أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
3709
التاريخ: 11-7-2016
1800
التاريخ: 8-5-2016
5573
التاريخ: 23-11-2014
2081
|
أرسل الله تعالى العديد من الرسل لهداية الناس إلى الدين الحق الإسلام:
{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الأِسْلامُ...}([1])
وكأنّ الله تعالى يؤيد من يرسله بالمعجزات تصديقاً لدعوته واثباتاً للناس أنّها من عند الله سبحانه.
وقد تنوعت هذه المعجزات وفقاً للمرحلة التي يحياها ذلك النبي، وتبعاً للظروف الموضوعية التي تمرّ بها الرسالة، فهناك إحياء الموتى وانشقاق البحر وجعل النار برداً وسلاماً، وتحول العصا إلى ثعبان، وارتفاع الجبل فوق بني اسرائيل و. و... الخ من المعجزات التي أثبتت في وقتها صحة ادعاء كل نبي ورسول.
وكان كل نبي لاحق يؤكد على صدق النبي السابق، ويؤيد حججه وبراهينه ويصدق معجزاته، ما دام دور الأنبياء في تزكية البشرية وتبليغها أمر الله تعالى والقيام بأمر الانذار والبشارة مستمراً، وانهاء معجزة نبي من الأنبياء في وقتها يؤدي تماماً الغرض من المعجزة، ولم يبق على النبي اللاحق سوى التصديق لما مضى من الأنبياء والرسل والكتب السماوية.
وإذا لم يفترض وجود نبي لاحق فحينئذ لم يتملك الناس اللاحقون دليلاً على ذلك الصدق سوى النقل المتواتر في حالة بقاء الناس على دين النبي السابق وعدم انحرافهم عنه، وفي حالة الانحراف لم يبق دليل على صدق ذلك.
ولمّا ختمت الرسالات برسالة نبينا محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فلا نبي بعده، فما الذي يحتج به الناس على صدق دعوى الأنبياء جميعاً لو لم نفترض وجود معجزة دائمة مستمرة غير منقطعة، علماً أن غير المسلمين لا يعتبرون النقل المتواتر للمعجزات من قبل المسلمين حجة عليهم، فلا بدّ إذن من حجة بالغة، وهذه الحجة لا بدّ من أن تحمل اثبات صدقها واعجازها دلّ على صدق كل ما تدعيه وتحمله.
وهذا ما ينطبق تماماً على القرآن الكريم فإنّه يحمل دليل صدقه واعجازه وإنّه من عند الله تعالى بنفسه، ومجرد وجود القرآن يعتبر حجة كافية على الناس مع وجود الحافظ لهذا القرآن، لأنّ وجود القرآن مع فرض عدم وجود الحفظ لا يعتبر حجة كاملة، وكفاية القرآن بالاحتجاج يشير إليه قولـه تعالى:
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}([2])
فأين تكمن هذه الكفاية؟ انّها تكمن في القرآن وتلاوته الحقّة، بألفاظه ومعانيه، فالقرآن يتحدى الجن والإنس أن يأتوا بسورة من مثله، إلاّ أن المشركين من العرب هرعوا إلى القتال والنزال لعجزهم عن الاتيان بسورة من مثل القرآن، وعجز الأوائل من البلغاء حجة على الأواخر، مع أنّ التحدي لا يزال قائماً حتّى تقوم الساعة.
وهذا القرآن يتلى ويسمع في الشرق والغرب، حتّى في اذاعات غير المسلمين، وهو ينادي بين الناس:
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}([3])
ثم إنّ القرآن يحمل الشهادة على صدقه وأنّه من عند الله تعالى بنفسه، ويطلب من كل من بلغه هذا القرآن أن يعلم بهذه الشهادة، قال تعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ...}([4])
ثم يؤكد القرآن الكريم أنّ هذا القرآن يصدّق به الذين أُوتوا العلم ويعلمون أنّه الحق، قال تعالى:
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}([5])
وقال تعالى:
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}([6])
القرآن يقول إنّ السماء كانت دخاناً، وإنّ السماء والأرض كانتا شيئاً واحداً ثم فصلتا، وهذا خبر أحداث ماضية يستحيل على الإنسان أن يعلمه إلاّ بتعليم من الله تعالى دفعةً واحدة أو بعد أن يقطع الإنسان شوطاً طويلاً في المعرفة قال تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا...}([7])
وقد أثبت العلم الحديث أنّ الأرض والمجموعة الشمسية والنجوم كانت كتلة واحدة ثم تجزأت.
وفي عام 1967 التقطت سفينة الفضاء الأمريكية فايكن صورة لنجم يولد ويتكون وأنّ أصله دخان.
فمن أخبر النبي الأمّي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ أصل النجوم دخان، قال تعالى:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}([8])
فالمتعارف عند الناس أنّ الدخان يأتي من النار، وليس العكس أن تأتي النجوم التي هي كتلة ملتهبة من الغاز أن تولد من الدخان، فهذا ما لا يتصوره حتّى علماء الفلك والفيزياء والفضاء الذين عاشوا في القرن الماضي إلاّ أنّ القرآن الكريم يعلم ذلك، ويصرح أنّ النجوم كانت دخاناً.
يقول فرانك بريس مؤلف كتاب «الأرض» والمستشار للرئيس الأمريكي الأسبق كارتر: «في بداية تكوين الأرض أثبتت الدراسات ما يلي: أنّ الأرض في بداية تكوينها كان باطنها منصهراً ورفعت هذه المادة المنصهرة بواسطة البراكين ومدت على القشرة الأرضية وتحت المحيطات، فامتدت الأرض بتلك المادة المنصهرة، وبنفس تلك العملية خرج الماء من باطن الأرض إلى المحيطات، أي أنّ كل ماء المحيطات كان في داخل الأرض، وبنفس العملية خرج ثاني أوكسيد الكاربون الذي كان شرطاً ضرورياً في تكوين النبات في عمليّة التركيب الضوئي، وبنفس العملية ارسيت الجبال وتكونت، ثم استغرقت الجبال وقتاً إلى أن استقرت وثبت جذرها».
هكذا كان يصف فرانك بريس وفقاً لما توصل لـه من أدلة علميّة على تكوين الأرض، والآن تعال معي عزيزي القارئ لنستمع إلى القرآن الكريم وهو يصف هذه العمليات المتعاقبة.
قال تعالى:
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}([9])
ولفظ {دحى} يعطي معنى: مدّ، وألقى، وهذا اللفظ يغطي عمليتين وهما عملية مدّ سطح الأرض وتغطيته بالقشرة الارضية وعملية القاء الجبال وتثبيتها داخل تلك القشرة.
ثم لاحظ كلام فرانك بريس: «وبنفس تلك العملية خرج الماء من باطن الأرض إلى المحيطات» ولاحظ قولـه تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها}، فأنّى لمخلوق، لم يعلم من قبل الله تعالى أن يخبرنا بالطريقة والعمليات والمراحل التي مرّت بها الأرض أثناء تكوينها، وكأنّ كلام فرانك بريس يفسر بعضاً من الآيات الكريمة السابقة.
([1] ) سورة آل عمران: 19.
([2] ) العنكبوت: 51.
([3] )سورة البقرة: 23-24.
([4] ) سورة الأنعام: 19.
([5] ) سورة الحج: 54.
([6] ) سورة سبأ: 6.
([7] ) سورة الأنبياء: 30.
([8] ) سورة فصلت: 11.
([9] ) النازعات: 27-33.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|