ولما كان المناخ هو مجموع العناصر المناخية، فأن ربط هذه العناصر مع بعض سيعطي صورة عن توزيع المناخ على سطح الأرض. ولما كانت جميع التصانيف المناخية قد ركزت في معالجتها على عنصري الحرارة والأمطار، حيث أن هذين العنصران هما أهم العناصر المناخية التي تهم الجنس البشري ويؤثران بشكل مباشر على الزراعة والنشاطات البشرية الأخرى، كما أن بقية العناصر المناخية تتأثر بهذين العنصرين بشكل مباشر أو غير مباشر. فسوف نقوم باستعراض توزيعيهما الجغرافي على قارة افتراضية Hypothetical Continent لنصور أنه في حالة الدمج بينهما أنهما سيعبران بشكل جيد عن تصنيف كوبن المناخي.

القارة الافتراضية والتي نحن بصدد مناقشة توزيع الحرارة والأمطار ومن ثم الأقاليم المناخية عليها هي شكل مثلث قاعدته إلى الشمال ورأسه إلى الجنوب، بحيث تعبر بشكل نموذجي عن أشكال القارات. فالمعروف أن جميع القارات متسعة من شمالها وتستدق في جنوبها. أي أن مساحة اليابس في النصف الشمالي للكرة الأرضية هي أكبر بكثير من مساحتها في النصف الجنوبي. كما أن اليابسة في النصف الشمالي تصل إلى دائرة عرض 80 شمالاً، بينما لا تتعدى اليابسة في النصف الجنوبي دائرة عرض 60 جنوباً. إذا استثنينا القارة القطبية الجنوبية. هذه الحقائق أخذت بنظر الاعتبار عند تصميم شكل القارة الافتراضية. وكشكل حقيقي يقرب هذه الحقائق إلى الذهن فلو أخذنا قارة أفريقيا التي ينصفها خط الاستواء فإننا سنجد أن شمال القارة هو أوسع بكثير من جنوبها. وإذا ما أردنا الوصول إلى أقصى شمال يابس نصف الكرة الشمالي فإننا سنجد أسيا وأروبا تمتدان بشكل مستعرض إلى الشمال من قارة أفريقيا وتصلان إلى حدود دائرة عرض 80 شمالاً. أما في النصف الجنوبي من قارة أفريقيا فأنها تستدق ولا تتعدى دائرة عرض 25 جنوبا . وإذا أضفنا لها أقصى ما تصل إلية اليابسة في نصف الكرة الجنوبي فان قارة أمريكا الجنوبية تستدق في جنوبها ولا تتعدى دائرة عرض 55 جنوباً  لذلك ستحدد الحدود الشمالية للقارة الافتراضية بدائرة عرض 80 شمالاً والحدود الجنوبية بدائرة عرض 60 جنوباً .