المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

خيار تخلف الشرط- الاشتراط
23-9-2016
​اجزاء الجهاز الهضمي للابقار
8-5-2016
تمييز محو العقوبة الانضباطية عما يشتبه به في القرار الإداري
2024-07-15
سر السلوك الجيد عند الأطفال
25/9/2022
السيد حسين العميدي النجفي
23-6-2017
Simplicius
20-10-2015


ترجمة ابن الصباغ العقيلي  
  
90   06:18 مساءً   التاريخ: 2024-12-03
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:257-259
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2106
التاريخ: 26-1-2016 5321
التاريخ: 22-7-2016 9298
التاريخ: 8-4-2021 2535

 

وقال في التاج في ترجمة أبي الحسن بن محمد بن  عبد الحق ابن الصباغ  العقيلي   الغرناطي  ما صورته : اللسن   العارف  الناقد  لجواهر المعاني كما يفعل بالسكة  الصيارف والأديب   المجيد  الذي تحلى  به للعصر النحر  والجيد  إن أجال  جياد  براعته   فضح   فرسان   المهارق وأخجل بين بياض طرسه  وسواد  نفسه  الطرر  تحت  المفارق  وإن جلا أبكار أفكاره  وأثار  طير  البيان من أوكاره  سلب الرحيق المقدم  فضل  إسكاره   الى نفس  لا يفارقها   ظرف وهمة  لا يرتد  إليها  طرف  وإبانة  لا يفل   لها غرب ولا حرف وله أدب غض  زهره  على مجتنيه  منفض  كتبت  إليه  أستنجز  وعده  في الإتحاف  برائقه  والإمتاع  بزهر  حدائقه قولي:

عندي  لموعدك  افتقار  محرج       وعهودك  افتقرت  الى إنجازها

والله  يعلم  فيك  صدق  مودتي          وحقيقة  الأشياء  غير مجازها

فأجابني  بقوله :

يامهدي  الدر  الثمين  منظما           كلما   حلال  السحر  في إنجازها

أدركت  حلبات   الأوائل  وانيما           ورددت  أولادها على أعجازها /  257

أحرزت  في المضمار  خصل  سباقها           ولأنت  أسبقهم  إلى  إحرازها

حليت  بالسمطين  مني  عاطلا                   وبعثت  من فكري  فتاة   مفازها

فلأنجزن  مواعدي  مستعطفا                     فاسمح  وبالإغضاء  منك  فجازها

وقال  في الإحاطة    في حق المذكور  :  إنه  من أهل الفضل  والسراوة  والرجولة

والجزالة  فذ  في الكفاية   ظاهر   السذاجة  والسلامة  مصعب  لأضداده

شديد  ومشاركة  في فقه   وأدب  ووثيقة  ومحاضرة  ممتعه   ناب  عن  بعض  القضاة وكتب  الشروط   وارتسم  في ديوان  الجند   وكتب  عن شيخ   الغزاة  أبي  زكريا   يحيى   بن عمر   على عهده   ثم انصرف  الى  العدوة سابع  عشر  جمادى  الأولى   من  عام ثلاثة  وخمسين  وسبعمائة  فارتسم  في الكتابة  السلطانية  منوها  به  مستعملا  في  خدم  مجدية  بان  غناؤه  فيها  وظفرت  كفايته.

وقد  وصفه   بصاحبنا  ثم  قال: ومن شعر  المذكور  قوله :

ليت  شعري والهوى  أمل         وأماني  الصب  لا تقف

هل لذاك  الوصل  مرتجع         أو لهذا  الهجر منصرف ؟

وقال  :

وظبي   سبى  بالطرف  والعطف  والجيد          وما حاز  من غنج  ولين  ومن غيد

أشرت إليه  بالدنو  مداعبا                            فقال  : أيدنو  الظبي  من غابة الأسد:؟

وقال  في مبدأ قصيدة  مطولة  :  حديث المغاني  بعدهن  شجون    وأوجه أيام  التباعد  جون                                     

لحا   الله  أيام  الفراق   فكم    شجت            وغادرت  الجذلان  وهو حزين

وحيا  ديارا  في ربى  أغرناطة                    وإني   بذاك   القرب منك  ضنين

لأرخصت  فيها   من شبابي  ما غلا               وعزمي  على مال  العفاف أمين

خليلي  - لا أمر -  بأربعها قفا                      فعندي  الى  تلك  الربوع  حنين

ألم  ترياني  كلما  ذر شارق                       تضاعف  عندي   عبرة   وأنين

إذا لم  يساعدني  أخ منكما فلا                     حدت   لخؤون بعد ذاك  أمون

أليس  عجيبا   في البرية  من له                    إلى  عهد  إخوان  الزمان  ركون

فلا   تثقن  من ذي  وفاء  بعهده                      فقد  أجن السلسال  وهو معين

لقلبي عذر في فراق  ضلوعه                        وللدمع  في ترك   الشؤون شؤون

ومن  ترك الحزم  المعين   فإنه                        لعان  بأيدي   الحادثات  رهين

رعى أر مثل الدهر  أما  عدوه                      فحب  وأما  خله  فخؤون

ولو لا  أبو عمرو وجود بنانه                            لما  كان في هذا  الزمان معين

وقال :

زار  الخيال  ويا لها  لذة                 لكن  لذات  الخيال  منام

ما زلت  ألم  مبسما  منظومه              در  ومورده  الشهي  مدام

وأضم  غصن  البان  من أعطافه          وأشم  مسكا  فض عنه  ختام

مولده  عام   ستة  وسبعمائة  وتوفي  بفاس وقد  تخلفه  السلطان  كاتب  ولده  عند  توجهه  لإفريقية  في العشرين  من رمضان  عام ثمانية وخمسين وسبعمائة رحمه الله تعالى وقد وهم لسان الدين   في شهر وفاة   المذكور وإنما  الصواب أنه  توفي  يوم  الأحد ثامن  شوال  فاعلم  ذلك والله  سبحانه أعلم

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.