إن المعدل السنوي لتوزيع الضغط الجوي يعكس تناغماً جيداً في توزيع الضغط وعلاقة هذا التوزيع بالعوامل الأنفة الذكر، كما يعبر عن تصور نظري لتوزيع الضغط. حيث أن الواقع يختلف قليلاً عن هذا التوزيع، في حين إن التوزيع الفصلي يعبر عن واقع أكثر دقة من التوزيع السنوي النظري. ولكن مع ذلك، فان التوزيع السنوي النظري، حيث يظهر فيما يعيننا على تصور حالة الضغط العامة على سطح الأرض. وسنبدأ بالتوزيع السنوي النظري للضغوط الجوية على سطح الأرض، ولابد من التذكير بان هذا التوزيع يفترض ان تكون الأرض متجانسة، أما كلها يابس أو كلها ماء.

إن ارتفاع الحرارة على خط الاستواء كون ضغط خفيف أسميناه حراري إشارة إلى أن سبب التكوين هو ارتفاع درجة الحرارة طول العام في المنطقة الاستوائية. في حين يظهر ضغط عالي على المنطقة شبه المدارية بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة عليها. إن وجود تيار هوائي هابط فوق المنطقة هو سبب ارتفاع الضغط هناك  فالهواء الصاعد بسبب التمدد من فوق المنطقة الاستوائية وعندما يصل إلى التروبوبوز فانه يضطر إلى الاتجاه شمالاً أو جنوباً لعدم استطاعته اختراق التروبوبوز. هذا الهواء في الأعلى عندما يصل إلى فوق المناطق شبه المدارية يبرد، كما انه يصبح أسرع من الأرض الموجودة تحته. لذلك يضطر للهبوط فوق عروض الخيل كمعدل وذلك ليوازن بين سرعته وسرعة الأرض أسفل منه، أي أن هبوط الهواء يتغلب على ارتفاع الحرارة فيرفع الضغط. لذلك يتكون ضغط عالي فوق المناطق التي يهبط عليها، وهكذا أصبح ضغطاً حركياً لأنه ناتج عن تيار هوائي هابط. يظهر على الشكل ضغط خفيف شبه قطبي في المناطق شبه القطبية رغم انخفاض درجة الحرارة فيها. مرة أخرى فان التقاء الهواء المداري بالهواء القطبي على السطح قرب هذه المناطق يكون الجبهة القطبية، حيث يتسلق الهواء الدافئ المداري فوق الهواء البارد القطبي، وبذلك يتكون ضغط خفيف على السطح رغم انخفاض درجة الحرارة. أي أن التيار الصاعد يتغلب على انخفاض الحرارة في تكوين الضغط. أما القطبين فان انخفاض الحرارة فيهما طول العام يكون ضغط عالي حراري فوقيهما طول العام. فان انطقه الضغط هذه نظرية، رغم إنها لا تختلف عن الواقع إلا قليلاً. وان حركة الشمس الظاهرية خلال العام تسحب معها انطقه الضغط إلى الشمال عندما تتحرك الشمس ظاهرياً إلى الشمال والي الجنوب عندما تتحرك الشمس ظاهرياً إلى الجنوب فالضغط الاستوائي الواطئ حراري المنشأ   ويتحرك شمالاً وجنوباً مع حركة الشمس الظاهرية. والضغط العالي القطبي هو حراري كذلك يتوسع ويتقلص حسب حركة الشمس الظاهرية. الضغط العالي القطبي الشمالي يتوسع ليصل إلى دائرة عرض 60 شمالاً في الشتاء، بينما يتقلص ليصبح حول القطب فقط في الصيف. أما الضغط العالي شبه المداري فانه حركي وينتج عن هبوط الهواء من الأعلى إلى الأسفل ويتحرك كذلك شمال وجنوب دائرة عرض 30. يصل هذا الضغط إلى دائرة عرض 540 شمالاً في الصيف، والى دائرة عرض 20 في الشتاء. إما الضغط الواطئ شبه القطبي فانه حركي كذلك وينتج عن التقاء الكتل الهوائية ويتحرك شمالاً إلى دائرة عرض 560 صيفاً والى دائرة عرض 40 ن شتاءاً. ولابد من الإشارة إلى أن أنطقه الضغط في النصف الشمالي تتحرك بشكل أوسع من حركتها في النصف الجنوبي. فالنصف الجنوبي معظمه ماء لذلك يكون سطحه أكثر تجانساً مما يؤدي إلى عدم وجود فوارق حرارية كبيرة بين الصيف والشتاء، لذلك لا تتحرك أنطقه الضغط إلا بحدود ضيقة جداً، حيث لا يزيد تحركها عن 5 دوائر عرض. عكس النصف الشمالي الذي يكون معظمة يابس، واليابس يسخن كثيراً في الصيف ويبرد كثيراً في الشتاء لذلك تكون حركة الضغوط على سطحه كبيرة بين الصيف والشتاء، حيث تتحرك على 20 دائرة عرض في العروض المدارية، وعلى 30 دائرة عرض في العروض الوسطى.