المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علي بن حمزة بن عمارة بن حمزة  
  
2155   04:34 مساءاً   التاريخ: 29-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص105-108
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 2144
التاريخ: 21-9-2019 3923
التاريخ: 10-04-2015 2542
التاريخ: 13-08-2015 2254

ابن يسار بن عثمان الأصبهاني أبو الحسن وعثمان هذا الذي انتهت نسبة هذا إليه هو والد أبي مسلم الخراساني ويسار أخوه قال ذلك حمزة وقال كان اسم أبيه قبل أن يسلم ((بنداد هرمز)) فلما أسلم تسمى بعثمان قال وأبو مسلم اسمه ((بهزادان بن بنداد هرمز)) وعلي بن حمزة هذا من أولاد أخيه يسار وكان أحد أدباء أصبهان المشهورين بالعلم والشعر والفضل والتصنيف شائع ذلك ذائع عنه وصنف كتبا منها كتاب الشعر وكتاب فقر البلغاء يشتمل على الاختيار من شعر عامة الشعراء وكتاب قلائد الشرف في مفاخر أصبهان وأخبارها وغير ذلك.

قال حمزة في مقدمة كتابه: وقد كان رجل من كبار أهل الأدب ببلدنا تعاطى عمل كتاب في هذا الفن وهو أبو الحسن علي بن حمزة بن عمارة وسماه قلائد الشرف فشحنه بأخبار الفرس في السير والأبيات نبذ بينهما جملا من أخبار أصبهان تنقص عن السدس من كتابه وحجمها يكون دون ثلاثين ورقة وروى فيما بينها أخبارا كأنها من أحاديث الحكم.

 ومن شعر علي بن حمزة يرثي أبا مسلم محمد بن بحر: [الطويل]

 (وقالوا ألا ترثي ابن بحر محمدا ... فقلت لهم ردوا فؤادي واسمعوا)

 (فلن يستطيع القول من طار قلبه ... جريحا طريحا بالمصائب يقرع)

 (ومن بان عنه إلفه وخليله ... فليس له إلا إلى البعث مرجع)

 (ومن كان أوفى الأوفياء لمخلص ... ومن حيز في سرباله الفضل أجمع)

 (سجايا كماء المزن شيب به الجنى ... جنى الشهد في صفو المدام يشعشع)

 (وغرب ذكاء واقد مثل جمرة ... وطبع به العضب المهند يطبع)

 (ومن كان من بيت الكتابة في الذرى ... وذا منطق في الحفل لا يتتعتع)

 وله وكتبه إلى أبي نجيح أخي أبي سعد الشاعر: [الخفيف]

(قد عزمنا على الصبوح فبادر ... قبل أن تضحي السماء المخيله)

 (فلذا الدجن يا خليلي ذمام ... لم أزل مذ عقلت أمري خليله)

 (وهو يوم أغر أبلج يهمي ... بحيا يستمد منه سيوله)

 (ودعاني إليه أدهم داج ... قد رحمنا بكاءه وعويله)

 (شبه ليل متى استضيف بليل ... لم يسكن إلى الصباح صهيله)

 (مطفح مهمر بلوع به يستلب ... المدقع الضنين صليله)

 (راكب نازل يغطمط وأب ... قد سئمنا ركوبه ونزوله)

 (يطرد الجدب كلما جاش أعطى ... سائليه بضيعة ونشيله)

 (ولدينا من المعسل شيء ... يفثأ الدهر من فؤادي غليله)

 (فتفضل بما سألت فقدما ... بؤت للخل بالأيادي الجليله)

 (ولك الحكم أن تحكم في الشرب ... فلا تخف عن قلوب عليله)

 (وفتو كأنهم قضب الهند ... لهم السن سلاط طويله)

 قال المؤلف: ولعلي بن حمزة هذا مفاوضات طوال وجوابات لجماعة من شعراء أصبهان منهم أبو الحسن طباطبا العلوي وغيره لم أذكر منها شيئا لطولها ولقلة فائدتها عندي فشعره على هذا النمط لا طائل فيه إلا أنه عند أهل أصبهان جليل نبيل.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.