المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أجهزة المونتاج الالكتروني
14/9/2022
الاطياف الالكترونية للجزيئات الثنائية الذرة
15-1-2021
قطعة منقولة عن المغرب
2024-05-02
 خواص الآيات القرآنية
2023-12-11
جندب بن جنادة ( أبو ذر الغفاري )
2023-02-06
هيكلية الاتحاد التاريخية للاتحاد الأوربي
10-5-2016


أبو علي بن الأخوّة  
  
1944   10:03 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص291-293
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 5597
التاريخ: 21-2-2018 2147
التاريخ: 29-06-2015 2165
التاريخ: 27-09-2015 5001

هو أبو علي الفرج بن محمّد بن الأخوّة المؤدّب البغداديّ، يبدو أنّه اشتغل بالتأديب (التعليم) ثم حاول التكسّب بشعره فلم ينل به منالا. و كانت وفاته في رابع عشر جمادى الآخرة من سنة 546(28/9/1151 م) .

أبو عليّ بن الأخوّة شاعر و ناثر رائق المعاني سلس الأسلوب شعره يدور على المدح و الهجاء و الغزل و النسيب.

مختارات من شعره:

- قال أبو عليّ بن الأخوّة في الشباب و الشيب :

خذ من شبابك نورا تستضيء به... فالشيب إصباحه في اللهو إمساء

العمر عينان: عين منه مبصرة... مع الشباب، و عين منه عمياء (1)

و ربّ ليل مريض كنت صحّته... عزّت أواسيه أو عزّته أدواء (2)

يسير فيه و في قلبي أذى و ضنى... كأنّني دلج و السوء إسراء (3)

و الشهب ثغر، و آفاق الظلام فم... و القذف لفظ، وضوء الماء سحناء (4)

حتّام عينك لا تنفكّ جارية... ماء، و مقلتها بالبرق قمراء

تضرّم البرق فيها و هي باكية... كأنّها قبس من حوله ماء (5)

- و له في النسيب و الغزل:

نعم، هذه الدار و الأنعم... أ تنجد، يا قلب، أم تتهم (6)

و قد يستفيق هوى لا يفيق... و يشقى الفتى مثلما ينعم

وقفنا و قد ضرعت للنّوى... مدامع لو أنّها ترحم (7)

و فوق الركاب غلاميّة... كما ذعر الشادن المرجم (8)

تصابح روضا كأنّ الحبي‍ر...  و الوشي من حوكه يرقم (9)

بكت لؤلؤا كاد لو أنّه... تماسك في جيدها ينظم (10)

و شتان ما بيننا في البكا... و دمعك ماء و دمعي دم

فقال الهوى لدواعي الغرام...  إنّ بنا هلك المغرم (11)

من الركب تلوي سنات الكرى... رقابهم كلّما هوّموا (12)

يناجون بالمقل الفاترات...  سماء مسامعها الأنجم (13)

يقصّون من لفظات الجفو... ن أحاديث لو أنّها تفهم (14)

___________________

1) عمياء في الشيخوخة.

2) ليل مريض: مظلم؛ حزين. عزت (قلت) أواسيه (أطباؤه-القادرون على السهر فيه أو على المرح) أو عزته (غلبته-غلبتني فيه) أدواء (أمراض، مصائب) .

3) فيه أذى لي و في قلبي ضعف عن الاحتمال. الدلج: السير في أول الليل (و الشاعر يقصد مدلج: سائر في الليل) . السوء: الشر. اسراء: سير في الليل (أقضي ليلي في ألم) .

4) الشهب: النجوم. القذف: الرجوم (الحجارة المتساقطة من جو السماء!) . . .

5) . . . -كأن عينك قبس (قطعة من نار-كناية عن احمرارها من الحزن و البكاء) . من حولها ماء (نار غارقة في الماء-و هذا عجيب) .

6) الأنعم: الانعام (الغنم و الجمال) التي أعرفها في دار المحبوبة. أ تنجد (أ تصعد الى هضبة نجد) أم تتهم (تنزل الى ساحل تهامة) -كناية عن أن قلبه حائر مع أن المحبوبة معروفة.

7) ضرعت (بفتح الضاد و الراء، أو بفتح الضاد و كسر الراء) أدمع (ذلت) كثر سيلانها. للنوى: من البعاد و الفراق.

8) و فوق الركاب: على الابل (مسافرة) غلامية (فتاة تشبه الغلام بصغر السن و النشاط) . ذعر: خاف و هرب. الشادن: الغزال الصغير. المرجم: الذي رمي بحجر.

9) تصابح روضا: تصل اليه في الصباح. الحبير: الثوب الناعم الذي فيه وشي (تزيين) . الحوك: الحياكة، النسيج. ترقم: تجعل فيه علامات للزينة.

10) لؤلؤ (كناية عن الدمع) . الجيد: العنق.

11) الداعية: السبب، المثير. ان بنا (انه بنا) .

12) الركب: الجماعة في قافلة واحدة. تلوى: تميل، تحني. السنة (بكسر السين و فتح النون) : الغفوة، النعاس و النوم. الكرى النوم. هوم الرجل: مال رأسه من النعاس.

13) يناجون: يخاطبون بصوت منخفض. بالمقل (بالعيون) الفاترات (الناعسات) . -يخاطبون النجوم ويبثونها أسرارهم.

14) ان جفونهم (عيونهم) تقص أحاديث تامة و لكن لا يفهمها كل انسان.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.