المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

النسب او الولادة ونتائجها وتنازع القوانين
8-3-2021
الادوار المتعددة للمرأة
19-1-2016
Class Switching
23-12-2015
دورة حياة النجوم
15-3-2022
خداع الدنيا
9-10-2014
قسطنطين الكبير.
2023-09-28


اختيار الهجرة الى العراق  
  
3914   11:46 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص11-15.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019 3428
التاريخ: 3-04-2015 3691
التاريخ: 16-3-2016 3764
التاريخ: 16-3-2016 3290

اختار الامام الحسين (عليه السلام) الهجرة إلى العراق دون غيره من اقاليم العالم الاسلامي وهو على علم بما مني به أهل العراق من التذبذب والاضطراب في سلوكهم ولعل سبب اختياره له دون غيره يعود لما يلي :

أولا ـ ان العراق في ذلك العصر كان قلب الدولة الاسلامية وموطن المال والرجال وقد انشأت فيه الكوفة حامية الجيوش الاسلامية وقد لعبت دورا خطيرا في حركة الفتح الاسلامي فقد شاركت في فتح رامهرمز والسوس وتستر ونهاوند وكان عمر بن الخطاب يستنجد بها فقد كتب إلى وإليه سعد بن أبي وقاص : ان ابعث إلى الأهواز بعثا كثيفا مع النعمان بن مقرن وكثيرا ما تمر في أخبار الفتوح الاسلامية هذه العبارة وأمدهم عمر بأهل الكوفة وكان عمر يثني عليهم ويقول : جزى اللّه أهل الكوفة خيرا يكفون حوزتهم ويمدون أهل الامصار وقال فيهم رجل من أهل الشام : انكم كنز الاسلام ان استمدكم أهل البصرة أمددتموهم وان استمدكم اهل الشام امددتموهم ؛ ومضافا إلى ان العراق كان قاعدة حربية فانه قد اشتهر منذ القدم بتراثه فهو قلب الأرض وخزانة الملك الأعظم وما قد خص اللّه جل وعلا به أهل الكوفة من عمل الوشي والخز وغير ذلك من انواع الفواكه والتمور وكان الأمويون قد اتخذوه موردا مهما لبيت المال في دمشق  وقد بلغت جباية معاوية للكوفة وسوادها خمسين الف الف درهم وبلغ خراج البطائح  خمسة آلاف الف درهم .

لقد كان العراق قلب الدولة الاسلامية النابض وقد بز سائر الامصار في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع وقد تهافت عليه جميع الثائرين  ليتخذوه منطلقا لأهدافهم السياسية .

ان الكوفة كانت البلد الوحيد في الأقطار الاسلامية التي تفقه قيم الاحداث ومغزى التيارات السياسية فقد ساد فيها الوعي الاجتماعي إلى حد كبير وقد كان الكوفيون يفرضون آرائهم على حكامهم وإذا لم يحققوا رغباتهم سلوا في وجوههم السيوف وثاروا عليهم , وعلى أي حال فقد اختار الامام الهجرة إلى الكوفة باعتبارها مركز القوة في العالم الاسلامي يقول عبد المتعال الصعيدي : ولم يخطئ الامام الحسين حينما ازمع على الهجرة إلى العراق لأنه المركز الصالح لقيام حكم عام يجمع أمر المسلمين ولهذا اختاره من قبله وقد حققت الأيام للعراق هذا الحكم فقامت به الدولة العباسية التي حكمت المسلمين نحو خمسمائة سنة .

ثانيا ـ ان الكوفة كانت مهدا للشيعة وموطنا من مواطن العلويين وقد اعلنت اخلاصها لأهل البيت في كثير من المواقف فقد اندفعت جموع الثائرين تحت قيادة مالك الاشتر النخعي أحد اعلام الشيعة إلى يثرب فحاصروا عثمان واجهزوا عليه وقاموا بترشيح الامام للخلافة وقد غرست بذرة التشيع في الكوفة منذ خلافة عمر فقد كان من ولاتها عمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود فأخذا يشيعان في اوساطها مآثر الامام وفضائله وما أثر عن النبي (صلى الله عليه واله) في حقه حتى تغدوا على حبه والولاء له وقد خاض الكوفيون حرب الجمل وصفين مع الامام وكانوا يقولون له : سر بنا يا أمير المؤمنين حيث أحببت فنحن حزبك وانصارك نعادي من عاداك ونشايع من أناب إليك واطاعك  وكان الامام أمير المؤمنين يثني عليهم ثناء عاطرا فيرى أنهم أنصاره وأعوانه المخلصون له يقول لهم : يا أهل الكوفة أنتم اخواني وأنصاري وأعواني على الحق ومجيبي إلى جهاد المحلين بكم أضرب المدبر وارجو اتمام طاعة المقبل ؛ ويقول (عليه السلام) : الكوفة كنز الايمان وجمجمة الاسلام وسيف اللّه ورمحه يضعه حيث يشاء , وقد خاض العراق أعنف المعارك وأشدها ضراوة من أجل أهل البيت فانتقم من قتلتهم وأخذ بثأرهم على يد الثائر العظيم المختار بن أبي عبيدة الثقفي لقد كان اختيار الامام للهجرة إلى الكوفة ناشئا عما عرف به أهل هذه المدينة من الولاء العميق لأهل البيت.

ثالثا ـ ان الكوفة كانت المقر الرئيسي لمعارضة الحكم الأموي فقد كان الكوفيون طوال فترة حكم الأمويين لم يكفوا عن معارضتهم ويتمنون زوال دولتهم ويعزو فلهوزن سبب بغض الكوفيون للأمويين إلى أن الخلافة قد انتقلت من الكوفة إلى دمشق وانهم أصبحت مدينتهم مجرد ولاية في الدولة الجديدة وان دخلهم من خراج الأرض التي فتحوها قد فقدوه ولم يعد أمامهم إلا أن يقنعوا بالفتات الذي يتساقط عليهم من موائد سادتهم الأمويين ولكنهم مع الأسف لم يشعروا بهذه المرارة إلا بعد فوات الأوان ومن هنا لم يكن من الغريب أن يروا في حكم أهل الشام نيرا ثقيلا على رقابهم يتربصون به الفرصة الملائمة ليتخلصوا منه ويلقوه بعيدا عنهم.

ومما زاد في نقمة الكوفيين على الأمويين أن معاوية ولى عليهم شذاذ الآفاق كالمغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه فأشاعوا فيهم الظلم والجور واخرجوهم من الدعة والاستقرار وبالغوا في حرمانهم الاقتصادي واتبعوا فيهم سياسة التجويع والحرمان وظلت الكوفة مركزا للمؤامرات على حكم الأمويين ولم يثنهم عن ذلك ما عانوه من التعذيب والقتل والبطش على أيدي الولاة.

لقد كانت هجرة الامام إلى الكوفة واختيارها مقرا للثورة باعتبارها البلد الوحيد المعادي للأمويين وقد وصل الحماس فيها ضد الأمويين ذروته بعد هلاك معاوية.

رابعا ـ ان الامام الحسين انما اختار الهجرة للعراق للدعوات الملحة والاصرار البالغ من الأغلبية الساحقة من أهل الكوفة للقدوم حتى في زمن معاوية فقد توافدت عليه كتبهم وهي تحثه على المسير إليهم وتحمله المسئولية أمام اللّه والأمة إن تأخر عن اجابتهم لا سيما بعد أن كتب إليه سفيره مسلم بن عقيل يخبره باجتماع الناس على بيعته وتطلعهم إلى قدومه ويحثه على السفر إليهم فلم ير (عليه السلام) بدا من اجابتهم يقول الدكتور محمد حلمي : انه لم يخرج الحسين من الحجاز في اتجاه الكوفة الا استجابة للدعوات التي وصلته من أهلها طالبة إليه القدوم عليهم ليتزعم ثورتهم على خلافة يزيد ؛ لم يخرج الحسين إلا بعد أن اختبر استعداد الكوفيين للقيام بهذه الثورة وذلك بأرسال ممثل له ليتعرف على مدى هذا الاستعداد وذهب مسلم بن عقيل بن أبي طالب في هذه المهمة ونجح في فترة قصيرة في قيادة اثني عشر الفا في ثورة عارمة بايعت الحسين ونزعت بيعة يزيد وكتب مسلم بهذا إلى الحسين الذي قرر الخروج لقيادة الحركة بنفسه وبهذا لم يكن الحسين متسرعا في خروجه ولا مندفعا فقد أتته الكتاب وأراد أن يطمئن على مدى جديتها فاطمأن بخروج هؤلاء الآلاف في الفترة القصيرة التي نشط فيها ممثله.

خامسا ـ ان الامام الحسين لو نزح إلى قطر آخر غير الكوفة فان الجيش الأموي لا بد أن يلاحقه ولا بد أن يستشهد فيتجه له اللوم والتقريع ويقال له : لما ذا لم تتجه إلى العراق البلد الذي يضم أنصارك وشيعتك وقد بعث إليك أهله آلاف الرسائل تحثك على القدوم إليهم فماذا يكون حينئذ جوابه لو سار إلى قطر آخر ولاحقته جيوش الأمويين؟

هذه بعض الأسباب التي حفزت الامام إلى الاختيار الهجرة إلى الكوفة ليجعلها مقرا لثورته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.