تبلغ معدلات الوفيات على مستوى العالم 9 في الألف عام 2005، وهــى في انخفاض تدريجي حيث كانت 11 فى الألف عام 1985، ونجد هناك فروقاً واضحة بين كل من الدول النامية والمتقدمة، ففى الوقت الذى انخفضت فيه معدلات الدول النامية من 10 إلى 8 في الألف خلال فى الفترة 1990 - 2005، وفي المقابل ارتفعت معدلات الدول المتقدمة من 7 إلى 10 خلال نفس الفترة، ويرجع ذلك إلى أن نسبة كبيرة من سكان المجتمعات الأوربية وصلت إلى قمة الهرم السكاني مما يعني شيخوخة المجتمع، ومن المعروف أن معدلات الوفيات ترتفع بين الفئات العمرية الأولى وفي قمة الهرم السكاني 65 سنة فأكثر.

وهناك تفاوتات بين معدلات الوفيات على مستوى القارات والأقاليم الجغرافية والدول بل وداخل الدولة الواحدة، فعلى مستوى القارات ، جدول 15 نجد أعلى المعدلات في قارة أفريقيا 15 فى الألف ثم أوربا 11 وأمريكا الشمالية 8 وآسيا 7 في الألف وأدناها في أمريكا اللاتينية 6 في الألف.

وتباينات معدلات الوفيات على مستوى القارات والأقاليم والدول إنما تعكس ظروفاً وأوضاعاً اجتماعية واقتصادية وصحية وتنموية وسياسية في هذه المجتمعات، فارتفاع معدلات الوفيات في قارة أفريقيا يعكس ضعف مستوى الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والمجاعات والجفاف والحروب والأوبئة والصراعات الداخلية والقبلية في القارة، بينما تبدو الظروف أفضل كثيراً في دول العالم النامي في قارتي آسيا وأمريكا اللاتينية، وبخاصة فى الدول ذات الأعداد السكانية الكبيرة مثل الصين والهند وإندونيسيا والبرازيل والمكسيك والتي تتراوح بین5 و 8 في الألف مما انعكس على معدلات المجموع الكلي لكل من سكان القارتين، أما ارتفاع المعدلات في الدول المتقدمة فقد سبق وأن تعرضنا لتفسيره. وعلى مستوى الدول تجد هناك تباينات كبيرة نتناولها في كل قارة على حدة.