المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تداخلات الأحياء المجهرية Microbial Interactions
12-2-2019
الاقتصاد في العبادة
20-2-2019
احساس الطفل بالنسبة للأب
15-1-2016
الفرار من المسؤولية
19-6-2016
نبض bunching
2-3-2018
الناصر لدين الله وحال الوزارة في أيام مؤيد الدين أبي المظفر محمد بن أحمد
25-1-2018


التفسير العلمي  
  
6052   07:09 مساءاً   التاريخ: 10-3-2016
المؤلف : السيد محمد علي ايازي
الكتاب أو المصدر : المفسرون حياتهم ومنهجهم
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 127- 130 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العلمي /

هو تفسير يذهب قائله الى استخراج جملة العلوم القديمة والحديثة من القرآن ، ويرى في القرآن ميداناً يتسع للعلم الفلسفي والإنساني في الطب والتشريح والجراحة والفلق والنجوم والهيئة وخلايا الجسم واصول الصناعات ومختلف المعادن ، فيجعل القرآن مستوفياً بآياته لهذه الحيثيات ، ويحكم الاصطلاحات العلمية في القرآن ويجتهد في استخراج هذه العلوم (1) .

وقد يعبّر عن التفسير العلمي بربط الحقائق العلمية الثابتة للعوالم الكونية والطبيعية المختلفة بمعاني الآيات القرآنية بدلالة الألفاظ اللغوية على المعاني في المشهور من المأثور والمعهود في اللغة (2) .

وهذا غير استخراج جملة العلوم القديمة والحديثة من القرآن ، وفرق واضح بينهما؛ لأن الأول : يعتقد بتضمن القرآن لجميع هذه العلوم من حيث هي علوم ومعارف ، والثاني : يعتقد أن القرآن حين تناول مظاهر الكون عامة من الشمس والقمر والنبات والمطر ، لم يتناولها ليعطينا قواعد علمية عن هذه الأشياء ، ولكن ليلفت النظر الى الدليل النظري الذي يدل على عظمة الله جل شأنه ، ولن نستطيع أن نلفت النظر إن لم نطّلع على العلوم والمعارف ، إذ في ضوئها نفهم كثيراً من أسرار القرآن .

وبعد هذا نقول : لقد اتسم التفسير العلمي للقرآن في العصور المختلفة بظهور باحثين ربطوا الآيات القرآنية بنظريات علمية متغيرة ، واستفاضوا في أغرابهم بتفسير الآيات القرآنية مقمحة مع البحوث العلمية العامة ، وكأنهم مصرون على ربط كل ما توصل اليه العلم في حقول الظنيات بالقرآن الكريم الذي هو كتاب الهداية والاعجاز .

وذهب آخرون بسبب هذا الاسراف والشطط والأغراب الى أن ينحوا باللائمة على هذا المنهج ، ويبيّنوا آثاره الفكرية السيئة على تفسير القرآن .

وممن نهج هذا المنهج من السلف (الغزالي) في جواهر القرآن ، و(الفخر الرازي) في التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) ، و(الزركشي) في البرهان و(السيوطي) في الاتقان (3) ، و(أبو الفضل المرسي) في تفسيره (4) .

وفي العصر الحديث خاصة – حيث تقدم العلم تقدماً واضحاً وأعجب الناس بثمراته – قد راج لدى جمع من المفسرين ، منهم الاسكندراني في (كشف الأسرار النورانية) والطنطاوي في (الجواهر) وغيرهما .

انقسم الباحثون في العصر الحديث الى فريقين :

فريق منع التوسع في التفسير العلمي والجري وراء النظريات العلمية القابلة للتغيير ، والاقتصار على الحقائق العلمية وقواعد البحث العلمي .

وفريق آخر ظن أن التوسع في التفسير العلمي سبب في تقوية إيمان الناس بالقرآن الكريم ، ولهذا غلب على تفاسيرهم وبحوثهم القرآنية صبغة النظريات العلمية والقوانين الطبيعية ، ويحكّم الاصطلاحات العلمية على القرآن ويجتهد في استخراج هذه العلوم من القرآن .

وبعد هذه المقدمة الموجزة حول المنهج العلمي وذكر أنصاره ، نقول :

إنّ القرآن الكريم كتاب هداية ، والغاية من القرآن الكريم هو أن يكون موجّهاً روحياً يربط الناس بالملأ الأعلى ويعرّفهم بالله تبارك وتعالى ، ولم ينزل ليكون كتاباً علمياً يتناول الحقائق العلمية ، كما تناولته الكتب الاختصاصية ، والموضعية في عرضه لآيات تتعلق بها مسائل علمية كالمظاهر من الشمس والقمر والنبات والمطر وخلق الانسان والحيوانات و . . حتى ليخبر عن كيفية تكوين الأرض والسماء والطب و . . أو ليعطينا قواعد علمية عن هذه الأشياء . بل إن القرآن الكريم حينما يتناول مظاهر الكون لكي يلفت النظر الى أن هذا الكون الدقيق الصنع هو من صنعه وإيداعه وتكوينه تبارك وتعالى ، وأن الذي خلق الأرض وما عليها من عجائب وغرائب ، وتفرد بعلمه وعظمته والوهيته لا يصح أن يعبد معه أحد سواه . وأن الله يبيّن لنا هذه الموضوعات ليلفت النظر الى الدليل النظري الذي يدل على عظمته جل شأنه .

ومع هذا كله نجد أن القرآن الكريم قد تناول بعض الحقائق العلمية بأسلوب في غاية الروعة والبلاغة حتى يتيقن العلماء بأن هذا الطرح للحقائق فوق مستوى عقولهم ، فانه قد أتى بنواميس علمية تجعل الانسان يعجب ويدهش خصوصاً إذا سمعها من نبي عربي أمي أتى بهذا الكتاب المعجز في عصور الجهل والظلام وقبل خمسة عشر قرناً (5) .

فالصحيح الذي يمكن أن يذهب اليه في التفسير العلمي ، هو الاستفادة من تطور العلوم والمعارف في فهم كثير من الآيات الكونية والنفسية في القرآن الكريم ، فيحاول في كشف مدلول الآية ، أو تفسير آية قرآنية بحقيقة علمية أو نظرية علمية محددة المعالم ، كما أكد جمع من المدققين منهم : الدكتور محسن عبد الحميد ، حيث قال : (التفسير العلمي للقرآن يمكن أن يتخذ مظهرين :

أولهما : تسخير الحقائق العلمية في كشف مدلول الآية القرآنية ، فاحتمال الخطأ هنا غير قائم ، على سليل المثال قوله تعالى : {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه : 50] ، فاذا جئنا فسخرنا علم الحياة كلها في تفسير هذه الآية ، وبيان عظمة الخلق الإلهي ودقته كان حسناً ومفيداً جداً؛ لأننا سنبيّن هنا سر الإعجاز في هذه الآية الكريمة ، فنحن نتحدث فقط عن تفاصيل خلق الكائنات وسبل الهداية المتنوعة الدقيقة والعجيبة الي زود الله تعالى بها تلك الكائنات . ولم ندع أن القرآن فيه تفاصيل علم الكائنات ، لأنه من المعلوم أن تلك التفاصيل متروكة للعقل يكتشف فيها قوانين الحياة الدقيقة المتنوعة المترابطة عبر الزمان والمكان .

وثانيهما : تفسير آية قرآنية بحقيقة علمية ، أو نظرية علمية محددة المعالم ، ففي قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد : 41] . ، لا يمكن أن نقطع بأن الآية تدل دلالة قطعية على كروية الأرض ، أو هي المعنى المقصود من الآية ، لعدم قيام الدليل القطعي على ذلك ، لا من منطوق الآية ولا من مفهومها ، ولكن نستطيع أن نقول إنه من الاحتمالات أن تكون كروية الأرض ضمن معنى الآية الكريمة .

فاذا جاء المفسر فادّعى أن المقصود بمعنى الآية تلك النظريات أخطأ في مدّعاه ، وإذا قال : ليس بعيداً أن يكون ذلك المعنى هو المراد ، كان الاحتمال في صدق مدّعاه قائماً ، وحينئذ لم يفعل شيئاً إلا أنه استأنس بتلك النظريات في إلقاء الضوء على معنى الآية ، فإذا أخطأ في التفسير لبطلان تلك النظريات في يوم من الأيام ، كان الخطأ خطأ في التفسير ، وليس بطلاناً لمعنى القرآن الكريم في آية من آياته (6) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أمين الخولي ، مناهج تجديد/ 287

2- مجلة كلية الآداب جامعة بغداد عبد القهار داود عبد الله العاني ، التفسير العلمي معالمه وضوابطه ، العدد السادس والعشرون/ 181 .

3- الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، 2/ 25 ، والسيوطي ، الاتقان ، 2/ 271 (النوع 65) ، وجواهر القرآن/ 32 ، ومفاتيح الغيب ، 14/ 121

4- التفسير والمفسرون ، 2/487 .

5- الشهيد حسن البنا ، نظرات في القرآن/ 23 ، وأنظر أيضاً من موارده : أبي حجر ، التفسير العلمي في الميزان/ 212 .

6- تطور تفسير القرآن الكريم/ 226 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .