وتتميز هذه البيئة بالظلمة الشديدة، حيث ينعدم أثر الضوء بشكل نهائي. وتنخفض درجة الحرارة بصفة مستمرة. كما أنها لا تتأثر إطلاقاً بتغير الفصول المناخية الأربعة على سطح اليابس. ويبدأ عمقها من 4000 متر فأكثر حتى قاع البحر أو المحيط المالي السحيق، وإلى الخنادق المحيطية العميقة كحفرة ماريانا شمال شرق الفلبين (11كم)، وحفرة بورتوريكو 9.5 كم. 

لقد قامت البعثة الدانماركية عام 1950م من التعرف على نحو 25 عائلة عائلات المملكة الحيوانية، التي تعيش في تلك الطبقة المائية العميقة، على قيعان البحار والمحيطات أو قريباً منها. وكان من بين تلك العائلات الحيوانية شقائق البحر وقنافذ البحر ونجوم البحر وخيار البحر. بالإضافة لأنواع شتى من الحيوانات القشرية والصدفية الغريبة، بجانب الأسماك. ولكنها ماتت عند خروجها من الماء. وربما يعزى ذلك لانعدام ضغط الماء عليها الذي اعتادته في قاع البحر أو المحيط ونتيجة لذلك، فقد تركزت الدراسات العلمية بهذا الصدد على الأحياء النباتية والحيوانية في الطبقة المائية العليا بعمق لا يتعدى الـ 200 متر من سطح البحر وخاصة الأحياء النباتية.

ويمكن إيجاز تلك الأحياء المائية (نباتية وحيوانية) فيما يلي:

-1 العوالق النباتية (البلانكتون) Plankton وهي كائنات نباتية وحيدة الخلية وتدعى PhytoPlankton. حيث تكون هائمة في المسطحات المائية، وتمثل مصدراً رئيساً لإنتاج الأكسجين الذائب فيها.

- 2العوالق الحيوانية (البلانكتون)، وتدعى Zoo Plankton، وهي كائنات حية وحيدة الخلية، وتشكل مرعي خصباً للأسماك الأكبر منها، وتتركز في البيئة المائية السطحية للبحر أو المحيط أو البحيرة.

- 3حيوانات التكتون Nekton وتتميز هذه الكائنات الحيوانية بأنها حيوانات راقية كالأسماك، حيث يكثر تواجدها في الطبقات المائية السطحية والوسطى من البحر أو المحيط.

4 ـ حيوانات الأعماق: وتتصف هذه الأحياء الحيوانية بأن لها القدرة على العيش في البيئة المائية الشديدة الظلمة والقليلة الضوء، ومنها حيوان يعرف يحيوان الدبيب Creeping وبعض الحيوانات الرخوية الأخرى.

ولكن ما هي العوامل التي تؤثر في التوزيع الجغرافي للأحياء المائية ؟؟ وبالرغم من أن التباين الجغرافي لم يكن كبيراً في البيئات البحرية، خاصة في الطبقات المائية العميقة منها والمتوسطة العمق، إلا أنه بات واضحاً في البيئات السطحية الطليقة والقريبة من السواحل ولهذا كان لا بد من التعرف على أهم هذه العوامل التي تساهم في هذا التباين والاختلاف، وتأثيرها في تنوع تلك الأحياء المائية، ومن أهمها ما يلي:

- 1درجة حرارة المياه.

- 2الضوء.

3 ـ التيارات البحرية.