المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المقاومة الداخلية للبطارية
16-8-2019
حب الجاه.
2024-02-24
جامع البيان للطبري : تفسير بالمأثور
15-10-2014
أبي بن كعب
12-1-2023
مراحل التجربة المصرية للتحول إلى الحكومة الإلكترونية
7-8-2022
الفائدة في الفكر الاقتصادي الاسلامي
24-9-2020


المشادة بين الحسين والحر  
  
3278   11:44 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص77-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015 3636
التاريخ: 16-3-2016 3925
التاريخ: 16-3-2016 4041
التاريخ: 16-3-2016 3343

ووقعت مشادة عنيفة بين الامام والحر فقد قال الحر للامام :

قد أمرت أن لا افارقك اذا لقيتك حتى اقدمك الكوفة على ابن زياد.

ولذعت الامام هذه الكلمات القاسية فثار في وجه الحر وصاح به :

الموت ادنى إليك من ذلك

لقد ترفع ابي الضيم من مبايعة يزيد فكيف يخضع لابن مرجانة الدعي ابن الدعي؟ وكيف ينقاد اسيرا إليه؟ فالموت ادنى للحر من الوصول الى هذه الغاية الرخيصة .. وامر الحسين اصحابه بالركوب فلما استووا على رواحلهم امرهم بالتوجه الى يثرب فحال بينهم وبين ذلك فاندفع الحسين فصاح به.

ثكلتك امك ما تريد منا؟

واطرق الحر برأسه الى الأرض وتأمل ثم رفع رأسه فخاطب الامام بأدب فقال له :

أما واللّه لو غيرك من العرب يقولها لي : ما تركت ذكر أمه بالثكل كأنا من كان ولكني واللّه مالي الى ذكر أمك من سبيل إلا باحسن ما يقدر عليه ..

وسكن غضب الامام فقال له :

ـ ما تريد منا؟

ـ أريد ان انطلق بك الى ابن زياد

ـ وثار الامام فصاح به :

ـ واللّه لا اتبعك

ـ اذن واللّه لا ادعك

وكاد الوضع أن ينفجر باندلاع نار الحرب إلا ان الحر ثاب إلى الهدوء فقال للامام :

اني لم أومر بقتالك وانما امرت أن لا افارقك حتى أقدمك الكوفة فاذا أبيت فخذ طريقا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة حتى اكتب الى ابن زياد وتكتب أنت إلى يزيد أو الى ابن زياد فلعل اللّه أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن ابتلي من امرك.

واتفاقا على هذا فتياسر الامام عن طريق العذيب والقادسية  واخذت قافلته تطوى البيداء وكان الحر يتابعه عن كثب ويراقبه كأشد ما تكون المراقبة.

قول شاذ :

من الأقوال الشاذة التي لا مدرك لها ما ذكره البستاني وهذا نصه :

لما قرب الحسين من الكوفة لقيه الحر بن يزيد الرياحي ومعه الف فارس من أصحاب ابن زياد وقال له : أرسلني عبيد اللّه عينا عليك وقال لي ان ظفرت به لا تفارقه أو تجيء به وأنا كاره أن يبتلني اللّه بشيء من أمرك فخذ غير هذا الطريق واذهب الى حيث شئت وأنا أقول :

لابن زياد انك خالفتني في الطريق وانشدك اللّه في نفسك وفيمن معك فسلك الحسين (عليه السلام) طريقا غير الجادة ورجع قاصدا الى الحجاز وسار هو واصحابه ليلتهم فلما أصبحوا لقوا الحر فقال له الحسين : ما جاء بك؟ قال : سعي بي الى ابن زياد أني اطلقتك بعد

ما ظفرت بك فكتب إلي أن ادركك ولا افارقك حتى تأتي مع الجيوش .. .

وهذا القول من الاساطير فان التقاء الامام بالحر لم يكن قريبا من الكوفة وإنما كان في أثناء الطريق على مرحلة قريبة من (شراف) ومضافا إلى ذلك فان الحر لم يعرض على الامام أن يسير حيثما شاء وانما صدرت إليه الأوامر المشددة من ابن زياد أن يلقي عليه القبض ويأتي به الى الكوفة حسبما ذكرناه وهو مما اجمع عليه المؤرخون وأرباب المقاتل.

خطأ ابن عنبة :

من الأخطاء الفاحشة ما ذكره النسابة ابن عنبة من ان الحر أراد ارغام الامام على الدخول الى الكوفة فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا الى يزيد بن معاوية فلما صار الى كربلا منعوه عن المسير وارسلوا إليه ثلاثين الفا عليهم عمر بن سعد وارادوا دخوله إلى الكوفة والنزول على حكم عبيد اللّه بن زياد فامتنع عليهم واختار المضي نحو يزيد فمنعوه وناجزوه الحرب  ولم يذهب لهذا القول أحد من المؤرخين فقد اجمعوا على ان الامام بقي مصمما على رفض البيعة ليزيد ولو انه أراد ان يبايع ليزيد لما فتحوا معه باب الحرب وما شهروا في وجهه السيوف.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.