المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

قصة العابد (برصيصا)
20-7-2020
مدرك قاعدة القرعة
2024-08-03
تأويل القدح في المختار
18-4-2019
الأخطاء المحاسبية وطـرق اكتشافـها
27-4-2022
دودة ورق القطن
6-1-2022
التباينات الإقليمية للوفيات في العالم
2024-08-01


زيارة لسان الدين ابن الخطيب  
  
280   06:22 مساءً   التاريخ: 2024-10-28
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:217-218
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

ولما  ذهب لسان الدين ابن الخطيب  الى عامر بن محمد  بجيله  المشهور  زار   محل 

وفاة  السلطان  المذكور  وقد  ألم  بذكر   ذلك  في نفاظة  الجراب إذ قال:

وشاهدت  بجبل   هنتاتة   محل  وفاة السطان المقدس    أمير   المسلمين  أبي  الحسن  رحمه الله حيث اصابه طارق  الأجل الذي   فصل   الخطة   وأصمت  الدعوة 

ورفع  المنازعة   وعاينته  مرفعا   عن  الابتذال   بالسكنى   مفرشا  بالحصباء  مقصودا  بالابتهال   والدعاء  فلم  أبرح  يوم  زيارة  محل  وفاته  أن قلت :

ياحسنها من  أربع   وديار            أضحت  لباغي الأمن  دار قرار

وجبال  عز لا تذل أنوفها               إلا  لعز  الواحد  القهار

ومقر   توحيد   وأس خلافة               آثارها  تنبي  عن الأخبار

ما كنت  أحسب  أن  أنهار الندى           تجري  بها  في جملة  الأنهار

ماكنت أحسب  أن أنوار الحجى              تلتاح  في قنن  وفي أحجار

محت   جوانبها البرود وإن تكن                شبت  بها  الأعداء  جذوة  نار

هدت  بناها  في سبيل  وفائها                فكأنها  صرعي  بغير  عقار

لما   توعدها   على المجد  العدا             رضيت  بعيث  النار  لا بالعار

عمرت  بجلة  عامر وأعزها                    عبد  العزيز  بمرهف  بتار

فرسا رهان  أحرزا قصب الندى               والبأس  في طلق وفي مضمار

ورثا   عن الندب  الكبير  أبيهما             محض  الوفاء   ورفعة  المقدار

وكذا   الفروع   تطول  وهي شبيهة         بالأصل  في روق  وفي  أثمار

أزرت  وجوه  الصيد  من هنتاتة               في  جوها  بمطالع الأقمار

لله أي قبيلة  تركت  لها  النظراء               دعوى  الفخر  يوم فخار

 

                                                        217

نصرت  أمير  المسلمين  وملكه       قد   أسلمته   عزائم الانصار

ورات  عليا  عندما  ذهب الردى        والروع  بالأسماع  والأبصار

وتخاذل الجيش  الهام واصبح                    الأبطال بين  تقاعد  وفرار

كفرت  صنائعه  فيمم  دارها              مستظهرا   منها  بعز  جوار

وأقام   بين  ظهورها   لا يتقي             وقع   الردى  وقد ارتمى  بشرار

فكأنها   الأنصار  لما أنست                 فيما   تقدم  غربة  المختار

لما  غدا  لحظا  وهم أجفانه                نابت  شفارهم   عن الأشفار

حتى  دعاه الله بين  بيوهم                  فأجاب  ممتثلا  لأمر الباري

لو كان  يمنع  من قضاء  الله ما             خلصت  إليه   نوافذ  الأقدار

قد كان يأمل  أن يكافئ  بعض ما            أولو ه لولا  قاطع  الأعمار

ما كان  يقنعه  لو امتد المدى                 إلا  القيام   بحقها  من دار

فيعيد  ذاك  الماء  ذائب فضة                 ويعيد  ذاك  الرب  ذوب نضار

حتى تفوز  على النوى   أوطانها            من ملكه    بجلائل  الأوطار

حتى  يلوح  على وجوه  وجوههم             أثر   العناية  ساطع   الأنوار

ويسوغ  الأمل  القصي كرامها                  من غير  ما ثنيا  ولا استعصار

ماكان  يرضى    الشمس  أو بدر الدجى       عن  درهم   فيهم   ولا دينار

أو أن   يتوج  أو يقلد    هامها                     ونحورها    بـأهلة  ودراري

حق  على المولى   ابنه  إيثار  ما                   بذلوه   من نصر  ومن  إيشار

فلمثلها  ذخر  الجزاء  ومثله                   من  لا يضيع  صنائع   الأحرار

وهو الذي  يقضي  الديون  وبره                يرضيه  في علن   وفي  إسرار

حتى  تحج  محلة  رفعوا بها                       علم   الوفاء  لأعين  النظار

 

                                               218

  فيصير   منها  البيت  بيتا ثانيا                 للطائفين   إليه  أي  بدار

تغني  قلوب  القوم  عن هدي به               ودموعهم  تكفي  لرمي  جمار

حييت  من دار تكفل   سعيها                   المحمود  بالزلفى وعقبى  الدار

وضفت  عليك  من الإله  عناية               ما كر  ليل   فيك  إثر  نهار

ويعني  بالمولى  ابنه السلطان  أبا سالم  ابن السلطان  أبي الحسن

ومن العجائب  أن الرئيس   عامر  بن محمد  الذي جرى في هذه  الأبيات  ذكره كان يؤمل  بإيوائه   للسلطان  أبي  الحسن   ونصرته    له   وعدم  إخفار  ذمته  فيه  أن  ينال   من أولاده  الملوك  بذلك  عزا  مستطيلا  ورياسة  زائدة  على ما كان  فيه  فقضى   الله  تعالى   أن كان   حتفه  على يد  السلطان   عبد العزيز   ابن السلطان  أبي  الحسن  إذ  نازله   بجنوده   وحاصره  بمعتقله   حتى  استولى عليه   وقتله  حسبما   استوفى  ذلك    الشيخ  الرئيس  قاضي   القضاة  أبو زيد  عبد الرحمن  بن خلدون الحضرمي  المغربي   نزيل   مصر في تاريخه   الكبير  الذي سماه   ب  كتاب  العبر  وديوان   المبتدأ  والخبر   في أيام   العرب والعجم والبربر  ومن  عاصرهم  من ذوي   السلطان   الأكبر  فمن  شاء  فليراجعه   ثمة  وكان  الرئيس   أبو  ثابت  عامر  بن محمد  الهنتاتي  المذكور   خرج  على السلطان  عبد العزيز   بالسلطان   المعتمد   على الله  أبي  الفضل  محمد ابن  أخي  السلطان  عبد العزيز   المذكور  فكان   من قتله   ما ذكر  والله  غالب  على أمره.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.