المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28



مظاهر التبجح عند الفرد  
  
1355   09:37 صباحاً   التاريخ: 2023-03-11
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص124ــ 125
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

- يجلس المتبجح بين مجموعة، كل منهم يروي خبراً أو حادثة. وفي هذه الأثناء ينهض من بين الحاضرين فيروي للآخرين ما صادفه بالأمس فيطرح مسائل تثير دهشة وتعجب الآخرين.

- في بعض الأحيان يقوم بمدح نفسه. يتكلم عن أعمال لم يقم بها بحيث تبدو مهمة جداً، يتكلم عن مقامه ومنزلته وما قام به من أعمال موفقة في المدرسة (في حين ان كل ما يقوله لا أصل له).

- أحياناً يتكلم عن قصة فيها حادث مهم جداً ينم عن بطولة غير متناهية ويدعي بانه كان صاحب دور مهم في هذا الحادث.

- في بعض الأحيان يدعي بأن والده صنع عموداً خشبياً يستطيع بواسطته أن يرتب مكان الغيوم فيضع الغيوم واحدة محل الأخرى. أو انه يمتلك حضيرة من الحيوانات فيها مليون حصان وبقرة وهي إلى الآن تتسع للكثير. أو أنه صنع قدراً ارتفاعه بقدر ارتفاع منارة مسجد.

- في بعض الأحيان يقوم بربط نفسه بشخص أو عنوان أو مقام لكي يكون في ظل ذلك إنساناً محترماً، فيقول: أنا من أقرباء فلان شخص، ويدّعي بأن له مع هذا الشخص زيارات متبادلة، وعندما يتم التحقيق نجد بأن هذا الشخص لم يتردد على المتبجح أو بالعكس. وأصلاً لا يعرف عنه أي شيء ولم يراه إطلاقاً.

وفي بعض الأحيان نرى المتفاخر. يتبجح ويتباهى بشغله وعمله وموفّقيته في البيت ومع أبويه. فيتكلم عن موفّقيته بالشكل الذي يرغب فيه. فإذا تكلم عن عدد الغرف في بيته فيذكر900 غرفة. وعدد الأحذية 600 زوج يتعلق بأمه، أو أن يتحدث عن سيارة أبيه التي تقطع المسافة بين طهران ومشهد بظرف ساعتين و... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.