ان من العوامل المؤثرة  على التبخر في المسطحات المائية هي  كالتالي :

1_الاشعاع: radiation :

يحتاج تبخر غرام واحد من الماء وهو في حالة سائلة الى 590 سعر حراري. ونظرا لكون الشمس هي المصدر الرئيسي للطاقة على سطح الكرة الأرضية فان مقدار التبخر يرتبط ارتباطا وثيقا بكمية الاشعاع الشمسي لدرجة اطلق على عملية التبخر بمجملها solar evaporation (الشكر رقم 1).

2_ درجة الحرارة: temperature :

يعتمد الماء والهواء بحرارتيهما على كمية الاشعاع الشمسي. وعليه فانه من المؤكد ارتباطا درجة حرارتيهما بمعدلات التبخر (شكل 16) فدرجة حرارة المياه السطحية تؤثر على كمية الجزيئات التي تنطلق منه الى الغلاف الجوي، لان درجة الحرارة تؤثر في سرعة حركة تلك الجزيئات. وان درجة حرارة الهوا تؤثر في عملية المزج والاضطراب التي من شانها زيادة معدلات التبخر.

3_الرطوبة: humidity :

تؤثر الرطوبة في الجو على كميات التبخر بطريقتين: ضغط البخار الحقيقي والرطوبة النسبية. حيث تتناسب معدلات التبخر مع كمية الرطوبة الحقيقية في الجو ومع الرطوبة النسبية أيضا عند درجة حرارة ما. ويبين الشكل (1) كيف يتباين ضغط البخار الحقيقي تباينا طفيفا خلال اليوم، بينما تتباين الرطوبة النسبية تباينا واضحا وفق تباين درجة الحرارة، فعندما ترتفع الرطوبة النسبية في الجو يقل معدل التبخر في المسطحات المائية. فعلى سبيل المثال عندما تزداد درجة الحرارة من 17م – 17.5م فان مقدار التبخر يزداد من 0.25 ملم/ الساعة – 0.93 ملم/ الساعة، في حين تنقص الرطوبة النسبية من 91% - 75%.

وعليه، فان ارتفاع الرطوبة النسبية في الجو الناجم عن انخفاض درجة الحرارة ومع بقاء الظروف الأخرى ثابتة فان معدلات التبخر سوف تتناقص. لذلك فان كمية التبخر في الطقس البارد تكون محدودة مقارنة بتلك الكميات في الطقس الحار. لان الهواء الملامس لسطح الماء يكون قادرا على تحمل كميات اكبر من بخار الماء.

4_ الرياح: wind :

عندما يكون الجو هادئا فان كمية المياه المتبخرة من المسطحات المائية تأخذ بالنقصان لان الطبقات الهوائية الملامسة للسطح تصل الى درجة التشبع، وتعود جزيئات من الماء مرة أخرى الى ذلك المسطح المائي. لذلك فان رياحا خفيفة تعمل على خلط جزيئات الماء الموجود على شكل بخار في طبقات الهواء الملامسة لسطح الماء تخلطها مع طبقات الهواء الأعلى والأكثر جفافا من السفلى، مما يساعد على زيادة المياه المتبخرة، ومن الصعب جدا ان تجد في الطبيعة هدوءا تاما للهواء، لذلك فان الرياح تؤثر في كميات المياه المتبخرة.

ومن المعروف ان الهواء المضطرب هو الأكثر نجاعا في زيادة معدلات التبخر، علما بان سرعة الرياح ترتبط ارتباطا وثيقا مع اضطرابه، لذلك يمكننا القول بان سرعة الرياح عامل هام في زيادة معدلات التبخر، ولكن هذا الامر ليس مطلقا، حيث تتوقف هذه العلاقة عند سرعة معينة. وتختلف النماذج المستخدمة في تقدير معدلات التبخر في المسافة الراسية المثالية المعتمدة لقياس سرعة الرياح عندها، فبنمان يعتمد في معادلته ارتفاع 2 متر عن سطح الأرض بينما يعتمد غيره ارتفاع 10 متر عن سطح الأرض.

5_ الضغط الجوي: barometric pressure :

من المعروف نظريا بان جزيئات الماء تصبح اكثر حرية في الانطلاق عندما تكون كثافة الهواء الملامسة لسطح الماء اقل. ولكن من الصعب تقدير اثر عامل الضغط الجوي على معدلات التبخر نظرا لارتباطه بالعديد من عناصر الطقس. ولا توجد علاقة مطلقة واضحة بين معدلات التبخر وقيمة الضغط الجوي، ففي أعالي القمم الجبلية حيث تنخفض قيم الضغط الجوي تقل درجات الحرارة ومن ثم تقل معدلات التبخر. لذلك يمكن القول بان العلاقة بين الارتفاع عن سطح البحر وبين معدلات التبخر غير واضحة، فعلى سبيل المثال فقد توصل احد العلماء الى ان قيم التبخر لا تتغير بصورة واضحة على ارتفاعات تزيد عن 10.000 قدم