يقصد بالآثار الكميّة المقادير من المواد الكيميائية السامة أو شدة التعرض لها بحيث يحدث تسمم نوعي محدد، أو يؤدي ذلك إلى فعل تسممي واضح. وتحدد كمية المادة الكيميائية السامة بوزن محدد مقابل كيلو غرام واحد من وزن العضوية الحية للإنسان أو الحيوان. وتحدد شدة التعرض بتركيز المادة السامة ومدة التعرض لها. ويشار إلى القياسات الكمية العادية للتسمم بالجرعات أو شدة التعرض القاتلة (في الدراسات التجريبية) صفر بالمائة أو /50/ بالمائة أو 100 بالمائة لمجموعة من الحيوانات التجريبية المخبرية. وعند الحديث عن أمور السلامة والأمن في المخابر فإننا نهتم ليس بحالات التسمم الحديّة المؤذية والمؤدية إلى موت العضوية الحية، وإنما بتلك الجرعات التي يتعرض لها الكائن الحي والتي تؤدي للشعور بالأذى، والتي توصف بقيم عظمی مسموح بها من هذه المواد. وفي الواقع فإن الجرعة العظمى التي يمكن ابتلاعها يومياً بسلام من مواد كيميائية مختلفة تختلف بشدة تبعاً للمادة المعينة ويتراوح ما بين جزء من الميكروغرام وحتى عدة غرامات، وبذلك فإنه من أجل المواد ضعيفة السميّة يصل التحمل إلى /10/ بالمائة وحتى /20/ بالمائة من الغذاء الكلي الداخل إلى الجسم في اليوم ، وتصل تراكيز المواد الملوثة في الهواء أيضاً إلى قيم مختلفة تبعاً لطبيعة المادة وتتراوح ما بين جزء من الميكروغرام وحتى عدة ميلي غرامات في المتر المكعب من حجم الهواء. تملك بعض المواد مثل البروم السائل صفة مهيجة قويّة جداً بحيث أن التماس مع هذه المادة لعدة ثوان فقط يؤدي إلى حدوث حروق موضعيّة. بينما لا تسبب مواد أخرى مثل ذلك التأثير إلا نتيجة تعرض يومي ولفترة طويلة لتسبب نفس الشدة من الأذى والضرر للعضويّة، وبالتالي يتراوح الحد الأدنى للجرعة السامة من أجزاء من ميلي غرام قد لا يلاحظ وجودها على سطح الجلد، وحتى كميات كبيرة جدا .