المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مشكلات البحوث الإعلامية
2024-12-21
الصعوبات التي تواجه إجراء البحوث الإعلامية
2024-12-21
أنواع بحوث الوسائل المطبوعة
2024-12-21
الحديث الغريب والعزيز
2024-12-21
أهداف البحث الإعلامي
2024-12-21
الحديث الشاذ والنادر والمنكر
2024-12-21

من الدلائل على نبوة النبي محمد
2024-12-04
الحسين بن إبراهيم
19-5-2017
المعايير التخطيطية للخدمات التجارية- على مستوى الحي السكني
2023-02-12
هل الزواج قسمة ونصيب؟
14-1-2016
Empty Set
13-1-2022
الوصف النباتي للقمح - الجذر
27-7-2021


الأمثال الجاهلية  
  
12842   04:12 مساءً   التاريخ: 30-09-2015
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : الفن ومذاهبه في النثر العربي
الجزء والصفحة : ص21-24
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-28 365
التاريخ: 8-10-2015 9033
التاريخ: 17-9-2019 3807
التاريخ: 2024-12-09 148

خلف لنا عرب الجاهلية تراثا كبيرًا من الأمثال، وهي عبارات تضرب في حوادث مشبهة للحوادث الأصلية التي جاءت فيها، وقد عني علماء العصر العباسي بدراستها، وممن سبق إلى ذلك المفضل الضبي وأبو عبيدة، ثم خلف من بعدهما خلف أشهرهم أبو هلال العسكري في كتابه جمهرة الأمثال، والميداني في كتابة مجمع الأمثال، وهو يقول في مقدمته: إنه رجع في تأليفه إلى ما يربو على خمسين كتابا. وقد درج من ألفوا في الأمثال على أن يرتبوها حسب حروفها الأولى على نحو ما ترتب المعاجم ألفاظها، ولذلك نراهم يوزعونها عادة على تسعة وعشرين بابا بعدد أبواب الحروف الهجائية. ثم بعد هذا التوزيع يفسرونها، ويقصون أحيانا حوادثها التي جاءت فيها معتمدين -غالبا- على الظن والتخمين، مما جعل نيكسون يذهب إلى أن قيمة الأمثال محدودة بالنسبة إلى العصر الجاهلي(1). وحقا ما يذهب إليه، فقد طال العهد بين العصر الجاهلي، وعصر هؤلاء المفسرين، وإنه لينبغي أن نثني على صنيعهم، ولكن مع شيء من الحذر في الأخذ بتفسيرهم وقصصهم، وما يحكونه من أخبار، ما دمنا نتهم القصص الجاهلي، وما نسب إلى عرب الجاهلية من أخبار وأحداث.
ومعروف أن المثل لا يتغير، بل يجري كما جاء على الألسنة، وإن خالف النحو وقواعد التصريف، فقد جاء في أمثالهم: أعط القوس باريها(2) بتسكين الياء في باريها، والأصل فتحها، وجاء أيضا في أمثالهم: أجناؤها أبناؤها جمع جان وبان، والقياس الصرفي: جناتها بناتها؛ لأن فاعلا لا يجمع على أفعال. وتقول: الصيف ضيعت اللبن(3) بكسر التاء إذا خوطب بها المذكر والمؤنث والاثنان والجمع، ومعنى ذلك أن المثل لا يغير، وأنهم يستجيزون فيه ما لا يستجيزون في سائر الكلام.
وينبغي أن نلاحظ أن بعض الأمثال مبهم غامض، لا يفهمه سامعه، أو قارئه إلا إذا رجع إلى كتب الأمثال يستعين بها في شرح المراد منه، من ذلك قول العرب: بعين ما أرينك، فإن معناه أسرع، وهو معنى لا يفهم من اللفظ بتاتا، وقد علق عليه أبو هلال العسكري بقوله: هو من الكلام الذي قد عرف معناه سماعا من غير أن يدل عليه لفظه(4). ومن هذه الأمثال الغامضة ما اضطرب الشراح في تفسيره على نحو ما نجد في هذا المثل: لا يعرف
الهر من البر. فقد ذكر بعضهم أن الهر: السنور، والبر: الفأرة في لغة، وقال بعض علماء الكوفة معنى المثل: لا يعرف من بهر عليه يكرهه ممن يبره، وقال آخرون: الهر: دعاء الغنم، والبر: سوقها(5). على أن هذه الأمثال الغامضة قلية، أما الكثرة فواضحة بينة.
وقد أكثر العرب من صنع الأمثال، وضربها في جميع أحداثهم وشئون حياتهم، وكثيرا ما كانوا يستوقونها في خطابتهم، يقول الجاحظ: كان الرجل من العرب يقف الموقف، فيرسل عدة أمثال سائرة، ولم يكن الناس جميعا ليتمثلوا بها إلا لما فيها من المرفق والانتفاع(6)، فقد أودعها تجاربهم، فاتسمت بالقبول وشاعت بالتداول، على شاكلة قولهم:
أي الرجل المهذب -إياك أعني واسمعي يا جارة(7) تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها(8)رب عجلة تهب ريثا(9) رمتني بدائها وانسلت -لا تعدم الحسناء ذاما(10)، لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة -مقتل الرجل بين فكيه(11) المقدرة تذهب الحفيظة(12) من سلك الجدد(13) أمن العثار- أسمع من فرس
في غلس(14) إذا فزع الفؤاد ذهب الرقاد- الحر حر وإن مسه الضر - إنما
المرء بأصغريه: قلبه ولسانه -أسمع جعجعة ولا أرى طحنا(15)من أجدب انتجع (16) ويل للشجي من الخلي(17)من استرعى الذئب ظلم -لا تلد الحية إلا حية- كل مجر في الخلاء يسر(18) قبل الرماد تملأ الكنائن(19).
وهناك جماعة اشتهرت في العصر الجاهلي بكثرة ما انزلق على ألسنتها من هذه الأمثال، ومن قدمائهم لقمان عاد؛ تلك القبيلة اليمنية البائدة التي كانت تسكن الأحقاف، فإننا نجد ذاكرة واضحة على ألسنة الشعراء(20)، يقول الجاحظ: كانت العرب تعظم شأنه في النباهة والقدر، وفي العلم والحكم وفي اللسان والحلم(21). ويقول أيضا: من القدماء ممن كان يذكر بالقدر والرياسة والبيان والخطابة، والحكمة والدهاء والنكراء لقمان(22). وهو غير لقمان الحكيم الذي جاء في القرآن الكريم(23). ويذهب كاتب مادة لقمان في دائرة المعارف الإسلامية إلى أن شخصية لقمان مرث بثلاث مراحل:
أ- مرحلة جاهلية، وفيها يتراءى لنا لقمان عاد المعمر صاحب قصة النسور، إذ يزعمون أنه عاش عمر سبعة نسور، كلما هلك نسر خلف من بعده نسر، وكان آخرها لبدًا الذي ذكره الشعراء كثيرا في أشعارهم(24). ب- ومرحلة قرآنية، وفيها يتراءى لنا لقمان صاحب السورة الخاصة به. وقد ربط المفسرون بين لقمان هذا، وبين بلعام حكيم بني إسرائيل، فقالوا: إنه لقمان بن باعور بن ناحور بن تارخ، وهو نفس نسب بلعام(25). ج- ثم مرحلة متأخرة، وهي مرحلة نسيج فيها حول لقمان قصص كثير على نحو ما نجد في كتاب أمثال لقمان، وهو مكتوب بأسلوب ركيك، يغلب عليه الابتذال.
ولا نستطيع أن نسلم بما تقوله دائرة المعارف الإسلامية، إلا إذا سلمنا بأن لقمان عاد هو نفس لقمان المذكور في القرآن، وليس بين أيدينا ما يثبت ذلك، بل على العكس نرى علماء العرب يفرقون بينهما دائما، وقد روت كتب الأمثال عن الأول بعض أمثاله(26)، بينما روى الإمام مالك في كتابه الموطأ بعض أمثال لقمان الحكيم.
وممن عرف بكثرة الحكم، والأمثال في الجاهلية أكثم بن صيفي التميمي(27)، ومما ينسب إليه من الحكم: تباعدوا في الديار تقاربوا في المودة -ليس من العدل سرعة العذل- لو أنصف المظلوم لم يبق فينا ملوم، ومن أشهر حكمائهم عامر بن الظرب(28)، وكان حكما للعرب تحتكم إليه(29)، وافتخر به ذو الإصبع العدواني في بعض شعره(30)، ولا يكاد يوجد في العصر الجاهلي سيد مشهور، أو خطيب معروف إلا وتضاف إليه جملة من الحكم والأمثال.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- Nicholson، A Literaty History of the Arabs، 1930، p. 31.2- أي استعن على عملك بأهل الحلق والمهارة.
3-يضرب هذا المثل في طلب الحلية بعد فوات أوانها.
4- جمرة الأمثال للعسكري على هامش مجمع الأمثال للميداني 1/ 168.                                        5- المزهر للسيوطي طبعة الحلبي 1/ 500.
6- البيان والتبيين للجاحظ طبع مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1/ 271.
7- يضرب في التعريض بالشيء يبديه الشخص، وهو يريد غيره.
8- لا تأكل بثدييها: أي بثمن لبن ثدييها. يضرب في صيانة الرجل الحر نفسه عن المكاسب الخسيسة.
9-الريث: البطء، أي رب عجلة تلقي صاحبها في بطء فتفوته حاجته.
10- الذام: العيب.
11- بين فكيه: أي في لسانه، وما يأتي به من الكلام.
12-الحفيظة: الغضب، يضرب في العفو عند المقدرة.
13-الجدد: الطريق الواضحة.
14- الغلس: الظلام.
15- الجعجعة: صوت الرحى، والطحن: الدقيق.
16- انتجع: طالب الكلأ في مواضعه.
17-الشجي: المهموم، والخلي: الخالي من الهموم.    
 18-المجري: الذي يجري فرسه. يضرب مثلا الرجل يحمد بعض خلاله، ولا يشعر بفضائل غيره.
19- الكنائن: جمع كنانة، وهي جعبة السهام.
20- البيان والتبيين طبعة الحلبي 1/ 183 - 189، 3/ 304.
21- البيان والتبيين 1/ 184.
22- نص المصدر 1/ 365.
23-انظر البيان والتبيين 1/ 184، وراجع تفسير أبي حيان طبع مطبعة السعادة 7/ 186، وقصص الأنبياء للثعلبي طبعة القاهرة 340، وخزانة الأدب للبغدادي طبع بولاق 2/ 77.
24- انظر كتاب المعمرين للسجستاني طبع مطبعة السعادة ص3، وحياة الحيوان للدميري طبع المطبعة الخيرية 2/ 306.
25- راجع الثعلبي 340، وتفسير أبي حيان 7/ 186.
26-انظر مجمع الأمثال للميدني 1/ 23، 56.
27-راجع مجمع الأمثال 2/ 145، وجمهرة الأمثال للعسكري على هامشه 1/ 120، وشرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة طبع مطبعة دار الكتب العربية الكبرى 4/ 155.
28-انظر مجمع الأمثال 1/ 211، 2/ 183.
29-البيان والتبيين 3/ 38.
30-أغاني طبع دار الكتب 3/ 90.
 
 
 
 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.