المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



سؤر المؤمن شفاء  
  
37   09:49 صباحاً   التاريخ: 2025-04-19
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص109ــ110
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

إضافة إلى أنَّ الطعام شفاء للأمراض فإنَّ سؤر المؤمن شفاء كذلك، والسؤر هو: ((بقية الطعام والشراب التي يبقيها الآكل والشارب في الإناء أو الكوب)).

عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ((إنَّه شفاء من سبعين داء))(1).

وفي خبر آخر: ((إنَّه يُتبرك به))(2).

أقول: ليس بمستحيل على الله تعالى أن يجعل الشفاء في سؤر المؤمن فإنَّ للمؤمن عند الله تعالى فضلاً كبيراً، وكما أنَّه تعالى جعل خاصية الشفاء في الأعشاب وغيرها فإنَّه جعلها في سؤر المؤمن.

وقد ورد أن بصاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان دواءً للمرضى حَتَّى أنَّ الإمام علي (عليه السلام) كان أرمد العين في يـوم خــيـبـر فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبصق رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم یكن به وجع.

وفي ذلك يقول حسان بن ثابت:

وكان عليّ أرمد العين يبتغي          دواءً فلمّا لم يحس مـداويا

شـفـاه رسـول الله منه بتفـلـة           فبورك مـرقـيـاً وبورك راقـيـاً(3)

عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((مرَّت امرأة بذيّة برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يأكل وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد وإِنَّكَ لتأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه فقال لها: ويحك وأيُّ عبدٍ أعبد مني؟ قالت: فناولني لقمة من طعامك فناولها، فقالت لا والله إلا التي في فمك، فأخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللقمة من فمه فناولها فأكلتها، فما أصابها داءً حَتَّى فارقت روحها الدُّنيا(4).

____________________________

(1) مهذب الأحكام: ج 1، ص 280.

(2) المصدر نفسه.

(3) بحار الأنوار: ج21، ص 16.

(4) المصدر نفسه: ج 66، ص 320. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.