المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


اجعل (فنّك) مستشارك التربوي !  
  
1734   09:37 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : محمد عبد الرسول
الكتاب أو المصدر : كيف تربي اولادك
الجزء والصفحة : ص97ـ100
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

اذا اردت ان تملك زمام ابنائك وتحركهم نحو ما ترغب، لا بد لك ان تستشير فنك في التعامل معهم.

كيف :

قالت لي ام وهي تشرح تجربتها الناجحة في السيطرة على ابنائها من دون كبير عناء :

(خلال تجربتي مع ابنائي الاربعة استخدمت بعض الطرق الفنية ومنها طريقة المقابلة، أي انني حينما كنت اريد ـ مثلاً - ان اجعل من ابني يحافظ على نظافة ملابسه كنت اقول له : بني لو انت حافظت على نظافة ملبسك إلى يوم كذا.. فاني سأدفع لك قيمة الصابون والماء والكهرباء والجهد بدل ان اصرفه على نظافتها.

او كنت احيانا اقول لهم : ان أي واحد منكم لا يتعدى على ابناء الجيران ويحافظ على الهدوء، فان له جائزة تقديرية في نهاية كل شهر.

وبالفعل.. لقد كنت اضع مقابل كل امر شيئاً حتى انطلق ابنائي باندفاع وتحرك مستمر في تنفيذ اوامري ومتطلباتي، ولربما لم يكن ذلك في اغلب الاحيان بهدف الحصول على جائزة او أي شيء سوى مدحي وثنائي الذي كنت اسبغه عليهم امام والدهم والاخرين ايضاً).

واتساءل أليست هذه طريقة ناجحة؟

فلماذا لا نصنع شيئا مقابل شيء؟

لماذا لا يقول الاب لابنه مثلا : عليك بعمل كذا.. وعلي بفعل كذا؟

ان لم تكن قد جربت هذه الطريقة، فحاول ان تستخدمها، وقل لولدك : اني سأقوم بصحبتك معي في المرة الثانية ان انت احسنت واستمعت إلى نصائحي في هذه المرة.

وحقا ـ آنئذ - ستجد ولداً مطيعاً لك، وسلساً في قيادته.

تلك كانت احدى الطرق الناجحة في هذا الصدد، فما هي الطريقة الاخرى؟

الطريقة الثانية هي كما يقول احد الباحثين التربويين :

(اذا كنت ترغب في ان يطيعك ابنك في اوامرك ونواهيك، لابد لك ان تصنع البديل الملائم، أي اذا كنت تريد ان تنهيه ـ مثلا - عن اللعب بالتراب، حينئذ يكون لزاما عليك ان تضع بين يديه لعبة اخرى بديلة، والا فانه سوف يعود إلى لعبه في التراب حتى وان كنت قد حذرته مرارا من مغبة العودة إلى ذلك).

فالأب مثل الطبيب.. لا يكفي ان يشخص المرض دون ان يكتب الدواء في المقابل.

وهكذا الامر.. اذا اردت ان تحل مشكلة اجتماعية او سياسية او اقتصادية.

هل يكفي .. ان تشخص المشكلة فقط؟

كلا.. لابد لك ان تضع الحل البديل والمناسب الذي يملأ الفراغ ويرفع سبب الاشكال.

دائما تعود على التالي :

قبل ان تأخذ الكاس من بين يدي طفلك وتدعه يصرخ.. ابحث عن لعبة.. عن وردة.. عن أي شيء اخر، وقدمته اليه، ثم اسرق الكاس من بين يديه دون ان يلتفت او يشعر بذلك.

وبهذا تكون قد احرزت عدة امور :

1ـ حافظت على الاجواء.. وتخلصت من البكاء والعويل، الذي يصحب اخذ الكأس بقوة عادة.

2ـ حافظت على سلامة الكأس من الكسر، لان الطفل يحاول التمسك اكثر ما يؤخذ منه بقوة.. وهذه عادة

الإنسان انه حريص على ما منع.

3ـ تخلصت من حالة سلبية، وهي حالة العناد وقلعها من جذورها قبل ان تنمو وتكبر في طفلك.

اذا كنت ترغب في ذلك.. فاتبع القاعدة التي تقول :

(اجعل شيئاً مقابل شيء).

اجمال ثمانية طرق لكي تمتلك زمام ابنائك دون ان تسيء اليهم او تستثير عنادهم.

1ـ اقض على اسباب العصيان.

2ـ حول اوامرك إلى رجاء.

3ـ دع ابنك يحتفظ بماء وجهه.

4ـ امتنع عن استخدام العصى.

5ـ اترك اللوم والعتاب.

6ـ الفت الانظار إلى الاخطاء من طرف خفي.

7ـ اقبل ميسوره ..ولا تكن صعباً.

8ـ اجعل شيئاً .. مقابل شيء.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.