المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

GLOW
2023-09-13
مكونات الخلطة الخرسانية
2023-02-07
Preparation and Reactions of Silyl Enol Ethers
10-7-2018
بكتريا التربة
21-12-2015
المراد من كلمة «صبغ»
21-10-2014
لو كانت أحكام الشريعة في أيام من تقدم على علي غير صحيحة لأفتى بخلاف ذلك ولأظهر مذهبه
3-12-2017


الذكاء والنبوغ عند الاطفال  
  
1414   08:30 صباحاً   التاريخ: 17/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص243 ــ 248
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من المسائل المهمة والتي تميز بين الانسان والحيوان، مسالة تطابق وتآلف الانسان. فالإنسان موجود يستطيع أن يقرر تحت ضوابط العقل وبالإرادة تطبيق نفسه مع الظروف الموجودة، والحيوان ليس لديه هذا الوضع والامكان.

يقولون إن عامل الذكاء مهم وسبب لهذا التطابق. لذلك يعرفون الذكاء بعنوان العامل والسبب لتوافق وتطابق الانسان مع محيطه، وفي تعريفه: قالوا إن الذكاء عامل لأنسجام الانسان مع المحيط الجديد. خصوصاً في الموارد التي لا نستطيع أن نخمنها ولا نعرف عاقبة أمرها. في تلك المسألة السرعة، الدقة، الاقتصاد، التطابق العقلي تعتبر من المسائل المهمة والتي تكون بحاجة إلى الانتباه.

الاختلاف في درجة الذكاء

جميع الأفراد، بل جميع الأطفال الذين يولدون في أسرة واحدة ليست لديهم ظروف وامكانات متساوية واحدة بعض هؤلاء أذكياء وبعضهم أذكياء جداً وبعضهم أيضاً مصابون بالتخلف الذهني وعاجزون عن أداء أمورهم اللازمة.

نستطيع أن نذكر ونشخص ثلاث مجموعات من حيث ترتيب الذكاء في هؤلاء:

- المجموعة التي لديها ذكاء عادي وطبيعي ويشملون أكثر نفوس المجتمع وهذه المجموعة تشكل أكثر من 66 بالمائة من نفوس كل بلد.

- المجموعة التي لها ذكاء أقل من المجموعة الأولى ولا يستطيعون أن يتقدموا ويسايروا الآخرين ويسمى هؤلاء بالمتخلفين الذهنيين وهم أيضاً ينقسمون إلى ثلاث مجموعات، الذين يتقبلون التعليم والتربية، والذين لا يقبلونهما والمتخلفين العميقين.

- المجموعة الثالثة التي مستوى ذكائها أعلى من المجموعتين السابقتين والذين يسمّون بالأذكياء وحادي الذكاء وفي مرتبة أعلى، العباقرة.

المجموعة الأولى والثانية يسمون المجموعة الثالثة بالأستثنائيين وفي الحقيقة هم إستثنائيون حقاً لأنهم يدركون ويفهمون الشرائط أفضل من الآخرين وأخلاقهم وسلوكهم واتخاذ مواقفهم من الآخرين ونحن في هذا البحث نتكلم فقط عن المجموعة الثالثة ونشير إليها يعني مجموعة الأذكياء والعباقرة.

مسألة الذكاء والنبوغ

من المسائل المهمة ومن عظمة الخلقة وجود أفراد لا يختلفون عن الآخرين في الظاهر كثيراً ولكنهم من حيث الدرك والفهم وسرعة الانتقال يحسبون من العجائب. ذهنهم واعي وبحوثهم وآرائهم وبصيرتهم توجب الحيرة والتعجب. القدرة النفسية والقدرة الفكرية عند هؤلاء الأفراد عالية جداً ويفهمون أشياء يعجز الأفراد العادين عن دركها وفهمها. مثل هؤلاء الأفراد الذين لا يوجد مقدار كثير منهم في كل مجتمع يطلق عليهم بالأذكياء وحادي الذكاء (الأذكياء جداً).

مجموعة من الخواص والمنتخبين من هذه المجموعة الذين هم في درجة أعلى من الآخرين ويكون لهم درك وفهم أسرع من الآخرين، ويبرزون لمعاناً ومهارة أكثر من الآخرين كذلك فأعمالهم وجهودهم ثمينة وتلفت الأنظار.

النبوغ أعلى درجة في الذكاء، آثاره تتجاوز عن جميع الأبداعات الفنية الناشئة عن التربية والتعليم إستعداد فطري وولادي، الذي لا نستطيع أن نهبه إلى أي شخص.

إن كنّا مربين لائقين فأننا نستطيع أن نربي تلك الحالة ونكون سبباً في رشدها فقط.

هؤلاء مستعدين كثيراً ولهم لمعان واضح ولكنه ليس من المعلوم أن يكونوا كذلك في جميع المجالات، بعض هؤلاء لهم نبوغ في بعض المجالات، وفي بعض المجالات الأخرى ليس لديهم الرشد والتقدم المتوقع.

الملاكات والموازين

يعرف مثل هؤلاء الأفراد ويميّزون عن الآخرين عن أساس ملاكات وموازين. وأهم صفات هؤلاء عبارة عن:

- كثرة المعلومات والمعارف عن جميع الأمور التي سمعوها أو رأوها.

- لسانهم وبيانهم أعلى وأقوى من مستوى عمرهم، إلى حدِ يكونوا عذبي الحديث في طفوليتهم.

- الاستدلال والمنطق القوي الناشئ عن الفكر بصورة يستطيعون إقناع الآخرين.

- الميل إلى التنافس والمبارزة لأجل حل المسائل والقوة في مواجهتها ولهم جرأة وشجاعة كثيرة.

- القضاء والحكم القوي والصائب بصورة يفهم المسألة بسرعة ويعتني بها.

- التعلق والميل إلى التيارات السياسية، الأفكار الفلسفية، والاجتماعية وحلها وبحثها ونقدها.

- الابتكار والحركة المستمرّة لأجل جني ثمارها وكذلك الابداع في الحديث، القصة، الاسطورة والخلاقية.

- الرغبات المتنوعة بصورة أنه يقف في أي مجال يميل إلى ذلك الجانب.

- المكالمة الدقيقة وحتى انتخاب الكلمات في التكلم والحديث والقدرة على سرد القصص.

- الدرك والفهم القوي في الموضوعات الشفوية بصورة يفهمون الدرس في الصف ولا يحتاجون إلى القراءة المجددة.

- انسجامهم وتوافقهم كثير وخصوصاً ألعابهم العقلية مدبرة ومحسوبة.

- الاعتماد على النفس والثقة بها أكثر من الآخرين بصورة لا يتعلقون بالآخرين كثيراً.

- لهم استقرار عاطفي أكثر من الآخرين بصورة تكون محبتهم وبغضهم وعصبيهم وخوفهم محسوبة نسيباً.

- لهم استقلال تام ولا يريدون أن يدخلوا تحت طاعة أحد.

- لهم طاقات بارزة وممتازة في الفن والذوق وإن دخلوا في ذلك الطريق فأنهم سيصلون إلى توفيقات ومدارج عالية مثل (دافنشي).

ـ لهم قدرة الهداية والرئاسة في الصف واللعب ويستطيعون ان يجمعوا الأطفال حولهم.

- لهم حركة ورشد جيد وقابل للقبول.

- لهم القدرة على الاستمرار في الدروس إلى مدارج عالية كدورة الدكتوراه وانجاز الأعمال التخصصية والأجرائية.

- لهم القدرة السريعة على التعليم مع الدرك والفهم.

كيف نعرف هؤلاء؟

نستفيد لأجل معرفة هؤلاء من الأساليب الأولية أو من اجراء الاختبارات، أما الأساليب الأولية فهي عبارة عن:

- ملاحظة نوع أسئلتهم من الأب والأم والأقارب في الطفولة.

- مشاهدة الأعمال التي توجب الحيرة من هؤلاء في السنين التي لا نتوقعها منهم.

- ملاحظة أراءهم التي يطرحونها والتي تحكي عن أبداعاتهم.

- رأي المعلم في أنه فرد غير عادي وذكي وأن لا يعرفهم المعلمون في أغلب الأحيان.

ـ ملاحظة جريان رشدهم مثلاً، فبعض هؤلاء في الشهر التاسع يستطيعون بالاستناد إلى الكرسي أن يقفوا في الشهر الحادي عشر، ويستطيعوا أن يتمشوا. في الشهر الثامن يتلفظون بعض الكلمات، في الشهر الحادي عشر يستعملون بعض الجملات، بل وشوهد أن بعض هؤلاء استطاعوا تعلم القراءة بعد رؤية الآخرين وهو مشغولين بالكتابة.

بصورة عامة فان امكانية معرفة الأشخاص العاديين عن غيرهم غير سهلة، ولذلك تم تهيئة اختبارات معينة للأفراد في هذا المجال وذلك بمراجعة المراكز النفسية أو جامعات علم النفس حيث يتم اختبار أبنائهم ويطمئنوا إلى أن أبنهم في أي مستوى مثلاً استطاع الطفل ذات الأربع سنين أن يميز جنسه، وبمجرد رؤية النقود، السكين، المفتاح، يقول أسمائها أو الطفل ذو الخمس سنوات يحسب أربعة نقود ويعرف قيمتها ويجعل قسمين من المستطيل جنباً إلى جنب ويصنع مربعاً، فعمل هذه الأشياء قبل هذه السنين يعني ان الطفل ذكي أو حاد الذكاء (بما أن ترتيب الاختبارات واجرائها أعمال تخصصية نرجع التفصيل في هذه الأعمال إلى المراكز النفسية). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.