المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17326 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير {انا انزلناه في ليلة القدر}  
  
89   10:46 صباحاً   التاريخ: 2024-09-10
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : هدى القرآن
الجزء والصفحة : ص147-149
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-19 1051
التاريخ: 2024-05-07 594
التاريخ: 16-3-2022 1291
التاريخ: 2024-08-06 295

قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}:

مرجع ضمير  {أَنزَلْنَاهُ} هو للقرآن الكريم[1]، وظاهره جملة الكتاب العزيز، لا بعض آياته. ويؤيّد ذلك: التعبير بالإنزال الظاهر في اعتبار الدفعة، دون التنزيل، الظاهر في التدريج. وفي معنى الآية المبحوثة، قوله تعالى:  {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}[2]. وظاهره القسم بجملة الكتاب المبين، ثمّ الإخبار عن إنزال ما أُقسِم به جملة واحدة. فمدلول الآيات: أنّ للقرآن نزولاً جمليّاً على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، غير نزوله التدريجيّ، الذي تمّ في مدّة ثلاث وعشرين سنة، كما يشير إليه قوله:  {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}[3]، وقوله تعالى:  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}[4]. فلا يُعبأ بما قيل: إنّ معنى قوله:  {أَنزَلْنَاهُ}: ابتدأنا بإنزاله، والمراد إنزال بعض القرآن.

وليس في كلامه تعالى ما يُحدّد خصوص هذه الليلة، غير ما في قوله تعالى:  {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[5]، فإنّ الآية، بانضمامها إلى آية سورة القدر، تدلّ على أنّ هذه الليلة من ليالي شهر رمضان[6]. وأمّا تعيينها أزيد من ذلك، فمستفاد من الأخبار، ومنها:

- ما رواه حمّاد بن عثمان، عن حسان بن أبي علي، قال: سألت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن ليلة القدر، قال: "اطلبها في تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين"[7].

- ما رواه عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أحدهما (الباقر والصادق) عليهما السلام، قال: سألته عن الليالي التي يُستحبّ فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: "ليلة تسع عشرة، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين. ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني (اسم الجهني: عبد الله بن أنيس الأنصاريّ)، وحديثه أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة أدخل فيها، فأمره بليلة ثلاث وعشرين"[8].

- ما رواه الكليني، بإسناده عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام: "التقدير في ليلة تسع عشرة، والإبرام في ليلة إحدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين"[9].

وقد ذكر المفسِّرون معانٍ عدّة للقدر، أبرزها:

• أنّ القدر، بمعنى المنزلة، وإنّما سُمّيت ليلة القدر، للاهتمام بمنزلتها، أو منزلة المتعبّدين فيها.

• أنّ القدر، بمعنى الضيق. وسمّيت ليلة القدر، لضيق الأرض فيها بنزول الملائكة.

• أنّ القدر، بمعنى التقدير، فهي ليلة التقدير، يُقدِّر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها، من قابل، من حياة، وموت، ورزق، وسعادة، وشقاء، وغير ذلك، كما يدلّ عليه قوله تعالى في سورة الدخان في صفة هذه الليلة:

•  {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[10]، فليس فرق الأمر الحكيم، إلا إحكام الحادثة الواقعة، بخصوصيّاتها، بالتقدير. وهذا ما يُفيده ظهور الآيات المتقدّمة في أنّ المراد بالقدر خصوص التقدير، لا الضيق، ولا المنزلة.

ويُستفاد من هذه الآيات أنّ الليلة متكرّرة بتكرّر السنين، ففي شهر رمضان من كلّ سنة قمريّة ليلة تُقدَّر فيها أمور السنة، من الليلة إلى مثلها، من قابل، إذ لا معنى لفرض ليلة واحدة بعينها أو ليال معدودة في طول الزمان تُقدَّر فيها الحوادث الواقعة التي قبلها والتي بعدها، وإنْ صحّ فرض ليلة واحدة من ليالي القدر المتكرّرة ينزل فيها القرآن جملة واحدة. على أنّ قوله تعالى:  {يُفْرَقُ} - وهو فعل مضارع - ظاهر في الاستمرار، وقوله تعالى:  {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ}، تؤيّد ذلك.

وقد روي عن أبي ذر (رضي الله عنه) أنّه قال: قلت يا رسول الله! ليلة القدر هي شيء تكون على عهد الأنبياء، ينزل فيها، فإذا قبضوا رفعت. قال: "لا، بل هي إلى يوم القيامة"[11].

وعليه، فلا وجه لما سيق من أقوال أخرى في هذا الصدد، من:

• أنّها كانت ليلة واحدة بعينها، نزل فيها القرآن من غير أن يتكرّر.

• أنّها كانت تتكرّر بتكرّر السنين في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ رفعها الله.

• أنّها واحدة بعينها في جميع السنة.

• أنّها في جميع السنة غير أنّها تتبدّل، بتكرّر السنين، فسنة في شهر رمضان، وسنة في شعبان، وسنة في غيرهما.

فمحصّل الآيات: أنّها ليلة بعينها من شهر رمضان، من كلّ سنة، فيها إحكام الأمور بحسب التقدير، ولا ينافي ذلك وقوع التغيّر فيها، بحسب التحقّق في ظرف السنة، فإنّ التغيّر في كيفية تحقّق المقدّر أمر، والتغيّر في التقدير أمر آخر، كما أنّ إمكان التغيّر في الحوادث الكونيّة بحسب المشيئة الإلهيّة لا ينافي تعيّنها في اللوح المحفوظ، قال تعالى:  {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[12].[13]

 


[1] تَدَبُّر: إنّ ضمير الجمع في الآية للدلالة على التعظيم. والتعظيم تارة يُراد منه تعظيم المتكلّم, كما هو المتعارف في الخطابات، وأخرى يُراد منه تعظيم القرآن, ويؤيّد ذلك:

- أنّ الجملة ابتدأت بحرف التحقيق والتأكيد, فتشعر الأهمّيّة من الأوّل.

- أن الله تعالى أسند الإنزال إلى نفسه, ليفهم اختصاص هذا الكتاب بذاته المقدّسة.

- الإتيان بضمير الجمع مع أنّه واحد أحد, وذلك ليدلّ هذا على عظمة المُنْزَل. ومن المعلوم أنّ ما أنزله العظيم يكون عظيماً وذا أهمّيّة لا محالة, كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ (سورة الكوثر، الآية 1)، ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ (سورة الشرح، الآية 1).

- استعمال الضمير مكان الاسم الظاهر، مع أنّه لم يسبق لفظ القرآن، بقوله: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾, وهذا يعطي أنّ هذه الصحيفة السماوية في الشهرة والجلالة, بحيث يعرفها كلّ أحد، ويتذكّر به الجميع، وكلّ يعلم أنّ ما أنزله الله هو القرآن. فلا يحتاج إلى ذِكْر اسمه الظاهر, كما هو في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (سورة الإخلاص، الآية 1), فإنّ مرجع ضمير "هو" ذاته المقدّسة, وذلك لكمال ظهوره وجلالته، فلا يحتاج إلى مرجع ظاهر في الكلام.

- أنّه قد أنزل في أفضل الأوقات وأحسنها, وهو ليلة القدر. فالإتيان بضمير الجمع للدلالة على الذات مع الصفات, ونكتة ذلك هي: تفخيم مقام الحقّ تعالى, بمبدئيّته تنزيل هذا الكتاب الشريف. ولعلّ هذه الجمعية باعتبار الجمعيّة الأسمائيّة، والإشارة إلى أنّ الحقّ تعالى مبدأ لهذا الكتاب الشريف لجميع الشؤون الأسمائيّة والصفاتيّة، ولهذه الجهة كان هذا الكتاب الشريف صورة أحديّة جمع جميع الأسماء والصفات، ومعرّفاً لمقام الحقّ المقدّس, بجميع الشؤون والتجلّيات.

[2] سورة الدخان، الآيتان 2 - 3.

[3] سورة الإسراء، الآية 106.

[4] سورة الفرقان، الآية 32.

[5] سورة البقرة، الآية 185.

[6] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص330-331.

[7] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص407.

[8] الصدوق، من لا يحضره الفقيه، م.س، ج2، ح2031، ص161.

[9] الكليني، الكافي، م.س، ج4، من أبواب السفر، باب في ليلة القدر، ح9، ص159.

[10] سورة الدخان، الآيات 4 - 6.

[11] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص406.

[12] سورة الرعد، الآية 39.

[13] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص331-332.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .