المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ترجمة ابن المتأهل العذري  
  
45   06:29 مساءً   التاريخ: 2024-12-03
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:262
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015 1764
التاريخ: 13-08-2015 2339
التاريخ: 22-06-2015 3254
التاريخ: 21-2-2018 3564

 

وقال في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن المتأهل العذري من أهل وادي آش ما صورته: رجل غليظ الحاشية ، معدود في جنس السائمة والماشية ، تليت على العمال به سورة الغاشية ، ولي الأشغال السلطانية فذعرت الجباة لولايته ، وأيقنوا بقيام قيامتهم لطلوع آيته ، وقنطوا كل القنوط ، وقالوا : جاءت الدابة تكلمنا وهي إحدى الشروط ، من رجل صائم الحشوة ، بعيد عن المصانعة والرشوة ، يتجنب الناس ، ويقول عند المخالطة لهم : لا مساس ، عهدي به في الأعمال  يحبط  ويتبر    وهو  يهلل  ويكبر  ويحسن  ويقبح  وهو

يسبح  وقال  يخاطب  بعض  أمراء  الدولة :

عمادي  ملاذي  موئلي           ألا  انعم   بما  ترضاه  للمتأهل

وحقق  بنيل  القصد  منك رجاءه        على نحو  ما يرضيك  يا ذا  التفضل

فأنت  الذي  في العلم  يعرف  قدره        بخير  زمان   فيه لا زلت تعتلي

فهنيت يا معنى  الكمال برتبسة              تقر لكم   بالسبق   في كل  محفل

توفي عام ثلاثة وأربعين وسبعمائة:

وتذكرت بقوله ويحسن ويقبح وهو يسبح قول الآخر:

          قد بلينا بأمير             ظلم الناس وسبح

   فهو كالجزار فيهم                    يذكر  الله  ويذبح

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.