أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
1902
التاريخ: 15-1-2016
2237
التاريخ: 2023-03-11
1356
التاريخ: 15-1-2016
3635
|
من أبرز سمات هذا العصر إعادة استخدام كلمة تهذيب من جديد، ونحن - أبناء الستينيات - ننظر إلى هذا الأمر باعتباره نقطة تحول مذهلة. فعلى مدى عشرين عاماً، كان المكان الوحيد الذي يمكن أن نشاهد فيه هذه الكلمة هو إعلان، (معهد السيدة لاش لفنون السيطرة)، (أياً كان ما يدرس هناك).
غير أنه من المؤكد أنك اليوم عندما تتصفح مجلات الأسرة، أو الكتب المتخصصة في هذا المجال، سوف تطالعك هذه الكلمة كثيرا لأنها عادت من جديد إلى جدول الأعمال؛ وعما قريب سوف تضم البيوت الحديثة بين غرفها غرفة يطلق عليها اسم (ملتجأ الآباء). إذن فقد آن أوان العمل. دعنا نصلح البيت!
التهذيب... لماذا؟
يا إلهي!، لقد رأيتهم لتوي في الممر الأمامي للمنزل. إنها صديقتك المقربة وابنها، ذلك الطفل المدمر الذي يسقط المربي فوق الأريكة، ويكتب على الستائر، ويخيف الحيوانات الأليفة. هل ستفتحين لها الباب؟ أم آن وقت الاختباء منها؟
إن التهذيب من الأشياء المثيرة للمرح، فأنت لا تلاحظه بوضوح إلا عندما يغيب. كلنا يعرف شخصاً على الأقل لديه أبناً خارج نطاق السيطرة في الوقت الذي قد يكون لدى معظمنا بالفعل طفلا خارج نطاق السيطرة!، قد يتحول الحصول على العون إلى مشكلة في بعض الأحيان بالنسبة لكل أب تقريبا، فمعظم الأسر الأسترالية اليوم تشعر بالتخبط حيال مفهوم التهذيب.
غير أن هناك عدد صغير من الأسر - في المقابل - يبدو أنها قد وجدت طريقها. ما السر؟ إن مثل هؤلاء الآباء ينادون أبنائهم الصغار (تعال هنا الآن)، فيلبي الطفل نداء أبويه في الحال!، تزورهم في المنزل فيعتريك الذهول.
حيث تجد طفل العاشرة يعد الشاي للآسرة، ويتصل الابن المراهق على الهاتف كي يخبرهم بأنه سيعود إلى المنزل مبكراً. إن هؤلاء الأطفال لا يشعرون بالخوف، بل هم سعداء مفعمون بالتفاؤل والاسترخاء. كيف نجح مثل هؤلاء الآباء في تحقيق ذلك؟
كلنا يتوق إلى أبناء مهذبين لسبب واحد بسيط وهو أن هذا من شأنه أن يجعل الحياة أكثر يسراً. إن الاستسلام للأطفال لا يجعل الحياة أكثر سهولة، فالأب الذي يخشى أن يضع حدودا يجد حالة أبنائه تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فبدون قواعد واضحة؛ قد تقضي يومك كله في نزاع مع ابنك دون أن يشعر أي منكما أنه في حالة طيبة في نهاية المطاف، غير أنك إذا كنت تملك أسلوباً تهذيبياً ناجحاً، فسوف تستطيع حل المشكلات على الفور، كما أنك سوف تشعر بالسعادة.
غير أن الأمر يتخطى هذا المفهوم؛ فنحن لا نحقق التهذيب من أجل سلامتنا فقط؛ أي أن الأمر لا يقتصر على وضع (قوانين ونظم)، إن الأبناء هم السبب في الحياة المضطربة؛ لذا فإن الهدف الحقيقي من وراء التهذيب هو تعليم أبنائك كيفية التفاعل مع العالم من حولهم بسعادة وسهولة.
بدون بعض الحزم من جانب الآباء؛ لا يستطيع الطفل تنمية قدرته الداخلية على السيطرة على نفسه، ويظل يتصرف كأنه طفل في الثانية من عمره، حتى عندما يبلغ الخامسة، أو الخامسة عشرة، أو الخامسة والعشرين. فبدون ذلك الانضباط الداخلي، سوف تتحول حياة الطفل إلى فوضى، إن الأب والأم اللذين يسمحان لأبنائهما أن يتصرفوا كما يحلو لهم؛ إنما يجعلانهم عاجزين في واقع الأمر عن العيش في العالم الحقيقي.
وقد ينتهي بهم المطاف إلى الشعور بالتعاسة والإخفاق في: العمل، أو الزواج، ويعانون من مشاعر الوحدة والغضب، بل قد يودعون السجون، أما الطفل الذي تعلم من أبويه كيف يهذب نفسه؛ فسوف يعرف كيف يتفاوض مع العالم، ويبقى بمنأى عن المشكلات ويصبح حراً بالفعل.
إن التهذيب يعني أن تتواءم مع نفسك ومع غيرك. ليس هناك - بعد الحب - ما هو أهم من التهذيب كي تمنحهم إياه، ولكن ليس ذلك النوع من التهذيب الذي اعتدنا أن توحي به هذه الكلمة.
إن الوسيلة التي تستطيع بها تحقيق هذا التهذيب الذي نوصي به هي ما يسمى بـ (الحب الحازم)، أي أنه ينبع من حب الآباء لأبنائهم. إن الأب الذي يطبق مفهوم الحب الحازم يقول لابنه: (أنا أحبك، ولذلك سوف أمنعك من التصرف على هذا النحو)، إن مثل هؤلاء الآباء يجمعون بين الحب والحزم معاً أي أن الأب لا يضرب أو يؤذي المشاعر، أو يلوم؛ ولكنه مع ذلك يبقى حازماً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|