أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-09-2015
12870
التاريخ: 9-10-2015
11755
التاريخ: 2024-09-16
417
التاريخ: 17-9-2019
3826
|
نثر ابن الخطيب رحمه الله تعالى
فمن ذلك قوله في «الروضة » في ترجمة « ضخام الغصون من شجرة السر المصون» ما صورته: وهي التي أفاءت الظل الظليل ، وزانت المرأى الجميل ، وتكفلت لمحاسن الشجرة الشماء بالتكفيل، وتتعدد إلى غصون المحبوبات، وأقسام موضوعاتها المكتوبات، وغصن المحبين، أصنافهم المرتبين، وغصن علامات المحبة، وشواهد النفوس الصَّبة، وغصن الأخبار المنقولة، عن ذوي النفوس المصقولة ، وعند تعين هذه الأغصان المقسومة ، كمل شكل الشجرة المرسومة ، والسرحة الموصوفة الموسومة ، ففاءت الظلال ، وكرمت الخلال ، فحيي من تفرد وتوحد ، واستظل من استهدى و استر شد، ووقف الهائم فخطب
وأنشد :
يا سرحة الحي يا مطول شرح الذي بيننا يطول
عندي مقال فهل مقام تصفين فيه لما أقول
ولي ديون عليك حلت لو أنه ينفع الحلول
ماض من العيش كان فيه منزلنا ظلك الظليل
زال وماذا عليه ماذا يا سرح لو لم يكن يزول
حيا عن المذنب المعنى منبتك القطر والقبول
وقال رحمه الله تعالى: فصول في المعرفة تغازل بها عيون الإشارة إذا قصرت عن تمام المعنى ألسن العبارة ولله در القائل :
وإذا العقول تقاصرت عن مدرك لم تتكل إلا على أذواقها
المعرفة اخراق المراتب الحسية والنفوس الجنسية والعقول القدسية
والبروز الى فضاء الأزل إذا فني من لم يكن وبقي من لم يزل مع عمران المراتب
ورؤية الجائز في الواجب:
ومن عجب أني أحن إليهم وأسأل شوقا عنهم وهم معي
وتبكيهم عيني وهم في سوادها ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي
المعرفة مقام يتألف من جمع مفروق وأفول وشروق وسل عروق ورد
مسروق حتى يذهب الكيف والأين ويتعين فيجمع العدد وبجمل
وينحى السوى ومع ذلك لا يهمل
للعدا منك نصيب ولك السهم المصيب
إنما يومك يوما ن : خصيب وعصيب
المعرفة مقام سامي المنعرج عاطر الأرج ينقل من السعة الى الحرج ومن الشدة الى الفرج
طريقك لا تخفى به إن تتبعت خطاك ولا يخفى مبيتك فيه
متاعك منشور على كل خيمة ورؤياك أمن من ترفع تيه
المعرفة عين إن لم تبصر أجزاءها ، أحسن الله عزاءها ، وحقيقة إن لم يجعل الفراق إزاءها ، كانت الغيرة ( جزاءها، فهي دائرة مركزها يجمع ، ومحيطها في التفريق يطمع، يستقل الملك أجمع ، ويرى من يرى ويسمع من يسمع :
بعد المحيط من المحدد واحد والكل في حق الوجود سواء
والحق يعرف ذاته من ذاته صح الهوى فتلاشت الأهواء
المعرفة صعود ونزول ، ووقوف ووصول ، فلا الوصول عن البداية يقطع ، ولا البداية عن النهاية تمنع :
له الأمر أجمع كل ما شاء يصنع من
حصل القصد واستقر فلم يبق مطمع
العارف في البداية يشكر الراكع والساجد، ثم يعذر الواجد المتواجد ، ثم يرجم المنكر الجاحد ، فإذا انتهى ورد العدد إلى الواحد ، قال لسان حاله:
من رأى لي نشيدة أو على عينها أثر
فليه الحكم قل له ذهب العين والأثر
إلى أن قال : قال الرئيس : العارف هش بش بسام ، فيجل الصغير من تواضعه مثلما يجل الكبير ، ويبسط من الحامل مثلما يبسط من النبيه ، ثم علل فقال : وكيف لا يهش وهو فرحان بالحق ، وبكل شيء فإنه يرى فيه الحق ، إني لأجد ريح يوسف 2 :
لمعت نارهم وقد عسعس الله ل وضع الحادي وحار الدليل فتأملتها وقلتُ لصحي هذه النار نار ليلى فميلوا العارف شجاع ، وكيف لا وهو بمعزل عن هيبة الموت ، وجواد ، وكيف لا وهو بمعزل عن صحبة الباخل ، وصفاح، وكيف لا و نفسه أكبر من أن تحرجها زلة بشر ، ونساء للأحقاد ، وكيف لا وذكره مشغول بالحق ، وقالوا : من عرف الله تعالى صفا له العيش ، وطابت له الحياة ، وها به كل شيء ، وذهب عنه خوف المخلوقين ، وأنس بالله رب العالمين . الشبلي : ليس لعارف علاقة ، ولا لمحب شكوى ، ولا لعبد دعوى ، من عرف الله سبحانه انقطع ، بل خرس وانقمع ، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ؛ انتهى
وقال رحمه الله تعالى في بعض تراجم الروضة : الفرع الصاعد إلى الهواء ، على خط الاستواء ، من رأس العمود القائم ، إلى منتهى الوجود الدائم . ويشتمل على قشر لطيف ، وجرم شريف ، وأفنان ذوات ألوان ، قنوان وغير قنوان ، وطلع نضيد ، وجنى سعيد ، فالقشر الحدود والرسوم ، وخواص العارف الذي هو المعروف بها والموسوم ، والفنون التي يقوم عليها والعلوم ، والجرم ظاهر الخلق المقسوم ، وعلاجه كما تعالج الجسوم ، وباطنه المجاهدات التي عليها يقوم ، وقلبه الرياضة والغصون المقامات فيها المقام المعلوم ، ومادتها السلوك الذي بتدريج غذائه تبلغ الأفنان والورقات ما تروم ، والزهرات اللوائح والطوالع والبواده التي لها الهجوم، والواردات التي تدوم أو لا تدوم ، ثم الجنى وهو الولاية التي كان الغارس عليها يحوم .
ومن نثر لسان الدين رحمه الله تعالى ما كتبه على لسان سلطانه للأمير يلبغا الخاصكي ، وهو : « إلى الأمير المؤتمن على أمر سلطان المسلمين ،المقلد بتدبيره السديد قلادة الدين ، المثني على رسوم بره لمقامه لسان الحرم الأمين الآوي من مرضاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى الربوة ذات القرار
والمعين ، المستعين من الله تعالى على ما تحمله وأمله بالقوي المعين ، سيف الدعوة ،
ركن الدولة ، قوام الملة ، مؤمل الأمة ، تاج الخواص ، أسد الجيوش ، كافي الكفاة ، زين الأمراء ، علم الكبراء ، عين الأعيان ، حسنة الزمان ، الأجل المرفع الأسنى الكبير الأشهر الأسمى الحافل الفاضل الكامل المعظم الموقر الأمير الأوحد يلبغا الخاصكي ، وصل الله له سعادة تشرق غرتها ، وصنائع تسح فلا تشح درتها ، وأبقى تلك المثابة قلادة الله تعالى وهو درنها
سلام کریم ، طيب بر عميم، يخص إمارتكم التي جعل الله تعالى الفضل على سعادتها أمارة ، واليسر لها شارة ، فيساعد الفلك الدوار مهما أعملت إدارة ، وتمتثل الرسوم كلما أشارت إشارة
أما بعد حمد الله تعالى الذي هو يعلمه في كل مكان ، من قاص ودان ، وإليه توجه الوجوه وإن اختلفت السير وتباعدت البلدان ، ومنه يلتمس الإحسان، و بذكره ينشرح الصدر ويطمئن القلب ويمرح اللسان ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسوله العظيم الشان ، ونبيه الصادق البيان الواضح البرهان ، والرضى عن آله وأصحابه وأحزابه أحلاس الخيل ، ورهبان الليل ، وأسود الميدان، والدعاء لإمارتكم السعيدة بالعز الرائق الخير والعيان ، والتوفيق الوثيق البنيان ، فإنا كتبناه إليكم – كتب الله تعالى لكم حظاً من فضله وافراً ، وصنعاً عن محيا السرور سافراً ، وفي جو الإعلام بالنعم الجسام مسافراً ـ من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى دار ملك الأندلس دافع الله سبحانه عن حوزتها كيد العداة ، وأتحف تصلها ببواكر النصر المهداة ، ولا رائد إلا الشوق إلى التعارف بتلك الأبواب الشريفة التي أنتم عنوان كتابها المرقوم، وبيت قصيدها المنظوم ، والتماس بركتها الثابتة الرسوم ، وتقرير المثول في سبيل زيارتها بالأرواح عند تعذره ، وإلى هذا فإننا كانت بين سلفنا تقبل الله تعالى جهادهم ، وقدس نفوسهم ، وأمن معادهم ، وبين تلك الأبواب كما عرفتم من عدلها وإفضالها ، عرف الخلوص من خلالها ، وتسطع أنوار السعادة . أنوار السعادة من آفاق كمالها ، وتلتمح من أسطار طروسها محاسن تلك المعاهد الزاكية المشاهد ، وتعرب عن فضل المذاهب وكرم المقاصد ، اشتقنا إلى أن نجددها بحسن منابكم ، ونواصلها بمواصلة جنابكم ، وننتم في عودها الحميد مكانكم ، ونؤمل لها زمانكم ، فخاطينا الأبواب الشريفة في هذا الغرض مخاطبة خجلة من التقصير ، وجلة من الناقد البصير ، ونؤمل الوصول في خفارة يدكم التي لها الأيادي البيض ، والموارد التي لا تغيض ومثلكم من لا تخيب المقاصد في شمائله ، ولا تتضحى المآمل في ظل خمائله ، فقد اشتهر من حميد سيركم ما طبق الآفاق ، وصحب الرفاق ، واستلزم ، وهذه البلاد مباركة، ما أسلف أحد فيها مشاركة ، إلا وجدها في نفسه ودينه وماله وعياله ، والله سبحانه أكرم من وفي لامرئ بمكياله ، والله عز وجل يجمع القلوب على طاعته ، وينفع بوسيلة النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعول على شفاعته ، ويبقي تلك الأبواب ملجأ للإسلام والمسلمين ، وظلا الله تعالى على العالمين ، وإقامة لشعائر الحرم الأمين ، ويتولى إعانة إمارتكم على وظائف الدين ، ويجعلكم ممن أنعم الله تعالى عليه من المجاهدين، والسلام الإصفاق الكريم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|