2 ـ طريقة التوزيع الانفرادي 

بناءً على هذه الطريقة، توزع تكاليف كل مركز خدمة - على انفراد - على مراكز الإنتاج "فقط" التي تستفيد من خدماته، وبذلك تتخذ هذه الطريقة أساساً منفرداً بالنسبة لتكاليف كل مركز خدمات على حدة، ويتقرر هذا الأساس في ضوء طبيعة نشاط هذا المركز، ولو أنها تتمسك مثل الطريقة الأولى بشرط إقتصار التوزيع على مراكز الإنتاج دون غيرها من المراكز المستفيدة. وبفرض أنه تقرر توزيع تكاليف مركز خدمة 1/6 على مركزي الإنتاج 1/5 ، 2/5 بنسبة 3: 7 ، وتوزيع تكاليف مركز خدمة 2/6 على مركزي الإنتاج 1/5، 2/5 بنسبة 11: 9.

ومن الملاحظ أن هذه الطريقة عالجت بالتحسين والتصحيح الأمر الأول المعاب في الطريقة الأولى السابقة وهو الخاص بتجميع تكاليف جميع مراكز الخدمات في مبلغ إجمالي واحد وتوزيعه دفعة واحدة على مراكز الإنتاج فقط، إلا أنها لم تعالج الأمر الثاني المعاب في الطريقة الأولى، حيث أبقت فكرة التوزيع المقتصر على مراكز الإنتاج فقط دون غيرها.

ونوضح رأينا في هذه الطريقة في النقاط الآتية:

1- تتكرر ملاحظاتنا السابق عرضها في الطريقة الأولى بشأن إقتصار توزيع تكاليف مراكز الخدمات على مراكز الإنتاج فقط دون غيرها.

2- تتميز هذه الطريقة بالنقاط الإيجابية التالية الناتجة عن توزيع تكلفة كل مركز خدمات على انفراد، وهي في هذا تمتاز عن الطريقة الأولى بما يلي :

(أ) أنها تخصص أساساً محدداً لكل مركز خدمات على انفراد، توزع بمقتضاه تكاليف هذا المركز طبقاً لطبيعة الخدمة التي يؤديها وكيفية أدائها، وبذلك تحقق هذه الطريقة الدقة في معاملة كل مركز خدمة على انفراد من حيث تحديد المراكز الإنتاجية المستفيدة منه وبمقدار إستفادة كل منها والنصيب الذي يتحمل به مقابل هذا المقدار. وهذا، بعكس ما تقضي به الطريقة الأولى من استخدام أساس واحد لتوزيع تكاليف جميع مراكز الخدمات باختلاف أنواعها.

(ب) إن دراسة كل مركز خدمة على حدة وتوزيع تكلفته على انفراد من شأنها أن توزع هذه التكلفة على مراكز الإنتاج التي تستفيد من تلك الخدمة وبقدر الاستفادة، وبذلك لا يتحمل مركز إنتاجي إلا بقدر ما يستفيد به فعلاً، وليس كما تقضي به الطريقة الأولى من تحميل كل مركز إنتاج بنصيب مجمل من جميع تكاليف الخدمات، سواء إستفاد منها جميعاً أم من بعضها فقط، وسواء كانت إستفادته أكبر أو أقل مما تحمل به ضمن هذا النصيب.

(جـ) إن الطريقة الانفرادية تحسب تكلفة الخدمة التي يستفيد بها كل مركز إنتاج من كل مركز خدمات على حدة، وبذلك تتضح مفردات تكاليف الخدمات التي تتطلبها واستفاد منها بالتفصيل. وغني عن البيان أن الإدارة تتمكن من خلال هذا التفصيل، من مساءلة المسئول عن كل مركز إنتاج عن مدى كفاءته في استخدام كل خدمة على حدة من الخدمات المؤداة له مقابل التكلفة التي يتحمل بها، وهذا الأمر لا يتحقق مع الطريقة الأولى، إذ تقوم بتحميل كل مركز إنتاج بنصيب مجمل من المبلغ الإجمالي لتكاليف جميع مراكز الخدمات.