المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الإمام علي (عليه السلام) يستطرق المسجد  
  
1044   12:07 صباحاً   التاريخ: 2024-02-04
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص7-10
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الترمذي باسناده عن أبي سعيد قال : قال رسول الله لعلي : " يا علي ، لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك " قال علي بن المنذر : " قلت لضرار بن صرد : ما معنى هذا الحديث ؟ قال : لا يحل لأحد يستطرقه جنباً غيري وغيرك "[1].

وروى الخوارزمي عن جابر بن عبد الله أنه قال : " جاءنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن مضطجعون في المسجد ، وفي يده عسيب رطب ، قال : ترقدون في المسجد ؟ قلنا : قد أجفلنا وأجفل علي معنا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : تعال يا علي ، انه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي ، إلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انّه لا نبوة بعدي ، والذي نفسي بيده إنك لذائذ عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصاً لك من عوسج ، كأني انظر إلى مقامك من حوضي "[2].

وروى الحمويني باسناده عن عبد الله بن مسعود قال : " انتهى إلينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات ليلة ونحن في المسجد جماعة من الصحابة ، فينا أبو بكر وعمر وعثمان وحمزة وطلحة والزبير وجماعة من الصحابة بعدما صلينا العشاء فقال : ما هذه الجماعة ؟ قالوا : يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قعدنا نتحدّث ، منا من يريد الصلاة ، ومنا من ينام فقال : إن مسجدي لا ينام فيه ، انصرفوا إلى منازلكم ، ومن أراد الصلاة فليصل في منزله راشداً ومن لم يستطع فلينم ، فان صلاة السر تضعف على صلاة العلانية .

قال ابن مسعود : فقمنا فتفرقنا وفينا علي بن أبي طالب فقام معنا قال : فأخذ بيد علي وقال : أما أنت فإنه يحلّ لك في مسجدي ما يحل لي ويحرم عليك ما يحرم علي ، فقال له حمزة بن عبد المطلب : يا رسول الله ، أنا عمك وأنا أقرب إليك من علي ، قال : صدقت يا عم انه والله ما هو عني ، انما هو عن الله عزّوجل "[3].

وروى البيهقي باسناده عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : " خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فوجه هذا المسجد فقال : ألا لا يحلّ هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بيّنت لكم الأسماء أن لا تضلوا "[4].

وروى السيوطي باسناده عن أبي رافع " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خطب الناس ، فقال : إن الله أمر موسى وهارون إن يتبوّءا لقومهما بيوتاً ، وأمرهما إن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقربوا فيه النساء إلا هارون وذريته ، ولا يحل لأحد إن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ عليٌ وذريته "[5].

وروى ابن المغازلي باسناده عن عدي بن ثابت قال : " خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد ، فقال : إن الله أوحى إلى نبيه موسى إن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون ، وإنّ الله أوحى إليّ أن أبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنا وعلي وأبناء علي "[6].

وروى الوصابي باسناده عن المطلب بن عبد الله بن حنطب " إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأذن لأحد أن يدخل في المسجد وهو جنب ، إلا لعلي بن أبي طالب ، لأن بيته كان في المسجد "[7].

 

[1] سنن الترمذي ج 5 303 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 241 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 115 ، ومحمّد بن رستم في تحفة المحبين ص 171 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب / ج 1 ص 268 . ورواه البيهقي في السنن ج 7 ص 66 ، وابن طلحة في مطالب السئول ص 44 .

[2] المناقب الفصل التاسع ص 60 . ورواه ابن عساكر ج 1 ص 226 .

[3] فرائد السمطين ج 1 ص 206 .

[4] سنن البيهقي ج 7 ص 65 و 66 ورواه محمّد بن رستم في تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 177 وفي مفتاح النجاء ص 25 والوصابي في أسنى المطالب ص 76 .

[5] الدر المنثور ج 3 ص 314 ، ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص 284 ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 271 .

[6] المناقب ص 252 ، الحديث 301 .

[7] أسنى المطالب الباب الثالث عشر ص 77 رقم 7 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.