المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


النسْخُ والإصلاحات التشريعية  
  
1741   02:01 صباحاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص416-418 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016 4973
التاريخ: 4-1-2016 5901
التاريخ: 27-04-2015 1513
التاريخ: 2023-12-17 1243

​من طبيعة الحركة الإصلاحية الآخذة إلى التقدّم بوجه عامّ : أن يتوارد على تشريعاتها نسْخٌ متتابع حسب تَدرّجها التصاعدي نحو قمّة الكمال ، تلك طبيعة الحركة الإصلاحية محتّمة ، ولاسيّما إذا كانت الأمّة ـ الّتي انبعثت فيها هذه النهضة التقدّمية ـ أمّة متوغّلة في الضلال وبعيدة عن معالم الحضارة إلى حدٍّ كبير ، حيث الانتشال بها من واقعها السحيق والانسجام مع سجيّتها المتوحّشة ، لممّا يبدو متعذّراً ويتطلّب طيّ عقَبات ومراحل متلاحقة .

وهكذا استدعَت التشريعات الإسلامية نسْخاً متتالياً منذ أن ظهرت الدعوة في مكّة المكرّمة ، وحتّى إلى ما بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة ، وقد انتهت شريعة النَسْخ ـ فيما يخصّ آي الذكر الحكيم ـ بوفاته ( صلّى الله عليه وآله ) حيث انقطاع الوحي .

وكانت ظاهرة النسْخ أمراً لابدّ منه في كلّ تشريع يحاول تركيز معالمه في الأعماق ، والأخذ بيد أمّة جاهلة إلى مستوى عال من الحضارة الراقية ، الأمر الّذي لا يتناسب مع الطفرة المستحيلة ، لولا الأناة والسَير التدريجي المستمرّ خطوة بعد خطوة .

ومن ثمّ فإنّ النَسْخ ضرورة واقعية تتطلّبها مصلحة الأمّة ذاتها ، ولم يكد ينكر

ما لهذه الظاهرة الدينية من فائدة وعوائد تعود على الأمّة ، وأعظِمْ بها من حِكمة إلهيّة بالغة .

سلسلةُ تدوين هذا العِلم :

ولم يخفَ على العلماء ما لظاهرة النسْخ من حِكمة واقعية وحقيقة ثابتة لا محيص عنها ، ومن ثمّ احتفلوا بشأنها وبذلوا عنايتهم البالغة نحو الاهتمام بها ، وأخذوا في دراستها والتحقيق من جميع جوانبها المتنوّعة .

وأوّل مَن عالجَ الموضوع ودرَسه دراسة فنّية وجمَع أصوله في تدوينٍ جامع هو : أبو محمّد عبد الله بن عبد الرحمان الأصمّ المسمعي ، من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، له رسالة في الناسخ والمنسوخ .

ثمّ تصدّى جماعة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) للبحث عن ذلك ، وثبْت نتائج بحوثهم في رسائل ، منهم : دارم بن قبيصة التميمي الدارمي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، والحسن بن عليّ بن فضّال .

وفي القرن الثالث : قام المفسّر الإماميّ الكبير عليّ بن إبراهيم القمّي بتدوين رسالة خاصّة بشأن الناسخ والمنسوخ في القرآن ، وكذا محمّد بن العبّاس المعروف بابن الحجّام ، وأبو عبيد القاسم بن سلام (ت 225 هـ) ، وجعفر بن مبشّر الثقفي (ت 235 هـ) ، وأحمد بن حنبل (ت 241 هـ) ، وسعد بن إبراهيم الأشعري القمّي (ت 301 هـ) .

وفي القرن الرابع : أحمد بن جعفر البغدادي المعروف بابن المنادي (ت 334 هـ) ، وأبو جعفر أحمد بن محمّد النحّاس (ت 338 هـ) ، ومحمّد بن محمّد النيسابوري (ت 368 هـ) ، وأبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت 368 هـ) ، ومحمّد بن الحسن الشيباني الإمامي ، أدرجه في مقدّمة تفسيره ( نهج البيان عن كشف معاني القرآن ) ، ومحمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الشهير بالصدوق (ت 381 هـ) .

 وفي القرن الخامس : هبة الله بن سلامة (ت 410 هـ) ، وعبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ ) ، ومكّي بن أبي طالب (ت 437 هـ) ، وعليّ بن أحمد بن حزم الأندلسي (ت 456 هـ) .

وفي القرن السادس : محمّد بن بركات بن هلال السعيدي (ت 520 هـ) صاحب ( الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه ) ، ومحمّد بن عبد الله المعروف بابن العربي (ت 543 هـ) ، وأبو الفرج عبن الرحمان ابن الجوزي (ت 597 هـ) .

وفي القرن الثامن : يحيى بن عبد الله الواسطي (ت 738 هـ) ، وعبد الرحمان بن محمّد العتائقي ( ت ح 770 هـ) ، ومحمّد بن عبد الله الزركشي (ت 794 هـ ) ضمن كتابه ( البرهان ) .

وفي القرن التاسع : أحمد بن المتوّج البحراني (ت 836 هـ) ، وأحمد بن إسماعيل الابشيطي (ت 883 هـ) .

وفي القرن العاشر : عبد الرحمان جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) ضمن كتاب ( الإتقان ) ، ومحمّد بن عبد الله الاسفراييني .

وفي القرن الثاني عشر : عطيّة الله بن عطيّة الاجهوري ( 1190 هـ) .

وفي هذا القرن الأخير الرابع عشر : كتب سماحة سيّدنا الأستاذ الإمام الخوئي ( دام ظلّه ) في الناسخ والمنسوخ في دراسة عميقة وافية ضمن مؤلّفه القيّم ( البيان ) ، وكتب الأستاذ مصطفى زيد ( النسْخ في القرآن الكريم ) ، والأستاذ علي حسن العريض ( فتح المنّان في نسْخ القرآن ) ، وغيرهم ممّا يطول .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .