أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015
8833
التاريخ: 4-06-2015
16444
التاريخ: 18-11-2015
3086
التاريخ: 25-1-2016
2857
|
مقا- نزغ : كلمة تدلّ على إفساد بين اثنين ، ونزغ بين القوم : أفسد ذات بينهم.
العين 4/ 384- نزغ فلان بينهم نزغا ، أي حمل بعضهم على بعض بفساد ذات بينهم ، كما نزغ الشيطان من يوسف وإخوانه. قال رؤبة : واحذر أقاويل العداة النزّغ.
لسا- النزغ : أن تنزغ بين قوم فتحمل بعضهم على بعض بفساد بينهم ، ونزغ بينهم ينزغ وينزغ نزغا : أغرى وأفسد وحمل بعضهم على بعض. والنزغ : الكلام الّذي يغرى بين الناس. ونزغه : حرّكه أدنى حركة. ونزغ الشيطان : وساوسه ونخسه في القلب بما يُسوّل للإنسان من المعاصي ، يعنى يلقى في قلبه ما يفسده على أصحابه. أبو زيد : نزغت بين القوم ونزأت ومأست : كلّ هذا من الإفساد بينهم. ورجل منزغ ومنزغة ونزّاغ : ينزغ الناس ، والنزغ : شبه الوخز والطعن. ونزغه : نخسه وطعن فيه مثل نسغه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إلقاء شرّ وفساد في القلب ، بوسيلة وسوسة أو كلام أو عمل ، من إنس أو جنّ. ومن آثاره : الإغراء ، والطعن ، والإفساد ، والرمي ، والتحريك ، والنخس.
وقريبة من المادّة : موادّ الندغ والنسغ والنخس والغرز والنزك. إلّا أنّ هذه الموادّ تستعمل في الطعن المادّيّ.
وقد تداخلت مفاهيم هذه الموادّ في مقام التعريف ، كما هو المعمول به في تعريف معاني اللغات ، فيكتفى بالتعريف التقريبيّ.
وقلنا كرارا إنّ من موارد الانحراف في تفسير اللغة : النقل من كتب التفسير للقرآن ، حيث إنّ نظر المفسّرين توضيح معنى اللغة على حسب ما يقتضيه المورد ، فيفسّرون كلمة واحدة في موارد مختلفة بمفاهيم مختلفة تناسب كلّ مورد خاصّ ، من دون تحقيق.
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف : 199، 200].
أي وإن يلاقك من الشيطان ملاق شرّ وفساد بأي وسيلة كان ، بإلقاء وسوسة أو سوء نيّة أو فساد عقيدة : فاستعذ باللّه عزّ وجلّ ، من هذه النزغة الشيطانيّة.
والنزغة في هذا المورد في مورد أخذ العفو والأمر بالعرف ، في مقابل المخالفين- وإن تدعوهم الى الهدى لا يسمعوا.
فالآية عامّة جميع أنحاء الإلقاءات ، وإن كان المورد خاصّا بالنسبة الى العفو وإجراء المعروف ، حتّى يوجب النزغ تسامحا وتوانيا في العمل بهذا البرنامج.
{وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف : 100] ، {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء : 53].
أي نزغ الشيطان وألقى سوء نيّة فيما بيننا ، حتّى أوجب العداوة والبغضاء وسوء العمل والقول فينا.
وليتوجّه عباد اللّه في أقوالهم وليقولوا ما هو أحسن ، فانّ الشيطان يوحي الى قلوبهم شرّا وفسادا في الأقوال.
وهذا كما في : -. {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون : 97، 98] ، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج : 52].
وأمّا الفرق بين النزع والإلقاء والهمز : أنّ الإلقاء أعمّ من أن يكون في مادّىّ أو معنويّ ، في خير أو شرّ ، فهو مطلق مقابلة شيئين مع ارتباط.
والهمز : هو تعييب وتنقيص وتحامل بسوء نيّة وبقصد تضعيف.
والنزغ : يعتبر فيه الإلقاء على القلب في فساد وشرّ.
وأمّا دفع النزغ : فهو كما في : - {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج : 52].
فانّ ما يظهر من جانب الشيطان وينسب اليه : فهو ظلمة وكدورة. وما يتجلّى من جانب الرّحمن : فهو نور ، والنور إذا تجلّى بلطف ورحمة وفضل منه : يرتفع الظلمة قهرا.
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة : 257].
_________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|