علم الله حاصل قبل فعل العباد
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص 216-218.
1-12-2015
5447
قد تعلق من ذهب في حدوث العلم وأنه لا يعلم الشيء قبل كونه بآيات منها :
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ولَمّٰا يَعْلَمِ اللّٰهُ الَّذِينَ جٰاهَدُوا مِنْكُمْ ويَعْلَمَ الصّٰابِرِينَ} [آل عمران : 142] .
{ومٰا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهٰا إِلّٰا لِنَعْلَمَ} [البقرة : 143] .
{ومٰا كٰانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطٰانٍ إِلّٰا لِنَعْلَمَ} [سبأ : 21] .
{ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ الْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ والصّٰابِرِينَ} [محمد : 31]
{الْآنَ خَفَّفَ اللّٰهُ عَنْكُمْ وعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} [الأنفال : 66]- {لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [يونس : 14]
قال : لا يجوز أن يقول مثل ذلك وهو عالم به !!
الجواب : أنه لولم يتقدم العلم بحالهم وحال ما كلفهم لقبح التكليف أصلا لأنه إنما يحسن من المكلف أن يأمر بما يعلم حسنه وإن المكلف يتمكن من فعله على الوجه الذي كلفه فكيف يصح مع هذا أن يكون علمه بحالهم حادثا بعد التكليف وعند فعلهم ما كلفوا .
على أن ليس في ظواهر الآيات ما ينبئ عن كونه غير عالم بما سيكون منهم والعالم بالشيء إنما يكون عالما به إذا علمه على ما هو به .
فالله تعالى إنما يعلم المجاهد مجاهدا إذا جاهد ويعلمه مؤمنا إذا آمن وليس في ذلك نفي كونه عالما من سيؤمن وسيجاهد وهو موضع النزاع .
وقال المرتضى : قوله : { لِنَعْلَمَ } ، يقتضي حقيقته أن يعلم هو وغيره ولا يحصل علمه مع علم غيره إلا بعد حصول الاتباع فأما قبل حصوله فإنما يكون هو تعالى العالم وحده فصح حينئذ ظاهر الآية.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة