المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تغذية كتاكيت اللحم (التسمين)
20-4-2016
عبد اللّه بن صوريا
2023-03-06
الكحول الاثيلي الوقودي Fuel Ethanol
20-5-2018
ارتباط الإيمان بالعمل الصالح
2023-06-22
التشجيع يحي شخصية الطفل
15-1-2016
الجبر والتفويض
30-7-2016


صيانة شخصية الطفل  
  
2078   11:05 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص393
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الأمور المهمة في هذا المضمار والتي ينبغي ايلاؤها الإهتمام هو احترام الطفل وصيانة شخصيته. فكم من النصائح والمواعظ التي تكون سبباً لإراقة ماء وجه الطفل وحط كرامته وفي ظل هذه الحال فإن الطفل لا يمكن بناؤه فضلاً عن استحالته بموجبها الى حقود ومؤذ أكثر.

فالنصيحة التي تكون موجهة للطفل في حضور الملأ تكون اقرب الى الفضيحة منها الى النصيحة. ويبقى أفضل نوع من أنواع النصح ما يكون منه في الخفاء وبالهمس في الاذن بصورة يدركها الطفل وحده ويؤديها المربي وحده لكي لا يتم الإخلال بشخصية الطفل، وكذلك المحافظة على أسرار الطفل امام الناس، واظهاره بالمظهر اللائق. واذا ما اريد نصح الطفل امام الجماعة، فأن المصلحة تقتضي ان تجري الإشارة بصورة عامة للقضية، وليس على نحو يشار بالبنان اليه، ويفهم الجميع ان المقصود من نصيحة الناصح هو الشخص الفلاني، ونحن نرى هذا الأسلوب موجوداً في سيرة حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) في ما يتعلق بالناس.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.