أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
![]()
التاريخ: 14-12-2015
![]()
التاريخ: 6-4-2016
![]()
التاريخ: 14-12-2015
![]() |
مواطن قبل يوم الحساب
قال تعالى : {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام : 22، 23].
أتى عليّا عليه السّلام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي شككت في كتاب اللّه المنزل .
فقال له عليّ عليه السّلام : « ثكلتك أمّك ، وكيف شككت في كتاب اللّه المنزل ؟ » .
فقال له الرّجل : لأنّي وجدت الكتاب يكذّب بعضه بعضا ، وينقض بعضه بعضا .
فقال : « هات الذي شككت فيه ؟ » .
فقال : لأنّ اللّه يقول : {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ : 38] ويقول حيث استنطقوا ، قال اللّه : {وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ} ويقول : {يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا } [العنكبوت : 25] ويقول : {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ} [ص : 64] ويقول : {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} [ق : 28] ويقول : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس : 65] فمرة يتكلّمون ، ومرّة لا يتكلّمون ، ومرّة ينطق الجلود والأيدي والأرجل ، ومرّة لا يتكلّمون ، ومرّة ينطق الجلود والأيدي والأرجل ، ومرّة لا يتكلّمون إلّا من أذن له الرّحمن وقال صوابا ، فأنّى ذلك يا أمير المؤمنين ؟
فقال له عليّ عليه السّلام : « إنّ ذلك ليس في موطن واحد ، وهي في مواطن في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة ، فجمع اللّه الخلائق في ذلك اليوم في موطن يتعارفون فيه ، فيكلّم بعضهم بعضا ، ويستغفر بعضهم لبعض ، أولئك الذين بدت منهم الطّاعة من الرّسل والأتباع ، وتعاونوا على البرّ والتّقوى في دار الدنيا ، ويلعن أهل المعاصي بعضهم بعضا من الذين بدت منهم المعاصي وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا ، والمستكبرون منهم والمستضعفون يلعن بعضهم بعضا ويكفّر بعضهم بعضا . ثمّ يجمعون في موطن يفرّ بعضهم من بعض ، وذلك قوله {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} [عبس : 34 - 36] إذا تعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37] .
ثمّ يجمعون في موطن يبكون فيه ، فلو أنّ تلك الأصوات بدت لأهل الدنيا لأذهلت جميع الخلائق عن معائشهم ، وصدّعت الجبال ، إلّا ما شاء اللّه ، فلا يزالون يبكون حتّى يبكون الدم .
ثمّ يجتمعون في موطن يستنطقون فيه ، فيقولون وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ولا يقرّون بما عملوا ، فيختم على أفواههم وتستنطق الأيدي والأرجل والجلود ، فتنطق ، فتشهد بكلّ معصية بدت منهم ، ثمّ يرفع عن ألسنتهم الختم ، فيقولون لجلودهم وأيديهم وأرجلهم : لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا ؟ فتقول : {أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [فصلت : 21] .
ثمّ يجمعوا في موطن يستنطق فيه جميع الخلائق ، فلا يتكلّم أحد إلّا من أذن له الرحمن وقال صوابا . ويجتمعون في موطن يختصمون فيه ، ويدان لبعض الخلائق من بعض ، وهو القول ، وذلك كلّه قبل الحساب ، فإذا أخذ بالحساب ، شغل كلّ امرئ بما لديه ، نسأل اللّه بركة ذلك اليوم » « 1 » .
- وقال أبو جعفر الباقر عليه السّلام في قوله تعالى : وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ : « يعنون بولاية علي عليه السّلام » « 2 » .
- وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إنّ اللّه يعفو يوم القيامة عفوا لا يخطر على بال أحد ، حتّى يقول أهل الشّرك وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ » « 3 » .
- وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إنّ المراد : لم تكن معذرتهم إلا أن قالوا « 4 » .
_________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 357 ، ح 16 .
(2 ) الكافي : ج 8 ، ص 287 ، ح 432 .
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 357 ، ح 15 .
( 4 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 440 .
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
العتبة العلوية المقدسة تعقد اجتماعها السنوي لمناقشة الخطة التشغيلية وتحديثها لعام 2025
|
|
|