أبقى للمودة وخير من الإلفة وأكثر في الإجتماع).

هكذا تؤثر كلمة الحب في الإخوان والأصدقاء.

ترى كيف هي مع الأبناء؟.

يقول أحد الآباء (إذا وددت أن تعلم كيف توقع إبنك في حبك، ما عليك إلا أن تغمره بالحب).

وقال آخر : ( أحبب ابنك يحبك).

ولذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام) :

(إن الله (عز وجل) ليرحم الرجل لشدة حبه لولده)(1).

وقال (عليه السلام) ايضاً:

قال موسى (عليه السلام) :

(يا رب ! أي الأعمال أفضل عندك؟

قال :

ـ حب الأطفال ، فإني فطرتهم على توحيدي، فإن أمتهم أدخلتهم جنتي برحمتي(2).

وهنا يجدر بنا إيراد الملاحظة التالية : ليس هنالك من الآباء من يكره أبناءه إلا ما ندر ، وحتى الذين يعلنون بغضهم وكرههم لأبنائهم بسبب النزاعات التي تحدث احياناً ـ وللأسف - بينهم وبين أبنائهم فإنهم في الواقع يضمرون الحب لهم، ولا يمكنهم التخلي عنه.

حدث لي ذات مرة وكنت بصحبة أحد الآباء في رحلة طويلة بالقطار، وكان هذا الأب رجلاً طاعناً في السن، وله سلسلة من الأبناء، كان كبيرهم قد تخاصم معه بعد شجار وخلاف عميق دام لعدة سنوات.

كان الأب هذا قد ذاق الويلات من إبنه العاق، وحينما كان يتحدث لنا عنه، كان يتأفف ويتألم كثيراً، وكان يقول بالحرف الواحد انه يكره ابنه هذا !

ولكني ـ في الواقع وجدت العكس تماما، فلم أجد فيه الكراهية، وإنما رأيت فيه الحب لولده. وذلك من خلال حديثه المتكرر عن ابنه ومحاولة ابعاد نفسه عن سبب نشوب الفرقة وإظهاره الإستعداد للصلح إذا جاءه ولده معتذراً.

ومن هنا فقد لا يشك أحد في حب الآباء لأبنائهم، ولكن السؤال المهم هنا هو : هل ان الابناء يشعرون بحب ابائهم المكنون لهم؟.

ترى هل يشعر ولدك بحجم الحب الذي تكنه في قلبك اليه؟

أم إنه يخطئ التقدير العادل لحجم حبك له؟

ام انه قد يظن بانك لا تحبه ابداً ؟!

اذن لا يكفي ان تحب ولدك ما لم تشعره بحبك اياه.

والمشكلة تكمن حينما لا يلمس الابناء اثار الحب ـ وبالخصوص - عندما يقوم الاب بدور الآمر والناهي والزاجر، حينئذ فلا يجد الابن أي صورة للحب في وجه ابيه.

والسؤل الان :

كيف تشعر ابنك بحبك اياه؟

والجواب : هناك ثمانية امور صغيرة يمكنها ان تصنع المعجزات في اشعار الابناء بحبك اياهم، وتكسب قلوبهم، وتوطد العلاقة معهم وهي :

1ـ قبّل اولادك ..

يقول الامام الصادق (عليه السلام) :

( اكثروا من قبلة اولادكم فان لكم بكل قبلة درجة).

وجاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال :

(ما قبلت صبيا قط !..

فلما ولّى، قال النبي (صلى الله عليه واله) :

هذا رجل عندنا من اهل النار )(3).

2ـ ادخل السرور في قلوبهم :

يقول النبي (صلى الله عليه واله) :

(من فرّح ابنته كأنما اعتق رقبة من ولد اسماعيل، ومن اقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله)(4).

ويقول الامام امير المؤمنين (عليه السلام) :

(من قبل ولده كان له حسنة، ومن فرحه فرحهُ الله يوم القيامة ومن علمه القرآن دعي الابوان فكسيا حلتين يضيء من نورهما وجوه اهل الجنة)(5).

3ـ ارحمهم واعطف عليهم..

يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) :

( احبوا الصبيان وارحموهم، واذا وعدتموهم ففوا لهم فانهم لا يرون الا انكم ترزقونهم).

ويقول (صلى الله عليه واله) فيما اوصى به امير المؤمنين (عليه السلام) :

(وارحم من اهلك الصغير ووقر الكبير).

وجاء الحديث :

وكان النبي (صلى الله عليه واله) : (اذا اصبح مسح على رؤوس ولده).

4ـ احسن اليهم ..

ذات يوم قال رجل من الانصار لابي عبد الله (عليه السلام) :

من ابر ؟

قال : والديك.

قد مضيا .

قال : بر ولدك (6).

ويقول النبي (صلى الله عليه واله):

(من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور .. فانه من فرح ابنة فكأنما اعتق رقبة من ولد اسماعيل، ومن اقر بعين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله ادخله الله جنات النعيم).

ويقول الامام الصادق (عليه السلام) :

(طبعت القلوب على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها).

5ـ قدم لهم الهدايا ..

يقول الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) :

(الهدية تورث المحبة).

ان الهدية رمز المحبة، وكلما ازدادت الرموز، كلما تجذرت المحبة في نفس الإنسان.

والهدية ليست في قيمتها المادية، بل في قيمتها المعنوية ، فحينما تقدم لابنك هدية، قبل ان يتبادر إلى ذهنه القيمة المادية لها، سينتابه الشعور في نفسه بانك اكرمته واعليت مقامه، وغطيته بحلة جميلة من الحب الدافئ .

وبالتالي فانك من خلال ذلك تكون قد وصلت عبر اقصر الطرق إلى قلبه.

يقول الامام علي (عليه السلام) :

(ما استعطف السلطان، ولا إستسل سخية الغضبان، ولا إستميل المجهور، ولا إستنجح صعاب الأمور ولا إستدفعت الشرور، بمثل الهدية).

اذن للهدية دور كبير في تغيير مجرى الأمور، فحتى السلطان يمكن استمالته بواسطة الهدية، كذلك مع السلاطين فما اجمل ان يكون للهدية دور فعال في علاقة الوالدين بأبنائهم.

طلبت من فتى ـ ذات مرة - ان يذكر لي حادثاً - بينه وبين ابويه - ترك اثرا ايجابياً بالغا في حياته.

فقال الفتى  بعد ان ابتسم مسرورا:

(الحادث الذي لا زال عالقا في مخيلتي منذ ايام الصغر، والذي ترك اثره السحري في نفسي هو الامر التالي :

ذات يوم واثناء لعبي. تسببت في تحطيم احدى زجاجات النافذة في بيتنا، ولما سمع بذلك والدي نهض من نومه غضبانا، ومسك بتلابيبي، وكان يرتعد من الهياج والعصبية، فضربني، وانهال علي كلمات اللوم والتقريع.

بعد ان انتابني الشعور، وبدا لي بان والدي يحب الزجاجة اكثر مما يحبني، وايقنت بذلك لما تذكرت تعنيفه اياي في الايام السالفة.

ولكن لم يمض من الوقت طويلا حتى جاءني والدي وضمني إلى صدره، وقدم لي ظرفا جميلاً كتب عليه العبارة التالية (هذه هديتي .. إلى ولدي الحبيب..).

لقد كانت هذه الهدية مثل المطر الذي ينزل على مزرعة قطع عنها الماء طويلاً.

ومنذ ذلك اليوم احضرت المحبة في فؤادي، وتعلقت بوالدي ايما تعليق).

اجل لا تنسى هذا الدور السحري ايها الاب الكريم وتذكر دائما قول الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) اذ يقول :

(تهادوا فان الهدي تغسل السخائم (الأحقاد)).

6ـ اخبرهم بحبك اياهم..

يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) :

( اذا احب احدكم احدا، فليخبره). ذلك لان الاحب في قلبك مثل العطر في زجاجة مغلقة، فاذا اردت ان تفوح رائحته الزكية ويشمها الاخرون، ولا بد لك ان ترفع الغطاء عندئذ. والا فان العطر سيبقى ولا يشعر بوجوده أي احد، ولربما حتى الذي يحمل زجاجة العطر فانه قد ينسى انه يحملها.

7ـ اسق شجرة الحب دائما :

في زحمة العيش، وتكاثر الاولاد، وصعوبة الحصول على السكن وقد يتبرم بعض الاباء من ابنائهم وتقبل نسبة الحب، ولربما قد يفكر البعض – احياناً - بتحديد النسل، والتخلص من ابنائه فيعمد إلى زجهم في اتون العمل، وهم بعد لما يقوون على ذلك.

هنا، وفي حالات اخرى مشابهة، يجب على الاب الحكيم ان لا يسمح لجذوة الحب ان تخبو وتنطفئ، وذلك يكون بالاعتماد على الله والتوكل عليه، طالما هو وعد ـ في قرانه الحكيم - بالتكفل للآباء والابناء معاً.

فقد قال الله عز وجل :

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ }[الأنعام: 151].

وقال عز وجل ايضاً :

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ }[الإسراء: 31].

8ـ كن وفيا معهم...

قد يعد الاب ابناءه بوعود، ولكنه لا يفي بها، فهو على ذنب لا كفارة معه، لان خلف الوعد يكسر الثقة بين الاب وابنه، والثقة مثل الزجاج اذا انكسرت لا يمكن اعادتها كما كانت في السابق.

يقول الامام علي (عليه السلام) :

(اذا وعدتم الصبيان، ففوا لهم، فانهم يرون انكم الذين ترزقونهم، ان الله عز وجل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان)(7).

ويقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) :

(اذا وعد احدكم صبيه فلينجز)(8) :

ذلك لأن الوفاء يعتبر عن الاحترام، والاحترام يعتبر ـ بالطبع ـ عن الحب.

أي لا يمكنك ان تحب انسانا وانت لا تحترمه بالقول والفعل.

اذن.. فاذا اردت ان تشعر ابنك بحبك اياه... عليك بتطبيق الاقتراحات العملية السالفة الذكر. وكلي رجاء بانك عامل بها ان شاء الله تعالى وذلك هو اقصر الطرق للوصول إلى قلوب الأطفال ومن ثم التأثير فيهم وجرهم لصالحك.

_______________

1ـ الوسائل : ج5، ص126.

2ـ بحار الأنوار ج104 ص97

3ـ المصدر السابق ص99.

4ـ مكارم الاخلاق: ص114.

5ـ فروع الكافي :ج6، ص49.

6ـ بحار الأنوار: ج104، ص98.

7ـ الكافي :ج6، ص50.

8ـ المستدرك: ج2، ص626.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.