ما عليك إلا أن تنظر إلى جسم الإنسان حتى تدرك أنه قد خلق من اجل الحركة.

في أحد الكتب الجميلة ذكر (بروس شاتوين)، أن الرجال والنساء الذين يعيشون في الغابة في صحراء (كالاهاري)، يحملون أبناءهم مسافة 4000 كم، في المتوسط قبل أن يستطيع الطفل أن يمشي بمفرده.

لقد صممت أبداننا لكي تقطع الكثير من الكيلومترات يومياً، وهو ما يفسر شعور الكبار والأطفال بالخمول والملل عندما يبقون بلا حراك. أما الاسوأ؛ فهو أن العاب الحاسوب، أو مشاهدة برامج التلفاز المثيرة سوف تصيب الأطفال بالارتعاش لأنها تدفع الجسم إلى إفراز هرمون الأدرينالين دون أن يجد الجسم مجالاً لإفراغه. يجب أن يخرج الأبناء ويمارسوا تمرينات بدنية شاملة على أساس يومي.

ترى إحدى الباحثات في مجال علم النفس وتدعى (كيري آن براون)، أن الكثير من المهارات التي تظهر في وقت لاحق مثل القراءة، والكتابة، والهيئة التي يتمتع بها الشخص، والتوافق بصفة عامة تعتمد على مقدار ما مارسه هذا الشخص من ركض وتسابق وإمساك وبذل لكميات كبيرة من الطاقة في سنوات الدراسة المبكرة. إن مثل هذه الأنشطة المبكرة هي التي تنظم العقل، وتبني العضلات للمساعدة في نمو الحركات الأصغر، مثل الإمساك بالقلم في وقت لاحق. حتى حمل الأطفال في حاملات الظهر وما شابه له تأثير كبير، وهو ما ينطبق أيضاً على كل الألعاب العنيفة التي يمارسها الأب مع أبنائه الصغار فوق أرضية غرفة الجلوس.

كذلك فإن المنطاط (وهو قماش مشدود على جسم معدني يستخدم للقفز عليه كأحد أنواع الرياضات)، يعد استثماراً جيداً للطاقة، وكذلك اية أداة من الأدوات الخاصة بالتسلق، أو الأرجحة؛ شريطة أن تكون آمنة ومصممة بعناية، إن الأدوات التي تحمل هذه المواصفات تساوي وزنها ذهباً.   

المتنزهات أيضا تعتبر من المزايا الكبرى. يجب أن تتصل بالمجلس المحلي كي يوفر الكثير من مناطق اللعب في أماكن دافئة ومحمية مزودة بمظلات تقي من أشعة الشمس ومقاعد خاصة للكبار، يجب أن تكون هذه المتنزهات قريبة من المنزل، وألا تكون في أماكن غير آمنة تشعر فيها الأمهات الشابات انهن معرضات للمخاطر، كما يجب أن تكون محاطة بأسوار بحيث يكون بوسع أي شخص كبير أن يقرأ المجلات دون أن يساوره للقلق خشية أن يضل الأطفال هنا او هناك، من الضروري أيضا توفير دورات مياه نظيفة.

عندما تمر بضائقة مالية؛ اذهب مع أبنائك إلى أحد المتنزهات، إنني كثيراً ما أمضيت أيام السبت في المتنزهات مكتفياً ببعض الأطعمة الخفيفة والشطائر، وهكذا حققت السعادة لأبنائي بأقل التكاليف!.