المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العمر وتأثيره على الزواج  
  
719   09:41 صباحاً   التاريخ: 2023-09-16
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 26 ــ 28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-16 1277
التاريخ: 2024-06-12 214
التاريخ: 14-1-2016 2048
التاريخ: 11-9-2016 1717

يعتبر العمر من الأمور الهامة في الحياة الزوجية، وعامل من عوامل استمرارها، فمن منا لم يسمع عن حوادث الطلاق بين الأزواج، لتفاوت الأعمار فيما بينهم، ورغم أن مسألة العمر من الأمور النسبية إلا أنها تلعب دورا كبيراً في استمرار الزيجات أو عدم استمرارها. فالشاب الذي يتزوج فتاة أصغر منه، غالباً ما يأخذها لهدف غريزي فحسب، فترى الشاب عمره (25) سنة يتزوج من فتاة عمرها (15) سنة، وعندما نسأل لماذا؟ نرى أن الذي طرحناه واضح وبديهي لأن الفارق العقلي بينهما كبير جدا، وعامل التفاهم منعدم (أو متفاوت وضئيل). إن قيل: إن الحب يدخل في تلك العلاقات! 

نقول: إنه الوهم، وليس الحب، لأن الشاب عندما انجذب لجمال الفتاة وأنوثتها - وغالباً ما يحدث هذا الأمر وخاصة في عصرنا هذا - توهم أنه أحبها، ولكن! إن ابتعد عنها لفترة وجيزة فإنه ينساها بسرعة فائقة، خاصة إذا شاهد فتاة أخرى أجمل منها فيترك الأولى ويتعلق بالثانية. من هنا يظهر جلياً أن الدافع الأساس لهذا الأمر هو الغريزة وتوهم الحب (ليس الحب بذاته) وغالباً ما نجد أصحاب هذه الزيجات من غير المثقفين والمتعلمين (أمر نسبي) وفي فئة العشرين وما دون، إذ يعتبرون أن الفتاة الصغيرة تستمر في العطاء الغريزي لمدة طويلة، لكن المثقف والمتعلم والمتخطي العشرين (أيضاً الأمر نسبي) يعلم ماهية الحب ومن يحب، فلا يختار المراهقات (لأنهن لا يعرفن من الحب سوى اسمه) وهدفه في الزواج أرقى من الغريزة. لكن إذا نظرنا إلى الزوجين المتقاربين في الأعمار نرى حياتهما تسودها المودة والوئام والتفاهم والحب. لأنه من ناحية العقل، فالعقول متقاربة، ومن جهة التفاهم، فالآراء متناسبة. ومن ناحية الحب، فالقلوب متآلفة متناغمة، ومن جهة الغريزة، ففورة الشباب واحدة (ومع كبرهما يبقى التزايد واحد). وأما الذي يتزوج من هي أكبر سناً منه، يكون قد حفر قبره بيده، لأن الشاب في العشرين الذي يتزوج من فتاة في الثلاثين، فإنه بعد عشر سنوات، تبدأ المرأة الدخول في سن اليأس بينما هو ما زال في فورة الشباب، عندها يبدأ البحث عن علاقات خارجية سواء في الدائم أم المنقطع، مما قد يسبب أزمة مع زوجته قد تصل إلى الطلاق.

أما من ناحية الحب فأحياناً هذه الزيجات تتضمنه من كلا الطرفين، لكن هذا الحب سرعان ما يزول أمام الرغبات الغريزية الفطرية، وقد يستمر ولكن! أي رجل يبقى بدون نكاح فترة طويلة من الزمن؟ وأي امرأة ترضى لزوجها مضاجعة امرأة أخرى؟ ومن يقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج من السيدة خديجة (عليها السلام) وكانت أكبر منه سنا؟ نجيبه: من يستطع أن يكون كالنبي فليفعل، والنبي تزوج من تسعة نساء، بينما لا يسمح لنا بذلك، وهذا قياس مع الفارق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.