المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إدريس بن اليمان  
  
3531   10:30 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص623-626
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 2827
التاريخ: 21-2-2018 4403
التاريخ: 13-08-2015 3264
التاريخ: 26-1-2016 3501

 

هو أبو عليّ إدريس بن اليمان بن سام العبدريّ اليابسيّ (نسبة إلى يابسة أصغر الجزر الشرقية-شرق الاندلس) الشبينيّ (نسبة الى الشبين، و هو شجر الصنوبر لأنه يكثر في بلده) . أصل أهله من قسطلّة الغرب من عمل شنت مريّة ابن هارون من مملكة شلب حيث حكم بنو مزيّن من ملوك الطوائف (4١٩-444 ه‍) . و يبدو أن مولده كان في جزيرة يابسة. و لقد نشأ و قرأ العلم في مدينة دانية (على الساحل الجنوبيّ الشرقي من الاندلس) . ثم طال مكثه فيها، و فيها بدأ حياته العامّة و عرفت مواهبه الأدبية. بعدئذ أخذ يتردّد على بلاطات ملوك الطوائف فنفق شعره فيها و تكسب به: مدح ابن حمّود (لعلّه محمد المهديّ بن القاسم بن حمود صاحب الجزيرة الخضراء من سنة 4٣١ إلى سنة 44٠) و مدح ابن مقنة وزير يحيى بن حمّود صاحب مالقة و مدح الموفّق مجاهدا العامري في دانية (4٠٨-4٣٢ ه‍) و ابنه اقبال الدولة (4٣6-46٨ ه‍) و مدح المأمون بن ذي النون في طليطلة (4٢٩-46٧ ه‍) ثم مدح المعتضد بن عبّاد صاحب اشبيلية (4٣4-46١ ه‍) .

و كانت وفاة ادريس بن اليمان اليابسيّ سنة 4٧٠(١٠٧٧ م) . و إذا نحن قبلنا أن يكون مدحه قد بدأ بابن مقنة وزير يحيى بن حمّود-و كان يحيى قد حكم مالقة في فترتين بين سنة 4١٢ و سنة 4٢٧(١٠٢١-1035 م) ، فيجب ان يكون قد عاش ثمانين سنة او تزيد.

إدريس بن اليمان اليابسي شاعر جليل و مكثر مطيل، نجد في شعره الوجدانيّ عذوبة. أمّا شعره الرسمي في الفخر و المديح ففيه تقليد للمشارقة في الأغراض و الأسلوب. و هو مع ذلك، في الأندلس، من فحول الشعراء. و لم يكن بعد ابن درّاج (راجع، فوق، ص ٣٧٧) من يجري مجراه في متانة التركيب و علوّ النفس. و قد تصرّف في المديح تصرّفا حسنا، و كان يأخذ على القصيدة مائة دينار. و غزله و نسيبه حسنان. و له وصف بارع للخمر و للطبيعة. و له هجاء.

 

مختارات من شعره :

- من مشهور شعر (ادريس بن اليمان) في المغرب و المشرق (نفح الطيب 4:٧5) في الخمر:

ثقلت زجاجات أتتنا فرّغا ... حتّى إذا ملئت بصرف الراح (1)

خفّت فكادت أن تطير بما حوت... و كذا الجسوم تخفّ بالأرواح

- و من أبياته المستحسنة عندهم:

قبلة كانت على دهش ... أذهبت ما بي من العطش (2)

و لها في القلب منزلة ... لو عدتها النفس لم تعش (3)

طرقتني و الدجى لبست ... خلعا من جلدة الحنش (4)

و كأنّ النجم حين بدا ... درهم في كفّ مرتعش

- و من أبياته القصيرة المرقصة بألفاظها:

أقبلت تهتزّ كالغصـ...ـن و تمشي كالحمامة

ظبية تحسد عينيـ...ـها و خدّيها المدامة (5)

- و له في لحية طويلة عريضة (المغرب 1:400) :

لو أنّها دون السماء سحابة ... لم تخترقها دعوة المظلوم (6)

- و من شعره الفخم الذي يقلّد فيه المشارقة قوله:

لبّيك لبّيك، داعي اللهو من كثبٍ ... إلى معاطفة الأغصان و الكثب (7)

إلى خدود بنات الروم قد برزت ... من حجبها و أدارت أعين العرب

من كلّ سافرة عن مشرب خجلا ... فيه طرازان من ماء و من لهب (8)

و استضحكت عن لآل أو حصى برد... يكاد يقطر من مائيّة الشنب (9)

يحدو بها فتية صيغت وجوههم ... من الرضا و عواليهم من الغضب (10)

قد قارعوا دونها كلّ ابن قارعة ... يهبّ منغمسا في الحرب و الحرب (11)

ما ذا أقول لدنيا لو ظفرت بها ... أدّبتها غضبا للظرف و الأدب (12)

ألقى الأحبّة مخفوض الجناح و قد ... أختال تحت الرداء العضب ذو الشطب (13)

- و قال في فعل الخمر بشاربيها:

و موسّدين على الأكفّ رؤوسهم  ... قد غالهم في السكر ما قد غالني (14)

ما زلت أسقيهم و أشرب فضلهم ... حتّى انثنيت و نالهم ما نالني

و الخمر تعرف كيف تأخذ حقّها... إنّي أملت إناءها فأمالني (15)

- و قال في الوصف:

و فتيان صدق عرّسوا تحت دوحةٍ ... و ليس لهم الاّ النبات فراش (16)

فكأنّهم-و النور يسقط فوقهم- ... مصابيح تهوي نحوهنّ فراش (17)

- سأله المعتضد أن يمدحه بقصيدة يعارض بها قصيدته السينية التي مدح بها ابن حمّود فقال له: «أشعاري مشهورة. و بنات صدري كريمة. فمن أراد أن ينكح بكرها فقد عرف مهرها» .

_________________________

١) صرف الراح: الراح (الخمر) الخالصة (غير الممزوجة بالماء) .

٢) دهش (بفتح فكسر) يدهش (بفتح الهاء) دهشا (بفتح ففتح) : ذهاب العقل او تحييره من خوف او حب او حياء.

٣) عدتها: تجاوزتها.

4) من جلدة الحنش (حية سوداء كبيرة غير سامة) : شديدة السواد.

5) المدامة: الخمر.

6) في الاثر: ان الشخص المظلوم اذا دعا الله فلا يكون بين دعوته و بين وصولها الى الله حجاب.

٧) كثب (الاولى) : قرب. الكثب (الثانية) جمع كثيب: التلة من الرمل العظيم المستدير. الاغصان (هنا) : كناية عن قدود النساء، و الكثب كناية عن اوساط النساء.

8) مشرب: فم. طرازان: صفان (من الاسنان) من ماء (ريق ابيض حلو زكي الرائحة) و من لهب (كناية عن اشتعال العاطفة بالحب) .

9) حصى (حجارة) برد: حبات البرد (قطرات الماء المتجمدة و الساقطة مع المطر، كناية عن نظافتها و شدة بياضها) . الشنب: اللون الابيض في الاسنان.

10) العالية: صدر الرمح (اعلاه) . -هم في السلم يبدو الرضا على وجوههم (للجميع) و في الحرب يكونون في غضب شديد على الخصم.

11) قارعوا دونها: قاتلوا و دافعوا (عنها) . القارعة: الداهية (المصيبة) . ابن قارعة الرجل المتمرس بالدهاء و الاختبار. الحرب (بفتح ففتح) : السلب.

12) ادبتها (عاقبتها بالضرب) غضبا (انتقاما) للظرف و الادب (لأنه ليس فيها او لا ينفع فيها الظرف -الحلاوة في الكلام و في المعاملة مع النكتة) .

13) مخفوض الجناح (الجانب) متواضع. ثم امشي الخيلاء (بضم ففتح) متعاظما متكبرا، اذا كنت احمل تحت ثوبي عضبا (سيفا قاطعا) ذا شطب (شقوق) لكثرة ما حاربت به. -يختال (فرحا) و هو ذاهب الى الحرب.

14) قوم جعلوا أكفّهم و سادة (ناموا من السكر أو التعب في غير فراش) . غالهم: أهلكهم، (أتعبهم، ذهبت الخمر بوعيهم) .

15) أملت اناءها (حنيته لأصب منه الخمر: شربت ما فيه من الخمر) فأمالني (حنى رأسي من النعاس) .

16) عرّسوا: نزلوا في الليل، باتوا. دوحة: شجرة عظيمة.

17) النور (بفتح النون) الزهر الابيض.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.