المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تجهيز الأرض لزراعة الارز
2024-12-19
المنقطع بالمعنى الأعم والمعضل
2024-12-19
الحديث الموقوف والمقطوع
2024-12-19
السرمية الدودية (الأقصور) (Enterobius vermicularis)
2024-12-19
The environment for SVLR
2024-12-19
الجليد Ice
2024-12-19

أنواع الصخور - الصخور النارية
13-9-2019
أقسام التائبين.
2024-03-12
Deamidation
31-12-2015
بداية حركة الظهور المقدس
2024-09-03
Confluent
22-1-2022
حركة الموظف اثناء الخدمة
1-4-2016


مصرع الزبير  
  
3386   11:48 صباحاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص90-93.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

الزبير كان رقيق القلب وشديد الوله لأهل البيت وقد زجّ به في هذه المهالك حبّه للملك وإغراء ولده له إلاّ أنّه بعد اجتماعه بالإمام (عليه السلام) ثاب إلى رشده وراح يقول :

اخترت عارا على نار مؤجّجة             ما أن يقوم لها خلق من الطين

نادى عليّ بأمر لست أجهله              عار لعمرك في الدنيا وفي الدين

فقلت : حسبك من عذل أبا حسن        فبعض هذا الذي قد قلت : يكفيني

 وملكت الحيرة صوابه واتّجه صوب عائشة وراح يقول لها : يا أمّ المؤمنين إنّي والله! ما وقفت موقفا قطّ إلاّ عرفت أين أضع قدمي فيه إلاّ هذا الموقف؟ فإنّي لا أدري أمقبل فيه أم مدبر؟

وعرفت عائشة دخائل ذاته وأنّه قد استجاب لنداء الحقّ فأثارت عواطفه وقالت له بسخرية : يا أبا عبد الله خفت سيوف بني عبد المطّلب؟ وعاثت هذه السخرية فسادا في نفسه والتفت إليه ولده عبد الله فعيّره بالجبن قائلا له : إنّك خرجت على بصيرة ولكنّك رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت أنّها تحتها الموت .

إنّ الزبير لم يخرج على بصيرة من أمره كما يقول ولده وإنّما خرج محاربا لله ورسوله من أجل الملك والسلطان فهو على علم لا يخامره شكّ أنّ عليّا مع الحقّ والحقّ معه كما قال النبيّ (صلى الله عليه واله) فكيف يكون خروج الزبير لحرب الإمام عليّ على بصيرة؟ وعلى أي حال فقد التاع الزبير من تعيير ابنه له بالجبن وهي من أبغض الصفات وأمقتها عند الزبير والتفت إلى ولده فقال له : ويحك! إنّي قد حلفت له أي للإمام أن لا اقاتله .

فقال له ولده : كفّر عن يمينك بعتق غلامك سرجس .

فأعتق الزبير غلامه وراح يجول في ساحة الحرب ليرى ولده شجاعته .

وأخذت تراوده الأفكار واستبان له أنّه على ضلال فانصرف عن ساحة القتال وأخذ يجدّ في السير حتّى انتهى إلى وادي السباع فلقيه عمرو بن جرموز فقال له : يا أبا عبد الله أحييت حربا ظالما أو مظلوما ثمّ تنصرف أتائب أنت أم عاجز؟ فسكت الزبير ولم يجبه وأعاد ابن جرموز عليه الحديث فقال له : حدّثني عن خصال خمس : أسألك عنها؟ قال : هات.

خذلك عثمان وبيعتك عليّا وإخراجك أمّ المؤمنين وصلاتك خلف ابنك ورجوعك عن الحرب .

قال : نعم اخبرك أمّا خذلي عثمان فأمر قدّم الله لي الخطيئة وأخّر لي فيه التوبة ، وأمّا بيعتي عليّا فو الله! ما وجدت من ذلك بدّا حيث بايعه المهاجرون والأنصار وخشيت القتل ؛ وأمّا إخراج أمّنا عائشة فأردنا أمرا وأراد الله غيره ؛ وأمّا صلاتي خلف ابني فإنّما قدّمته عائشة أمّ المؤمنين ولم يكن دون صاحبي أمر ؛ وأمّا رجوعي عن الحرب فظنّ بي ما شئت غير الجبن , ولم يقتنع ابن جرموز بهذه الأجوبة الواهية فصمّم على قتله وأخذ يدبّر الحيلة في اغتياله فأعرب له عن شفقته وحرصه عليه قائلا : يا أبا عبد الله إنّ دون أهلك مسافة فخذ نجيبي هذا وخلّ فرسك ودرعك فإنّهما شاهدتان عليك بما نكره .

قال : انظر في ذلك ؛ ولم يلتفت إلى مكره وأخذ يلحّ عليه فاستجاب له وأعطاه فرسه ودرعه وبقي حاسرا ليس معه سلاح يدافع به عن نفسه وسارع ابن جرموز إلى الأحنف بن قيس فأخبره بما صمّم عليه من قتل الزبير فأقرّه على ذلك وقال له : اقتله قتله الله مخادعا , ورأى رجل الزبير وهو عار عن السلاح وعرف ما دار بينه وبين ابن جرموز فقال له ناصحا : يا أبا عبد الله أنت لي صهر وابن جرموز لم يعتزل هذه الحرب مخافة لله ولكنّه كره أن يخالف الأحنف , وقد ندم الأحنف في خذلانه لعليّ وقد أراد أن يتقرّب بك إليه فأخذ درعك وفرسك وهذا تصديق ما قلت : فبت عندي الليلة ثمّ اخرج بعد نومه فإنّك إن فتهم لم يطلبوك , وتهاون الزبير عن نصيحة الرجل وطلب أن يرشده إلى أمر آخر فقال له : ما نرى يا أخا بني كلب؟

فأشار عليه بالصواب قائلا : أرى أن ترجع إلى فرسك ودرعك فتأخذهما فإنّ أحدا لا يقدم عليك وأنت فارس , ولم يستجب الزبير لهذا النصح الخالص الذي يضمن حياته فقد أعرض عنه وأصبح وابن جرموز معه قد لبس درعه واعتلى فرسه وقد غفل الزبير عمّا دبّر له وبينما هو في غفلة وذهول من أمره بادر إليه ابن جرموز فطعنه ثمّ أجهز عليه فاحتزّ رأسه وأتى به وبسيفه إلى الإمام (عليه السلام) فأخذ السيف وبدا عليه الحزن وقال بنبرات تقطر أسى : سيف والله! طالما جلى به عن وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) الكرب .

لقد انتهت حياة الزبير بمثل هذا المصير المؤلم وقد كان من أعلام المجاهدين في الإسلام لقد ختم حياته بالتمرّد وإعلان الحرب على وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه وقد ألقاه في هذا المستوى السحيق جشعه وحبّه للدنيا وولده عبد الله الذي هام في حبّ الملك والسلطان وعلى أي حال فقد فجعت زوجته عاتكة بنت زيد وقالت ترثيه بذوب روحها كما عرضت إلى غدر ابن جرموز به قالت :

غدر ابن جرموز بفارس بهمة           يوم اللقاء وكان غير مسدّد

يا عمرو لو نبّهته لوجدته           لا طائشا رعش الجنان ولا اليد

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما            وجبت عليك عقوبة المتعمّد




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.