المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
هضاب وسط اسيا
2024-10-05
مظاهر السطح في آسيا
2024-10-05
قارة آسيا
2024-10-05
السلاسل الجبلية الرئيسية في العالم
2024-10-05
اصل الجبال والتلال
2024-10-05
التلال والجبال
2024-10-05

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ليست (القيمة المضافة) بمعنى ما نفهمه من الأجر والثواب  
  
35   09:16 صباحاً   التاريخ: 2024-10-05
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 46 ــ 56
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

الحياة الحقيقية والأصيلة هي في الآخرة، لأن الحياة في هذه الدنيا مصحوبة بالممات، فأننا نطوي جزء كبيرا منها في النوم، أما هناك فنحن صاحون دوما. وتارة نتثاقل عن أداء الأعمال وتارة نتكاسل، بينما في الحياة الأخروية لا ننفك عن النشاط والطاقة دوما. نحن أصحاب الأمر والقرار في كيفية حياتنا الأخروية وهذا هو معنى إنتاج القيمة المضافة. فما إن نذكر (القيمة المضافة) لا يقتصر ذهنكم على الأجر والثواب، مع أنه أجر وثواب أيضا، ولكنه أجر في نطاقه الواسع جدا، بمعنى أنك قادر على تنظيم آخرتك في هذه الدنيا. فلابد من ترجمة كلمة الأجر والثواب على أساس ذاك العالم العظيم اللانهائي.

إن فهم هذه الحقيقة يحلّ لنا بعض أسئلتنا الكلامية

كل ما موجود في هذه الدنيا فهو وسيلة لنتمكن به من إنتاج القيمة المضافة، وهنا منطلق بحثنا. إن ميزة آدم الذي خلقه الله هو القدرة على إنتاج القيمة المضافة. فكان الملائكة في غفلة عن هذه الحقيقة وهذا ما دفعهم للاستفسار عن سبب خلق آدم والآدميين، إذ وجدوا أن من شأن هذا الكائن بما يشتمل عليه من حرية وقوة وشهوات، أن يسفك الدماء وأن يستغل قدراته وإمكاناته في الفساد. فلمّا طرحوا سؤالهم، قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون.

ولعل إحدى الحقائق التي كانت قد خفيت عن علم الملائكة هو مدى قيمة إنتاج القيمة المضافة، فان قيمتها وثمنها يستحق خلق الناس حتى إذا فسد وأفسد جمع منهم. وهذا ما لم يفهمه كثير من الناس أيضا. حيث يسال بعضهم، هل كان يستحق خلق الانسان بغية إنتاج القيمة المضافة مثل هذه المظالم والاجرام وسفك الدماء؟ نعم يستحق.

فان كنت ترى عدم استحقاقه، قل لي أين موقعك الآن في هذا العالم وما الذي تراه الآن حتى تقيم وتستنتج؟! ألك ميزان يقارن بين قيمة خلق الانسان والظلم الذي ارتكبه في العالم؟! فاذا أردت أن تخرج بنتيجة أدق لابد أن تتأمل بمزيد من الدقّة، ثم تحاول أن تدرك الحياة الأخروية، كما ينبغي أن تشاهد قيمة أولئك الذين أنتجوا القيمة المضافة وعاشوا في أجوائها. فان استطعت أن ترى هذه الحقائق سوف تقر باستحقاق خلق الانسان على رغم ما قد يرتكبه من إجرام.

أطيلوا الفكر والتأمل في المعاد

نحن الآن وفي كل آن من حياتنا نعيّن ونحدّد كيفية حياتنا الأخروية وذلك من خلال آمالنا وأهوائنا وأدعيتنا وسلوكنا وأفكارنا وأقوالنا وبكل فعل نقوم به.

نحن - أيها الإخوة - بأمس الحاجة إلى تغيير رؤيتنا عن المعاد. فقد استوقفني بحث المعاد في هذه الليلة ولا أدري كيف أمر من موضوع المعاد وأدخل في بحثنا؟ إن إدراك المعاد يمثل إحدى مشاكلنا فلابد من إطالة الفكر والتأمل فيه. فلا ينفع الإيمان بالله وبأنبيائه ورسله ما لم يؤمن الإنسان بالمعاد.

فان لم نأخذ المعاد وحياة الآخرة بعين الاعتبار، يصبح كل شيء عبثا بلا معنى. والمعاد، هو أصل الحياة. على أي حال لا مجال لنا للوقوف عند موضوع المعاد فلابد من مغادرته. اللهم! أنر أبصارنا برؤية المعاد. فمن أجل أن أشرح لك يا إلهي كيف تنر أبصارنا، دعني أقرأ هذه الرواية. وبالتأكيد إنك عالم بكل الحقائق وتعلم كيف تنير أبصارنا إن شئت ذلك، ولكن لعل بعض الإخوة لم يدركوا المقصود من هذا الدعاء ولم ينتبهوا إلى مستواه الرفيع فلا بأس أن أقرأ لهم هذه الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يصف المتقين: (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون) (نهج البلاغة / الخطبة 193). فلنشاهد الآخرة هكذا. ويا حبذا لو استطعنا أن نرى الجنة أيضا ولا نار جهنم فحسب. إذ غاية ما يناله بعض ضعاف النفوس هو أن ينتبه إلى نار جهنم، فيصب كل اهتمامه بالخلاص منها بلا أن يهتم بالجنة. فيقول: حسبي أن أخلص من نار جهنم ولا يهمني بعد أين ما حشرت وسكنت. أما أنتم فحاولوا أن تتألموا من نار جهنم بدافع شوقكم إلى الجنة. فانظروا إلى نار جهنم كمانع مزعج حال بينكم وبين الجنة. فلابد أن يصحب الخوف من النار شوق الجنة.

ما دور العلم في إنتاج القيمة المضافة؟

فلنرجع إلى موضوعنا إذ قد ابتعدنا عنه كثيرا. لابد أن ننظر إلى موضوع جهاد النفس كهدف خلقة الانسان. إذ خلق الانسان لكي ينتج القيمة المضافة، وبالتأكيد إن نطاق هذه القيمة التي يستطيع الانسان إنتاجها نطاق واسع جدا، فانه سوف يكون أبديا في حياة الآخرة وهو الذي يحدد مصيره ويتحكم في كيفية حياته.

انطلاقا من مدى تأثير القيمة المضافة في نوع حياتنا الأخروية، يتبادر هذا السؤال وهو أن كيف يمكن إنتاج القيمة المضافة. أرجو أن تطيلوا الوقوف عند هذا السؤال. بودي أن تطيلوا التفكير حتى يتكون حزن في قلوبكم ثم تنقلبوا إلى ربكم وتناجونه بهذا الحزن في ليالي مناجاتكم. فلا تبكوا بلا سبب وغم ولا تكونوا بلا حزن وغم معنوي، فإن البهائم لا يحزنون لشيء وحاشاكم أن تكونوا مثلهم. ولكن بودي أن يكون حزنكم مستوحى من هذه المعرفة ومن التأمل في هذا الموضوع.

كيف يمكن للإنسان أن ينتج القيمة المضافة؟ إذا أردت أن أفتح الموضوع بالتفصيل سوف لا أقدر على إنهائه حتى بعد خمس ساعات، ولكن أحاول أن أطرحه بإيجاز.

إذا ازداد الانسان علما، هل يمكن أن نفترضه قد أنتج قيمة مضافة؟ فهل يعقل أن يكون الانسان قد أنتج القيمة المضافة بمجرد أن علم شيئا بعد ما كان يجهله؟! إن مجرد ازدياد المعلومات لا ينتج القيمة المضافة للإنسان، ولا سيما إذا لم يكن للإنسان دور في ازدياد معلوماته، كمن كان يمشي في مكان وإذا به يسمع معلومة جديدة لم يكن يعرفها. أو كالذي حصل على بعض التجارب في حياته ومن مواقف فشله وخسرانه. فهل يعقل أن يكون هدا الانسان قد أنتج قيمة مضافة بكسب هذه المعلومات؟! كلا.

طبعا، لا أعتقد أن العلم بلا قيمة وثمن في هذا المسار، ولكنه يعين الانسان على إنتاج القيمة المضافة، وبهذا القدر إنه ذو قيمة. أما إذا لم يعن الانسان على إنتاج القيمة المضافة عند ذلك يصبح صاحبه: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]، وأنتم تعلمون أن هذه الآية هي في شأن بعض العلماء الذين حصلوا على معلومات، ولم تنزل في حق الحاسوب الذي خزنت فيه ملفات الكتب. مع هذا قد يصير مثل الانسان العالم كالحمار يحمل أسفارا. إذن لا يكفي العلم بوحدهِ لإنتاج القيمة المضافة.

ما دور العمل في إنتاج القيمة المضافة

هل أن العمل يكفي لإنتاج القيمة المضافة؟ كلا. فعلى سبيل المثال إن بعض الكائنات كالنمل في عمل دؤوب بلا ملل أو تعب، فلا نقدر على القيام بنصف ما يقومون به، حتى قد ضرب بهم المثل في العمل والاجتهاد، لشدة عملهم وجهدهم، ولكن لا يمكن أن نعتبر مثل هذه الأعمال تنتج القيمة المضافة التي نبحث عنها.

إن العمل قادر على معونتنا في إنتاج القيمة المضافة، ولكن ليس هو بقيمة مضافة بالأصالة. إذ كما ذكرت إن الحيوانات تعمل وتخدم أيضا.

فانظروا إلى الأبقار مثلا، فانهم لا يقفون عن العمل النافع لحظة. نحن نقف عن العمل ولكنهم لا يقفون. فتارة يعتلفون توفيرا للحليب، وأخرى يعدون تقرير ما اعتلفوه قبل ساعة، ليستعرضوه مرة أخرى (كناية فكاهية عن اجترارهم) فيا لها من عامل مجتهد خدوم! حتى أن البعض أصبحوا من عبدتها، ولا يدري فلعل السبب هو ما شاهدوه منها من عمل مستمر وخدمة متواصلة، وهذا ما جرهم إلى عبادتها. (كان الشيخ ممازحا في هذه العبارة). فلا يستطيع الإنسان أن ينتج القيمة المضافة على سبيل الأصالة لا بالعلم ولا بالعمل.

إن ما ينتج القيمة المضافة هو جهاد النفس

إن ما ينتج القيمة المضافة باستخدام العلم والعمل، هو كيفية مواجهة الإنسان مشتهياته ومدى إعمال التغيير فيها. فإذا استطاع الإنسان أن يؤثر على أهوائه ومشتهياته، سوف يقدر على ترك بصمة تأثيره على العالم بأجمعه. لقد خلق الإنسان لصنع التغيير وإنتاج القيمة المضافة ومن أجل التأثير على العالم. وإن مركز هذا التغيير هو نفس قلب الإنسان ونزعات الإنسان ذاته. ثم لا سبيل لصنع التغيير القيم إلا فيما إذا واجه الإنسان موانع ومصاعب في مسار صنع التغيير. لا أن يكون ذاك التغيير ملائما لأهوائه وشهواته. إذن لا تنتج القيمة المضافة بما يلائم هوى الإنسان كالأكل والشرب والنوم وغيرها.

لا يمكن إنتاج القيمة المضافة إلا بمخالفة الأهواء والمشتهيات. فعندما تقاوم نزعاتك السطحية متخلصا منها إلى النزعات الأصيلة والعميقة، هنا تنتج القيمة المضافة، ومقاومة النزعات السطحية هذه هي ما يسمّى بجهاد النفس. فانت صرت إنسانا من أجل جهاد النفس وإنتاج القيمة المضافة والوقوف أمام بعض نزعاتك ورغباتك. ومن هذا المنطلق إن إنسانية الإنسان وهويته الإنسانية مرهونة بمدى مخالفته لرغباته وشهواته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.