المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



زيارات يُزارُ بها أمير المؤمنين (ع)، وزيارة جامعة يُزار بها الأئمة (ع).  
  
2803   07:41 صباحاً   التاريخ: 2023-09-04
المؤلف : الشيخ محمد بن جعفر المشهديّ.
الكتاب أو المصدر : المزار الكبير.
الجزء والصفحة : ص 244 ـ 322.
القسم : الاخلاق و الادعية / صلوات و زيارات /

تقف على الباب وتقول: ائذن لي عليك يا أمير المؤمنين أفضل ما أذنت لمن أتاك عارفا بحقك، فإن لم أكن لذلك أهلا فأنت له أهل، صلى الله عليك وعلى الأئمة من ولدك. ثم تقف على المشهد وتقول: السلام على رسول الله البشير النذير، السراج المنير، الرؤوف الرحيم، محمد بن عبد الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا سيد الوصيّين، السلام عليك يا إمام المتقين، السلام عليك يا يعسوب المؤمنين، السلام عليك يا قائد الغر المحجّلين. السلام عليك أيّها الامام البر التقي النقي الرضي المرضي الوفي، الصدّيق الأكبر، الطهر الطاهر ورحمة الله وبركاته، اشهد أنّك حجة الله على عباده بعد نبيه صلى ‌الله ‌عليه وآله، وعيبة علمه، وميزان قسطه، ومصباح نوره، الذي يقطع به الراكب من عرض الظلمة إلى ضياء النور. وأشهد أنّك الفارق بين الحلال والحرام، والأمين على باطن السر، ومستودع العلم، وخازن الوحي، والعالم بكل سفر، والمبتدي بشرائع الحق، ومنهاج الصدق، والموضّح سبل النجاة، والذائد عن سبل الهلكات. واشهد أنّك خير الدهر وناموسه، وحجة المعبود وترجمانه، والشاهد له، والدال عليه، والحبل المتين، والنبأ العظيم، وصراط الله المستقيم. واشهد أنّك والأئمة من ولدك سفينة النجاة، ودعائم الأوتاد، وأركان البلاد، وساسة العباد، وحجة الله على جميع البلاد، والسبيل إليه، والمسلك إلى جنّته، والمفزع إلى طاعته، والوجه والباب الذي منه يؤتى، والمفزع والركن، والكهف والحصن والملجأ. واشهد أنّ المتمسّك بولايتكم من الفائزين بالكرامة في الدنيا والآخرة، ومن عدل عنكم لن يقبل الله له عملا، ولم يقم له يوم القيامة وزنا، وهو من أصحاب الجحيم، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم تنكب على القبر وتقول: إليك يا أمير المؤمنين وفودي، وبك أتوسّل إلى ربّك وربّي، واشهد أنّ المتوسّل بك غير خائب، وأنّ الطالب بك غير مردود إلا بنجاح طلبته، فكن شفيعا إلى ربك وربي في فكاك رقبتي من النار، وغفران ذنوبي، وكشف شدتي، وإعطاء سؤلي في دنياي وآخرتي، إنّك على كل شئ قدير. ثم تصلّي عند الرأس أربع ركعات زيارة ندباً وتقول بعد صلاتك: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله. السلام عليك يا حبيب الله وخيرته، السلام عليك يا ولي الله وأمينه، السلام عليك يا سفير الله بينه وبين خلقه، السلام عليك يا خليفة الله في أرضه، السلام عليك يا حجة الله وسيفه، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا فاطمة الزهراء والطهر البتول سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا أبا محمد الحسن الزكي ركن الدين، السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين بن علي النور المبين. السلام عليك يا أبا محمد علي بن الحسين زين العابدين (1) السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي باقر كتاب رب العالمين، السلام عليك يا أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق سيد الصادقين، السلام عليك يا أبا إبراهيم حبيس الظالمين. السلام عليك يا أبا الحسن علي بن موسى الرضا في المرضيّين، السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي الرضا في المؤمنين، السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد بن علي هادي المسترشدين، السلام عليك يا أبا محمد الحسن الميمون خزانة الوصيّين، السلام عليك يا أبا القاسم محمد بن الحسن الهادي المهدي حجة الله على العالمين، السلام عليكم يا ساداتي ورحمة الله وبركاته. السلام عليكم يا خزّان علم الله، السلام عليكم يا تراجمة وحي الله، السلام عليكم يا صادقين عن الله، السلام عليكم يا عترة رسول الله، السلام عليكم يا ناصري دين الله. السلام عليكم يا حاكمين بحكم الله، السلام عليكم يا سادة الورى والآية الكبرى، والحجة العظمى والدعوة الحسنى، والمثل الأعلى وشجرة المنتهى، وباب الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى، السلام عليكم يا من اتخذهم الله رحمة لخلقه وأنصاراً لدينه، وقوّاماً بأمره وخزّاناً لعلمه، وحفّاظاً لسرّه وتراجمة لوحيه، ومعادن كلماته، وأورثكم كتابه، وخصّكم بكرائم التنزيل، وضرب لكم مثلا من نوره، وأجرى فيكم من روحه، السلام عليكم أيّها الأئمة الهداة، وسادة الولاة، والقادة الحماة، والذادة السعاة، السلام عليكم يا أولي الذكر وخزّان العلم، ومنتهى الحلم وقادة الأمم، السلام عليكم يا بقية الله وخيرته، السلام عليكم يا سفراء الله بينه وبين خلقه، السلام عليكم يا خلفاء الله في أرضه، اشهد أنّكم الأئمة الراشدون المهديّون، الناطقون الصادقون، المقرّبون المطهّرون المعصومون، عصمكم الله من الذنوب، وبرّأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب، وآمنكم من الفتن، واسترعاكم الأنام، وفوّض إليكم الأمور، وجعل إليكم التدبير، وعرّفكم الأسباب والأنساب، وأورثكم الكتاب، وأعطاكم المقاليد، وسخّر لكم ما خلق، فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجدتم كرمه، وأدمتم ذكره، وتلوتم كتابه، وحلّلتم حلاله، وحرّمتم حرامه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وميراث النبوة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وبرهانه معكم، ونوره منكم، وأمره إليكم، من والاكم يا ساداتي فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، أنتم أمناء الله، وأنتم آلاء الله، وأنتم دلائل الله، وأنتم خلفاء الله، وأنتم حجج الله على خلقه، فبكم يعرف الله الخلائق، وبكم يتحفهم، أنتم يا ساداتي السبيل الأعظم، والصراط المستقيم، والنبأ العظيم، والحبل المتين، والسبب الممدود من السماء إلى الأرض، أنتم شهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، أنتم الرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والباب الممتحن به الناس، من أتاكم نجا، ومن تخلف عنكم هوى. اشهد أنّكم يا ساداتي إلى الله تدعون، وإليه ترشدون، وبقوله تحكمون، لم تزالوا بعينه، وعنده في ملكوته تأمرون، وله تخلصون، وبعرشه محدقون، وله تسبّحون وتقدّسون، وتمجّدون وتهلّلون، وتعظّمون، وبه حافّون، حتى منَّ علينا فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فتولّى جلّ ذكره تطهيرها، وأمر خلقه بتعظيمها، فرفعها على كل بيت طهره في الأرض، وعلّاها على كلّ بيت قدّسه في السماء، لا يوازيها خطر، ولا يسمو إليها الفكر، يتمنى كل أحد أنّه منكم، ولا تتمنون أنتم أنكم من غيركم. إليكم انتهت المكارم والشرف، وفيكم استقرت الأنوار والمجد والسؤدد، فليس فوقكم أحد إلا الله، ولا أقرب إليه منكم، ولا أكرم عليه منكم، ولا أحظى لديه. أنتم سكّان البلاد، ونور العباد، وعليكم الاعتماد في يوم المعاد، كلّما غاب منكم حجة أو أفل منكم نجم أطلع الله خلفه منكم، خلفا نيّرا، ونورا بيّنا، خلفا عن سلف، لا تنقطع عنكم مواده، ولا يسلب منكم أمره، سبب موصول من الله، وجعل ما خصنا به من معرفتكم تطهيرا لذنوبنا، وتزكية لأنفسنا، إذ كنّا عنده معترفين بحقّكم، فبلغ الله بكم يا ساداتي نهاية الشرف، وزادكم ما أنتم أهله ومستحقوه منه. واشهد يا مواليّ وطوبى لي إن كنتم موالي أنّي عبدكم، وطوبى لي إن قبلتموني عبدا، وأنّي مقرّ بكم، معتصم بحبلكم، متوقع لدولتكم، منتظر لرجعتكم، عامل بأمركم، آخذ بقولكم، لائذ بحرمكم، متقرب إلى الله بكم. يا ساداتي بكم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبكم ينزل الغيث، ويكشف الكرب، ويغني المعدم، ويشفي السقيم، لبيكم وسعديكم يا من اصطفاهم الله فقال تعالى ذكره: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}(2) فأنتم السفرة الكرام البررة، أنتم العباد المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. أنتم الصفوة التي اصطفاها الله وصفاها ووصفها في كتابه فقال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (3) فأنتم الذرية المختارة، والأنفس المجردة، والأرواح المطهرة، يا محمد يا علي، يا فاطمة الزهراء، يا حسن يا حسين سيدي شباب أهل الجنة، يا موالي الطاهرين، يا ذوي النهى والتقى، يا أنوار الله في أرضه التي لا تطفى، يا عيون الله في خلقه، أنا منتظر لأمركم، مترقب لدولتكم، معكم لا مع غيركم، إليكم لا إلى عدوكم، آمنت بكم وبما أنزل إليكم، وأبرء إلى الله من عدوكم. واشهد يا موالي أنكم تسمعون كلامي، وترون مقامي، وتعرفون مكاني، وتردون سلامي، وأنكم حجج الله البالغة، ونعمه السابغة، فاذكروني عند ربكم، وأوردني حوضكم، واسقوني بكأسكم، واحشروني في جملتكم، واحرسوني من مكاره الدنيا والآخرة، فان لكم عند الله مقاما محمودا، وجاها عريضا، وشفاعة مقبولة. فانّي قصدت إليكم، ورجوت بسلامي عليكم ووقوفي بعرصتكم واستشفاعي بكم إلى الله أن يعفو عني، ويغفر ذنبي، ويعز ذلي، ويرفع صرعتي، ويقوي ضعفي، ويسد فقري، ويبلغني أملي، ويعطيني منيتي، ويقضي حاجتي، فيما ذكرته من حوائجي وما لم أذكره، ما علم أن فيه الخيرة لي، حتى يوصلني بذلك إلى رضاه والجنّة. اللهمّ شفعهم في، وشفعني بهم، وبلغني ما سألت وتوسلت بهم، ولا تخيبني مما رجوته فيهم، يا أرحم الراحمين. فإذا أردت الوداع فقل: لا جعله الله يا مولاي اخر العهد من زيارتك، ورزقني العود إليك والمقام في حرمك، والكون معك ومع الأبرار من ولدك. ثم اخرج القهقرى وقل: السلام عليك يا سيد الوصيين، والسلام على الملائكة المقربين. وقل في مسيرك إلى أن تبعد عن القبر: انّا لله وانّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل (4).

 

زيارة أخرى له (عليه ‌السلام):

إذا اتيت الكوفة فاغتسل ثم امش إلى مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام وأنت على غسلك وطهرك، وهو يجزيك، وان أحدثت ما ينقض الوضوء فأعد وضوءك وغسلك، فإن لم يكن ذلك لعلة فالوضوء يجزي، ثم البس من ثيابك ما طهر واسع إليه ماشيا من حيث أمكن السعي، فإذا عاينت قبره فقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. وامشِ وعليك السكينة والوقار والخشوع، وأكثر من الصلاة على محمد رسول الله صلى‌ الله‌ عليه وآله وأهل بيته، وقل: الحمد لله الذي أكرمني في عباده، وسيرني في بلاده، وحملني على دوابه. فإذا دخلت الحصن من الباب الأول: الحمد لله الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهمّ كما أحللتني حرم أخي رسولك ووصيه، وسهلت زيارته، فحرم جسدي على النار. وأكثر من الاستغفار حتى تصل إلى الحصن المحيط بالقبة وأبوابها، ودر إلى الوجه الذي تواجه فيه الامام صلوات الله عليه، وأنت منكس الرأس مطرق البصر، حتى تقف بالباب الذي هو محاذي الرأس، واسجد إذا لاحظته اعظاما لله تعالى وحده ولوليه، ثم ارفع رأسك والتفت يسرة القبلة إلى النبي صلى‌الله‌عليه وآله وقل: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. واقبل إلى الامام بوجهك وقل: السلام عليك يا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، السلام عليك يا ولي الله وحجته، السلام عليك يا خليفة الرسول على أمته، السلام عليك يا صهر النبي وزوج ابنته. السلام عليك يا صاحب الزهد في إمامته، السلام عليك يا واضح السبيل في دلالته، السلام عليك يا خليفة الطهر في نبوته، السلام عليك يا ناصر الحق في شريعته، السلام عليك يا أوحد الخلق في شجاعته. السلام عليك أيها المقبول في شفاعته، السلام عليك أيها العادل في خلافته، السلام عليك أيها الأمين في امارته، السلام عليك أيها الطيب في ولادته، السلام عليك يا صاحب الحوض وسقايته، السلام عليك يا حامل اللواء العظيم منزلته، السلام عليك يا خائف الله في سريرته. السلام عليك يا وارث نوح نبي الله وخيرته، السلام عليك يا وارث إبراهيم الخليل في نبوته، السلام عليك يا وارث موسى الكليم لله في رسالته، السلام عليك يا وارث عيسى الروح في بلاغته، السلام عليك يا وارث النبي في أمانته. السلام عليك يا أبا السبطين وقاضي الدين ومنبع العين، السلام عليك يا أخا الرسول وزوج البتول وراد الغلول، السلام عليك يا قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، السلام عليك يا وارث العلم وصاحب الحلم، السلام عليك يا أبا الأيتام وكاسر الأصنام وكليم الأقوام، السلام عليك يا كاشف المحل وخاصف النعل وسيد الأهل. السلام عليك يا حامل الراية وبالغ الغاية وصاحب الآية، السلام عليك يا علم الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى، السلام عليك يا قاسم النار وحافظ الجار ومدرك الثار، السلام عليك يا داحض الإفك ومبطل الشرك ومزيل الشك، السلام عليك يا وارث الأنبياء وخاتم الأوصياء وقاتل الأشقياء. السلام عليك يا هاجر اللذات وتارك الشهوات وكاشف الغمرات السلام عليك يا فاضح الاقران وقاتل الشجعان ومبطل كيد الشيطان، السلام عليك يا فاك الأسير ومغني الفقير ونعم النصير. السلام عليك يا هازم الأحزاب ومذل الرقاب ومجلي الخطاب، السلام عليك يا طور مناف وسيد الاشراف وصاحب الحوض الصاف، السلام على العادل في الرعية، الحاكم بالقضية، القاسم بالسوية. اشهد عند الله وكفي به شهيدا وسائلا عن الشهادة، أنّك أقمت الصلاة واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت الملحدين، وعبدت الله حق عبادته، وصبرت على ما أصابك، طالبا لمرضاته حتى اتاك اليقين. لعن الله من قتلك، ولعن الله من ظلمك، ولعن من اعتدى عليك وعلى والدك وذريتك صلوات الله عليك وعلى الملائكة الحافين بك ورحمة الله وبركاته. انا عبدك يا مولاي وابن عبدك، اتيتك زائرا معترفا بحقك، وليا لمن واليت، عدوا لمن عاديت، سلما لمن سالمت، حربا لمن حاربت، متقربا بمحبتك وولايتك إلى الله تعالى، والسلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح ورحمة الله وبركاته.

ثم تنكب على القبر وتقبله وتلوذ به وتسأل الله تعالى ما أحببت يجبك بفضله وكرمه، وتصلي عند الرأس ست ركعات، ركعتين لآدم، وركعتين لنوح، وركعتين لأمير المؤمنين، وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين تجب إن شاء الله. فإذا أردت الانصراف فودعه عليه ‌السلام، تقف عليه كوقوفك الأول وتقول: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، استودعك الله واقرأ عليك السلام، امنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارته، وارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واحشرني في زمرته، واقلبني مفلحا منجحا بأفضل ما ينقلب به أحدا من زواره يا ارحم الراحمين (5).

 

زيارة أخرى له (عليه ‌السلام):

تقصد باب السلام وتكبّر الله أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمده ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبّحه ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وتهلله أربعا وثلاثين تهليلة، ثم تدخل إلى الضريح وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله. السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا مولاي ورحمة الله وبركاته. السلام على اسم الله الرضي، السلام على وجه الله المضيء، السلام على حبيب الله العلي، السلام على صراط الله السوي، السلام على الامام الزكي المهذب الصفي، السلام على الامام أبي الحسن علي، السلام على سيد الأصفياء، السلام على خالص الأخلاء، السلام على المولود في الكعبة والمزوج في السماء. السلام على المخصوص بالطاهرة سيدة النساء، السلام على أسد الله في الوغاء، السلام على من شرفت به مكة ومنى، السلام على صاحب الحوض وحامل اللواء، السلام على قالع باب خيبر والداحي بها في الهواء، السلام على مكلم الفتية في كهفهم بلسان الأنبياء. السلام على خاتم الحصى، السلام على منيغ القليب في الفلا، السلام على قالع الصخرة وقد امتنعت عن الرجال الأشداء، السلام على مخاطب الثعبان على منبر الكوفة بلسان الفصحاء، السلام على مكلّم الذئب في الفلا. السلام على مكلّم الجمجمة بالنهروان وقد نخرت العظام بالبلى، السلام على الامام الزكي حليف المحراب، السلام على صاحب المعجز الباهر والناطق بالصواب، السلام على من عنده علم الكتاب. السلام على من ردت له الشمس بعد أن توارى بالحجاب، السلام على صاحب المعجزة في جميع الأسباب، السلام على قاطع الليل بالتهجد والاكتساب، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام على سيّد السادات، السلام على من عجبت من حملاته ملائكة السماوات، السلام على من ناجي الرسول فقدم بين يدي نجواه صدقات، السلام على صاحب الغزوات، السلام على مخاطب ذئب الفلوات، السلام على نور الله في الظلمات، السلام على صاحب الآيات، السلام على من ضجيعيه آدم ونوح خير البريات، السلام على من ابتهل إلى الله به آدم فاستجاب له فتلقى من ربه كلمات، السلام على من ردت له الشمس فقضى ما فاته من الصلاة والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا امام المتقين، السلام عليك يا وارث علم النبيين، السلام عليك يا يعسوب الدين، السلام عليك يا عصمة المؤمنين، السلام عليك يا قدوة الصديقين. السلام عليك يا قسيم الجنة والنار، السلام عليك يا والد الأئمة الأبرار، السلام عليك يا نعمة الله على المخلصين الأخيار، السلام عليك يا نقمة الله على الفجار، السلام عليك يا منبع العين في السباسب والقفار. السلام عليك يا مخصوصا بسيف الله ذي الفقار، السلام عليك يا ساقي أوليائه من حوض النبي المختار، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. السلام عليك أيها النبأ العظيم، السلام عليك يا من انزل الله فيه: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}(6)، السلام عليك يا صراط المستقيم، السلام على المنعوت في التوراة والإنجيل والقران الحكيم، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول: يا امين الله، يا حجة الله، يا صراط الله المستقيم، زارك عبدك ووليك ومولاك، اللائذ بقبرك، المنيخ رحله بفنائك، المتقرب إلى الله سبحانه بولايتك، يستشفع إليه بك زيارة من هجر فيك صحبته، واتعب فيك قلبه، وجعلك بعد الله حسبه، اشهد أنك الطور والكتاب المسطور، في الرق المنشور، والبحر المسجور. يا مولاي ان كل مزور عليه حق لمن زاره وقصده، وانا وليك، وقد حططت رحلي بفنائك، والجأت إلى حرمك، ولذت بضريحك، لعلمي بعظيم منزلتك وشرف حضرتك (7)، وقد أثقلت الذنوب ظهري، ومنعتني من الرقاد، وذكرها يقلقل أحشائي، ويمنعني لذيذ الرقاد، ولا أجد حرزا ولا معقلا، ولا كهفا ولا لجا ألجأ إليه سوى توسلي بك إلى خالقي واستشفاعي لديك، فها انا ذا نازل بفنائك، ولك عند الله المنزلة الرفيعة والوسيلة الشريفة. ثم تلثم الضريح وتتوجه إلى القبلة وتقول: اللهمّ إنّي أتقرب إليك يا اسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أجود الأجودين، بمحمد خاتم النبيين رسولك إلى العالمين، وباخيه وابن عمه الأنزع البطين، العلم المكين، علي أمير المؤمنين، وبالحسن الزكي عصمة المتقين، وبابي عبد الله أكرم المستشهدين، وبعلي بن الحسين زين العابدين، وبمحمد بن علي الباقر لعلم النبيين، وجعفر بن محمد زكي الصديقين، وبموسى بن جعفر حبيس الظالمين، وبعلي بن موسى الرضا الأمين، وبمحمد بن علي أزهد الزاهدين، وبعلي بن محمد قدوة المهتدين، وبالحسن بن علي وارث المستخلفين، وبالحجة على العالمين مولانا صاحب الزمان مظهر البراهين، ان تكشف ما بي من الغموم، وتكفيني شر القدر المحتوم، وتجيرني من النار ذات السموم برحمتك يا ارحم الراحمين. ثم تصلي صلاة الزيارة ست ركعات، كل ركعتين بتسليمة، وتسجد بعدها. تقول في سجودك ما كان يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام، وهو: أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه، واطلب إليك طلب من يعلم إنك تعطي، ولا ينقص ما عندك، وأستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب الا أنت، وأتوكل عليك توكل من يعلم أنك على كل شئ قدير. ثم تقول: العفو العفو ـ مائة مرة.

باب الوداع: تقف عليه كوقوفك عليه حين وردت وتقول: استودعك الله واسترعيك واقرأ عليك السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، امنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارة قبر وليك الهادي بعد نبيك، النذير المنذر، وارزقني العود إليه ابدا ما أبقيتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه وفي زمرته وتحت لوائه، ولا تفرق بيني وبينه طرفة عين، ولا أقل من ذلك ولا أكثر، برحمتك يا ارحم الراحمين (8).

 

زيارة أخرى له (عليه ‌السلام):

تغتسل أولا للزيارة مندوبا وتقصد إلى مشهده عليه‌ السلام وتقف على ضريحه الطاهر وتستقبله بوجهك، وتجعل القبلة بين يديك وتقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا خليفة رسول رب العالمين. اشهد أنّك قد بلغت عن رسول الله ما حملك، وحفظت ما استودعك، وحلّلت حلال الله وحرّمت حرام الله، وتلوت كتاب الله وصبرت على الأذى في جنب الله محتسباً حتى اتاك اليقين، لعن الله من خالفك، ولعن من قتلك، ولعن من بلغه ذلك فرضي به، انا إلى الله منهم براء. ثم تنكب على القبر وتقبله وتضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر، ثم تتحول إلى عند الرأس، تقف عليه وتقول: السلام عليك يا وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء، اشهد لك يا ولي الله بالبلاغ والأداء. اتيتك زائرا عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، متقربا إلى الله تعالى بزيارتك في خلاص نفسي وفكاك رقبتي من النار وقضاء حوائجي للدنيا والآخرة، فاشفع لي عند ربك صلوات الله عليك. ثم يقبل القبر ويضع خده الأيمن ويرفع رأسه، ويصلي ست ركعات حسب ما قدمناه. فإذا أراد وداعه عليه ‌السلام فليقف على قبره كما وقف أولا، ثم تقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، استودعك الله واسترعيك واقرأ عليك السلام، امنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. اللهمّ لا تجعله اخر العهد لزيارة وليك، وارزقني العود إليه ابدا ما أبقيتني، فإذا توفيتني فاحشرني معه ومع ذريته الأئمة الراشدين عليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته. وتدعو بعد ذلك بما شاء، إن شاء الله (9).

 

زيارة أخرى لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( صلوات الله عليه) مختصة بيوم الغدير:

أخبرني بهذه الزيارة الشريف الاجل العالم أبي جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي، رفع الحديث عن الفقيه العسكري صلوات الله عليه في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني الفقيه الاجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي رضي‌الله‌عنه، عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه صلوات الله عليهما، وذكر انه عليه‌السلام زار بها في يوم الغدير في السنة التي اشخصه المعتصم. تقف عليه صلوات الله عليه وتقول: السلام على محمد رسول الله، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وصفوة رب العالمين، امين الله على وحيه، وعزائم امره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته، السلام على أنبياء الله ورسله، وملائكته المقربين، وعباده الصالحين. السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وولي رب العالمين، ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أمير المؤمنين (10)، يا امين الله في ارضه، وسفيره في خلقه، وحجته البالغة على عباده. السلام عليك يا دين الله القويم، وصراطه المستقيم، السلام عليك أيها النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، وعنه يسألون، السلام عليك يا أمير المؤمنين. امنت بالله وهم مشركون، وصدقت بالحق وهم مكذبون، وجاهدت وهم محجمون (11)، وعبدت الله مخلصا له الدين، صابرا محتسبا حتى اتاك اليقين، الا لعنة الله على الظالمين، السلام عليك يا سيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ورحمة الله وبركاته.

اشهد أنّك أخو الرسول ووصيّه، ووارث علمه، وأمينه على شرعه، وخليفته في أمّته، وأول من آمن بالله، وصدّق بما أنزل على نبيّه، واشهد انّه قد بلّغ عن الله ما أنزله فيك، وصدع بأمره، وأوجب على أمّته فرض ولايتك، وعقد عليهم البيعة لك، وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله الله كذلك. ثم اشهد الله تعالى عليهم فقال: ألست قد بلّغت؟ فقالوا: اللهمّ بلى، فقال: اللهمّ اشهد وكفى بك شهيدا، وحاكما بين العباد، فلعن الله جاحد ولايتك بعد الاقرار، وناكث عهدك بعد الميثاق، واشهد أنك أوفيت بعهد الله تعالى وان الله تعالى موف بعهده لك، {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 10] (12) واشهد أنّك أمير المؤمنين الحق، الذي نطق بولايتك التنزيل، واخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول، واشهد أنّك وعمّك واخاك، الذين تاجرتم الله بنفوسكم، فأنزل الله فيكم: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (13) اشهد يا أمير المؤمنين انّ الشاك فيك ما امن بالرسول الأمين، وان العادل بك غيرك عادل عن الدين القويم، الذي ارتضاه لنا رب العالمين، فأكمله بولايتك يوم الغدير. واشهد أنّك المعنيّ بقول العزيز الرحيم: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (14)، ضل والله وأضل من اتبع سواك، وعند عن الحق (15) من عاداك. اللهمّ سمعنا لأمرك، وأطعنا واتبعنا صراطك المستقيم، فاهدنا ربنا، ولا تزغ قلوبنا بعد الهدى عن طاعتك، واجعلنا من الشاكرين لأنعمك. واشهد أنّك لم تزل للهوى مخالفا، وللتقى محالفا (16)، وعلى كظم الغيظ قادرا، وعن الناس عافيا، وإذا عصي الله ساخطا، وإذا أطيع الله راضيا، وبما عهد الله إليك عاملا (17) راعيا ما استحفظت، حافظا ما استودعت، مبلغا ما حملت، منتظرا ما وعدت. واشهد أنك ما اتقيت ضارعا (18)، ولا أمسكت عن حقك جازعا، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلا (19)، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضى الله مداهنا، ولا وهنت لما أصابك في سبيل الله، ولا ضعفت ولا استكنت عن طلب حقك مراقبا. معاذ الله أن تكون كذلك، بل إذ ظلمت فاحتسبت ربك، وفوضت إليه امرك، وذكرت فما ذكروا، ووعظت فما اتعظوا، وخوفتهم الله فما يخافوا. واشهد أنك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حق جهاده، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره، والزم أعداءك الحجة، بقتلهم إياك، لتكون لك الحجة عليهم، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه. السلام عليك يا أمير المؤمنين عبدت الله مخلصا، وجاهدت في الله صابرا، وجدت بنفسك صابرا محتسبا، وعملت بكتابه، واتبعت سنة نبيه، وأقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر ما استطعت، مبتغيا مرضاة ما عند الله، راغبا فيما وعد الله لا تحفل (20) بالنوائب، ولا تهن عند الشدائد، ولا تحجم عن محارب، افك (21) من نسب غير ذلك وافترى باطلا عليك، وأولى لمن (22) عند عنك. لقد جاهدت في الله حق الجهاد، وصبرت على الأذى صبر احتساب، وأنت أول من امن بالله، وصلى له، وجاهد، وابدى صفحته في دار الشرك، والأرض مشحونة ضلالة، والشيطان يعبد جهرة. وأنت القائل: لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة، ولو أسلمني الناس جميعا لم أكن متضرعا، اعتصمت بالله فعززت، واثرت الآخرة على الأولى فزهدت، وأيدك الله وهداك، وأخلصك واجتباك؛ فما تناقضت أفعالك، ولا اختلفت أقوالك، ولا تقلبت أحوالك، ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذبا، ولا شرهت (23) إلى الحطام (24)، ولا دنسك الآثام، ولم تزل على بينة من ربك ويقين من امرك، تهدي إلى الحق والى صراط مستقيم. اشهد شهادة حق، وأقسم بالله قسم صدق ان محمدا واله صلوات الله عليهم سادات الخلق، وأنك مولاي ومولى المؤمنين وأنك عبد الله ووليه وأخو الرسول، ووصيه ووارثه، وانه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما امن بي من كفر بك، ولا أقر بالله من جحدك. وقد ضل من صد عنك، ولم يهتد إلى الله تعالى ولا إلى من لا يهدى بك، وهو قول ربي عزوجل: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (25) إلى ولايتك. مولاي فضلك لا يخفى، ونورك لا يطفى، وان من جحدك الظلوم الأشقى، مولاي أنت الحجة على العباد، والهادي إلى الرشاد، والعدة للمعاد. مولاي لقد رفع الله في الأولى منزلتك، واعلى في الآخرة درجتك، وبصرك ما عمي على من خالفك (26)، وحال بينك وبين مواهب الله لك. فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائد الحق (27) عنك، واشهد انهم الأخسرون، الذين تلفح (28) وجوههم النار، وهم فيها كالحون (29) واشهد أنّك ما أقدمت، ولا أحجمت، ولا نطقت، ولا أمسكت الا بأمر من الله ورسوله، قلت: والذي نفسي بيده نظر إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله، اضرب قدامه بسيفي فقال: يا علي أنت عندي بمنزلة هارون من موسى الا انّه لا نبي بعدي، وأعلمك ان موتك وحياتك معي وعلى سنتي، فوالله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضل بي، ولا نسيت ما عهد إليّ ربّي، وانّي لعلى بيّنة من ربّي، بيّنها لنبيّه، وبيّنها النبيّ لي، وانّي لعلى الطريق الواضح، ألفظه لفظا (30)، صدقت والله وقلت الحق. فلعن الله من ساواك بمن ناواك، والله جل ذكره يقول: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (31)، ولعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك. وأنت ولي الله وأخو رسوله، والذاب عن دينه، والذي نطق القران بتفضيله، قال الله تعالى: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(32) وقال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ *  يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (33) اشهد أنّك المخصوص بمدحة الله، المخلص لطاعة الله، لم تبغ بالهدى بدلا ولم تشرك بعبادة ربك أحدا، وان الله تعالى استجاب لنبيه صلى‌الله‌عليه وآله فيك دعوته. ثم امره بإظهار ما أولاك لامته، اعلاء لشأنك، واعلانا لبرهانك، ودحضا للأباطيل، وقطعا للمعاذير، فلما أشفق من فتنة الفاسقين، واتقى فيك المنافقين، أوحى الله رب العالمين: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (34) فوضع على نفسه أوزار المسير (35)، ونهض في رمضاء الهجير (36)، فخطب فأسمع، ونادى فأبلغ، ثم سألهم أجمع، فقال: هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى، فقال: اللهم اشهد، ثم قال: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلى، فاخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فما امن بما انزل الله فيك على نبيه الا قليل، ولا زاد أكثرهم الا تخسيرا، ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (37)، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } (38)، {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53]، {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8] اللهمّ انّا نعلم أنّ هذا هو الحق من عندك، فالعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]، السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأول العابدين، وازهد الزاهدين، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته. أنت مطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا لوجه الله لا نريد منهم جزاء ولا شكورا، وفيك انزل الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (39) وأنت الكاظم للغيظ، والعافي عن الناس، والله يحب المحسنين، وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس، وأنت القاسم بالسوية، والعادل في الرعية، والعالم بحدود الله من جميع البرية. والله تعالى أخبر عما أولاك من فضله بقوله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}(40) وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} (41) وقال الله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} (42) فقتلت عمروهم وهزمت جمعهم {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} (43) ويوم أحد: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (44)، وأنت تذود بهم المشركين (45) عن النبي ذات اليمين وذات الشمال، حتى صرفهما عنكم الخائفين، ونصر بك الخاذلين، ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} (46) والمؤمنون أنت ومن يليك، وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفلت دونهم المعونة فعادوا آيسين من المثوبة، راجين وعد الله تعالى بالتوبة، وذلك قوله جل ذكره: {ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (47)، وأنت حائز درجة الصبر، فائز بعظيم الاجر. ويوم خيبر إذ ظهر الله خور (48) المنافقين، وقطع دابر (49) الكافرين، والحمد لله رب العالمين: {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} (50) مولاي أنت الحجة البالغة، والمحجة (51) الواضحة، والنعمة السابغة، والبرهان المنير، فهنيئا لك ما اتاك الله من فضل، وتباً لشانئك (52) ذي الجهل. شهدت مع النبي صلى‌ الله‌ عليه وآله جميع حروبه ومغازيه، تحمل الراية امامه، وتضرب بالسيف قدامه، ثم لحزمك المشهور، وبصيرتك بما في الأمور، امرك في المواطن، ولم يك عليك أمير، وكم من أمر صدك عن امضاء عزمك فيه التقى، واتبع غيرك في نيله الهوى، فظن الجاهلون أنك عجزت عما إليه انتهى، ضل والله الظان لذلك وما اهتدى. ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهم وامترى (53) بقولك صلى الله عليك: قد يرى الحول القلب وجه الحيلة (54)، ودونها حاجز من تقوى الله، فيدعها رأى العين، وينتهز فرصتها من لا جريحة (55) له في الدين، صدقت وخسر المبطلون، وإذ ماكرك الناكثان (56) فقالا: نريد العمرة، فقلت لهما: لعمري لما تريدان العمرة لكن الغدرة، وأخذت البيعة عليهما، وجددت الميثاق فجدا في النفاق، فلما نبهتهما على فعلهما أغفلا (57) وعادا، وما انتفعا، وكان عاقبة أمرهما خسرا. ثم تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الاعذار، وهم لا يدينون دين الحق ولا يتدبرون القرآن، همج (58) رعاع ضالون، وبالذي انزل على محمد فيك كافرون، ولأهل الخلاف عليك ناصرون. وقد أمر الله تعالى باتباعك وندب إلى نصرك، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (59)، مولاي بك ظهر الحق، وقد نبذه (60) الخلق، وأوضحت السنن بعد الدروس (61) والطمس (62)، ولك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل، وعدوك عدو الله، جاحد لرسول الله، يدعو باطلا، ويحكم جائرا، ويتأمر غاصبا، ويدعو حزبه إلى النار. وعمار يجاهد وينادي بين الصفين: الرواح الرواح إلى الجنة، ولما استسقى، فسقي اللبن كبّر وقال: قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه وآله: اخر شرابك من الدنيا ضياح (63) من لبن وتقتلك الفئة الباغية، فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله. فعلى أبي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين، وعلى من سل سيفه عليك وسللت عليه سيفك يا أمير المؤمنين من المشركين والمنافقين إلى يوم الدين، وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه، وأغمض عينه ولم ينكره، أو أعان عليك بيد أو لسان، أو قعد عن نصرك، أو خذل عن الجهاد معك، أو غمط (64) فضلك، أو جحد حقك، أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه، وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته، وعلى الأئمة من الك الطاهرين، انّه حميد مجيد، والامر الأعجب والخطب الأفظع بعد جحدك حقك، غصب الصديقة الزهراء سيدة النساء فدكا، ورد شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة أخيك المصطفى صلوات الله عليكم، وقد أعلى الله تعالى على الأمة درجتكم، ورفع منزلتكم، وابان فضلكم، وشرفكم على العالمين، فأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا، قال الله جل وعز: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ} (65) فاستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وأنت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق، فما أعمه من ظلمك عن الحق، ثم أفرضوك سهم ذوي القربى مكرا (66) أو حاذوه (67) عن أهله جورا فلما ال الامر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبة عنهما (68) بما عند الله لك، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم ‌السلام عند الوحدة وعدم الأنصار، وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه‌السلام، إذ أجبت كما أجاب، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا، إذ قال له: {قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (69)، وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى الله عليكما، وأمرك ان تضطجع في مرقده، واقيا له بنفسك، أسرعت إلى اجابته مطيعا، ولنفسك على القتل موطنا، فشكر الله تعالى طاعتك، وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (70) ثم محنتك يوم صفين، وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا، فاعرض الشك (71) وعرف الحق واتبع الظن، اشبهت محنة هارون إذ امره موسى على قومه (72) فتفرقوا عنه، وهارون يناديهم: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (73) وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت: يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك، واستدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم، وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم، فلمّا أسفر (74) الحق وسفه (75) المنكر، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد (76) واختلفوا من بعده، وألزموك على سفه (77) التحكيم الذي أبيته، وأحبوه وحظرته، وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه (78) وأنت على نهج بصيرة وهدي، وهم على سنن ضلالة وعمى، فما زالوا على النفاق مصرين، وفي الغي مترددين، حتى أذاقهم الله وبال أمرهم، فأمات بسيفك من عاندك، فشفي وهوى، وأحيا بحجتك من سعد فهدى، صلوات الله عليك غادية ورائحة، وعاكفة وذاهبة، فما يحيط المادح وصفك، ولا يحبط الطاعن فضلك. أنت أحسن الخلق عبادة، وأخلصهم زهادة، وأذبهم عن الدين، أقمت حدود الله بجهدك، وفللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد (79) لهب الحروب ببنانك (80)، وتهتك ستور الشبه ببيانك، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق، لا تأخذك في الله لومة لائم. وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين، قال الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (81) ولما رأيت قد قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين، وصدقك رسول الله صلى‌الله‌عليه وآله وعده، فأوفيت بعهده، قلت: اما آن أن تخضب هذه من هذه، أم متى يبعث أشقاها، واثقا بأنك على بينة من ربك وبصيرة من امرك، قادما على الله، مستبشرا ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم. اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك، واصلهم حر نارك، والعن من غصب وليك حقه، وأنكر عهده، وجحده بعد اليقين، والاقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن قتلته، وأشياعهم وأنصارهم، اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه، والراضين بقتله وخاذليه، لعنا وبيلا، اللهم العن أول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم، اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن إلى يوم الدين، اللهم صل على محمد خاتم النبيين، وسيد المرسلين (82) وآله الطاهرين، واجعلنا بهم متمسكين، وبموالاتهم من الفائزين الآمنين، الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون، إنّك حميد مجيد.

 

الزيارة المختصة بيوم الغدير (83):

روى جابر الجعفي قال أبو جعفر عليه ‌السلام: مضى أبي علي بن الحسين عليها‌السلام إلى مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام فوقف ثم بكى وقال: السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده، السلام عليك يا أمير المؤمنين، اشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى‌الله‌عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره، والزم أعداءك الحجة، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه. اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة (84) بذكرك ودعائك، محبة لصفوة (85) أوليائك، محبوبة في ارضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، [شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك] (86)، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك. ثم وضع خده على قبره، وقال: اللهم ان قلوب المخبتين إليك والهة (87)، وسبل الراغبين إليك شارعة، واعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة، وأصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتحة. ودعوة من ناجاك مستجابة، وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والإغاثة لمن استغاث بك موجودة، والإعانة لمن استعان بك مبذولة، وعداتك (88) لعبادك منجزة. وزلل من استقالك (89) مقالة، واعمال العاملين لديك محفوظة، وأرزاقك إلى الخلائق (90) من لدنك نازلة، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وذنوب المستغفرين مغفورة، وحوائج خلقك عندك مقضية، وجوائز السائلين عندك موفرة، وعوائد المزيد متواترة (91)، وموائد المستطعمين معدة، ومناهل الظماء (92) مترعة (93) اللهم فاستجب دعائي، واقبل ثنائي (94) واجمع بيني وبين أوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، أنك ولي نعمائي، ومنتهى مناي، وغاية رجائي في منقلبي ومثواي. قال الباقر عليه‌ السلام: ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عليه ‌السلام الا وقع في درج (95) من نور، وطبع عليه بطابع محمد صلى‌الله‌عليه وآله حتى يسلم إلى القائم عليه ‌السلام، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله (96).

فأمّا صلاة يوم الغدير والدعاء: فإنّه ينبغي ان يغتسل أولا يوم الغدير، فإذا قرب من الزوال وبقي بينه وبين الزوال نصف ساعة صلى ركعتين، يقرأ في كل واحدة منهما عشر مرات: (قل هو الله أحد) بعد الحمد، وعشر مرات: (انا أنزلناه في ليلة القدر)، وعشر مرات آية الكرسي. فإذا سلّم عقّب بما أراد من تسبيح الزهراء عليها‌السلام وغير ذلك من الدعاء، ثم تقول: ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وأتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد. اللهم إنّي أشهدك وكفى بك شهيدا، واشهد ملائكتك وأنبياءك وحملة عرشك وسكان سماواتك وارضيك، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت المعبود فلا يعبد سواك، فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك صلى‌ الله‌ عليه وآله، واشهد ان أمير المؤمنين عبدك ومولانا. ربنا سمعنا واجبنا وصدقنا المنادي رسولك صلى‌الله‌عليه وآله إذ نادى بنداء عنك، بالذي إمرته ان يبلغ ما أنزلت إليه، من ولاية ولي امرك، وحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ما إمرته ان تسخط عليه، ولمّا بلّغ رسالاتك (97) عصمته من الناس، فنادى مبلغا عنك: الا من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت نبيّه فعلي اميره. ربّنا قد أجبنا داعيك النذير محمدا عبدك ورسولك إلى الهادي المهدي، عبدك الذي أنعمت عليه، وجعلته مثلا لبني إسرائيل، علي أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم، ربنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا، وداعي الأنام وصراطك المستقيم وحجتك البيضاء، وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه، وسبحان الله عمّا يشركون. واشهد انّه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين، الذي ذكرته في كتابك فإنك قلت وقولك الحق: {وانّه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} (98) اللهمّ فإنّا نشهد بأنّه عبدك والهادي من بعد نبيّك، النذير المنذر، وصراطك المستقيم، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجّلين، وحجّتك البالغة، ولسانك المعبر عنك في خلقك، وانه القائم بالقسط في بريتك، وديان دينك، وخازن علمك، وأمينك المأمون، المأخوذ ميثاقه وميثاق رسولك عليهما ‌السلام من جميع خلقك وبريّتك، شاهداً بالإخلاص لك والوحدانية بأنّك أنت الله لا إله إلا أنت، وأنّ محمداً عبدك ورسولك، وانّ علياً أمير المؤمنين جعلته وليّك، والاقرار بولايته تمام وحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك من بريتك، فقلت وقولك الحق: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} (99) فلك الحمد بموالاته واتمام نعمتك علينا، بالذي جددت من عهدك وميثاقك، وذكرتنا ذلك، وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق بميثاقك ومن أهل الوفاء بذلك، ولم تجعلنا من اتباع المغيرين والمبدلين، والمنحرفين (100) والمبتكين اذان الانعام، والمغيرين خلق الله، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وصدهم عن السبيل والصراط المستقيم. اللهم العن الجاحدين والناكثين، والمغيّرين، والمكذّبين بيوم الدين من الأولين والآخرين، اللهمّ فلك الحمد على انعامك علينا بالهدى الذي هديتنا به إلى ولاة امرك من بعد نبيك، الأئمة الهداة الراشدين، واعلام الهدى، ومنار القلوب والتقوى والعروة الوثقى، وكمال دينك وتمام نعمتك، ومن بهم وبموالاتهم رضيت لنا الاسلام ديناً. ربنا فلك الحمد، امنا وصدقنا بمنك علينا بالرسول النذير المنذر والينا وليهم، وعادينا عدوهم، وبرئنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين، اللهم فكما كان ذلك من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا هو كل يوم في شأن إذ أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك، المسؤول عنهم عبادك، فإنك قلت: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} (101)، وقلت وقولك الحق: {وقفوهم انهم مسؤولون} (102) ومننت علينا بشهادة الاخلاص وبولاية أوليائك الهداة بعد النذير المنذر السراج المنير، وأكملت لنا بهم الدين، وأتممت علينا النعمة، وجددت لنا عهدك، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في ابتداء خلقك إيانا، وجعلتنا من أهل الإجابة ولم تنسنا ذكرك، فإنك قلت: (وإذ اخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى) (103) شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا، وعلي أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت به علينا، وجعلته اية لنبيك عليه‌السلام، وآيتك الكبرى، والنبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، وعنه مسؤولون. اللهم فكما كان من شأنك ان أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك ان تصلي على محمد وال محمد وان تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا به، وذكرتنا فيه عهدك وميثاقك، وأكملت ديننا، وأتممت علينا نعمتك، وجعلتنا بمنك من أهل الإجابة والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك، المكذبين بيوم الدين. فأسالك يا رب تمام ما أنعمت به، وان تجعلنا من الموفين (104)، ولا تلحقنا بالمكذبين، واجعل لنا قدم صدق مع المتقين، واجعل لنا من المتقين إماما، يوم تدعو كل أناس بإمامهم، واحشرنا في زمرة أهل بيت نبيك الأئمة الصادقين، واجعلنا من البرآء من الذين هم دعاة إلى النار، ويوم القيامة هم من المقبوحين، وأحينا على ذلك ما أحييتنا، واجعل لنا مع الرسول سبيلا، واجعل لنا قدم صدق في الهجرة إليهم. واجعل محيانا خير المحيا، ومماتنا خير الممات، ومنقلبنا خير المنقلب، على موالاة أوليائك ومعاداة أعدائك، حتى تتوفانا وأنت عنا راض، قد أوجبت لنا جنتك برحمتك، والمثوى في جوارك في دار المقامة من فضلك، لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وأتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة أنك لا تخلف الميعاد. اللهم واحشرنا مع الأئمة الهداة من ال رسولك، نؤمن بسرهم وعلانيتهم، وشاهدهم وغائبهم، اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم، وبالذي فضلتهم به على العالمين جميعا ان تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالموافاة بعهدك الذي عهدته إلينا، والميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك ان تتم علينا نعمتك، ولا تجعله مستودعا واجعله مستقرا ولا تسلبناه ابدا، ولا تجعله مستعارا، وارزقنا مرافقة وليك الهادي المهدي إلى الهدى، وتحت لوائه وفي زمرته، شهداء صادقين على بصيرة من دينك، أنك على كل شئ قدير (105).

 

زيارة جامعة لسائر الأئمة (صلوات الله عليهم)، والقول في مبتدأ الأمر في الزيارة إلى آخرها وردت عن الصادقين (عليهم ‌السلام):

إذا أردت زيارة قبور الأئمة عليهم ‌السلام فليكن من قولك عند العقد على العزم والنية: اللهم صل عزمي بالتحقيق، ونيتي بالتوفيق، ورجائي بالتصديق، وتول أمري ولا تكلني إلى نفسي، وأحل عقدة الحيرة والتخلف (106) عن حضور المشاهد المقدسة. وصلّ ركعتين قبل خروجك وقل بعقبهما: اللهم إنّي استودعك ديني ونفسي وجميع حزانتي، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد، اللهم إني أعوذ بك من سوء الصحبة واخفاق الأوبة (107)، اللهم سهل لنا حزن ما نتغول (108) عليه، ويسر علينا مستغزر (109) ما نروح ونغدو له، إنّك على كل شئ قدير. فإذا سلكت طريقك فليكن همك ما سلكت له، ولتقلل من حال تغص منك ولتحسن الصحبة لمن صحبك، وأكثر من الثناء على الله تعالى ذكره والصلاة على رسوله. فإذا أردت الغسل للزيارة فقل وأنت تغتسل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، اللهم اغسل عني درن الذنوب ووسخ العيوب، وطهرني بماء التوبة، وألبسني رداء العصمة، وأيدني بلطف منك توفقني لصالح الأعمال، إنّك ذو الفضل العظيم. فإذا دنوت من باب المشهد فقل: الحمد لله الذي وفقني لقصد وليه، وزيارة حجته، وأوردني حرمه ولم يبخسني (110) حظي من زيارة قبره والنزول بعقوة (111) مغيبة وساحة تربته، الحمد لله الذي لم يسمني بحرمان ما أملته، ولا صرف عزمي عما رجوته، ولا قطع رجائي مما توقعته، بل ألبسني عافيته وأفادني نعمته واتاني كرامته. فإذا دخلت المشهد فقف على الضريح الطاهر وقل: السلام عليكم أئمة المؤمنين وسادة المتقين وكبراء الصديقين وامراء الصالحين وقادة المحسنين واعلام المهتدين وأنوار العارفين، وورثة الأنبياء وصفوة الأوصياء، وشموس الأتقياء وبدور الخلفاء، وعباد الرحمان وشركاء القران، ومنهج الايمان ومعادن الحقائق وشفعاء الخلائق، ورحمة الله وبركاته. اشهد انّكم أبواب الله ومفاتيح رحمته، ومقاليد مغفرته، وسحائب رضوانه، ومصابيح جنانه، وحملة قرآنه، وخزنة علمه، وحفظة سره، ومهبط وحيه، وأمانات النبوة، وودائع الرسالة. أنتم أمناء الله وأحباؤه، وعباده وأسخياؤه، وأنصار توحيده، وأركان تمجيده، ودعاته إلى دينه، وحرسة خلائقه، وحفظة شرائعه. لا يسبقكم ثناء الملائكة في الاخلاص والخشوع، ولا يضادكم ذو ابتهال وخضوع، انى ولكم القلوب التي تولى الله رياضتها بالخوف والرجاء، وجعلها أوعية الشكر والثناء، وامنها من عوارض الغفلة، وصفاها من شواغل الفترة، بل يتقرب أهل السماء بحبكم وبالبراءة من أعدائكم، وتواتر البكاء على مصابكم، والاستغفار لشيعتكم ومحبيكم. فانا اشهد الله خالقي واشهد ملائكته وأنبيائه وأشهدكم يا موالي باني مؤمن بولايتكم، معتقد لإمامتكم، مقر بخلافتكم، عارف بمنزلتكم، مؤمن بعصمتكم، خاضع لولايتكم، متقرب إلى الله بحبكم وبالبراءة من أعدائكم، عالم بان الله قد طهركم من الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، ومن كل ريبة ونجاسة ودنية ورجاسة، ومنحكم راية الحق الذي من تقدمها ذل، ومن تأخر عنها زل، وفرض طاعتكم على كل اسود وابيض. واشهد انّكم قد وفيتم بعهد الله وذمته، وبكل ما اشترطه عليكم في كتابه، ودعوتم إلى سبيله، وأنفدتم طاقتكم في مرضاته، وحملتم الخلائق على منهاج النبوة ومسالك الرسالة، وسرتم فيه بسيرة الأنبياء، ومذاهب الأوصياء، فلم يطع لكم أمر ولم تصغ إليكم اذن، فصلوات الله على أرواحكم وأجسادكم. ثم تنكب على القبر وتقول: بابي أنت وأمي يا حجة الله لقد أرضعت بثدي الايمان، وفطمت بنور الاسلام، وغذيت ببرد اليقين، وألبست حلل العصمة، واصطفيت وورثت علم الكتاب، ولقنت فصل الخطاب، وأوضح بمكانك معارف التنزيل، وغوامض التأويل، وسلمت إليك راية الحق، وكلفت هداية الخلق، ونبذ إليك عهد الإمامة، وألزمت حفظ الشريعة. واشهد يا مولاي أنك وفيت بشرائط الوصية، وقضيت ما ألزمك من فرض الطاعة، ونهضت بأعباء الإمامة، واحتذيت مثال النبوة في الصبر والاجتهاد، والنصيحة للعباد وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، وعزمت على العدل في البرية، والنصفة في القضية، ووكدت الحجج على الأمة بالدلائل الصادقة والشواهد الناطقة، ودعوت إلى الله بالحكمة البالغة والموعظة. فمنعت من تقويم الزيغ وسد الثلم (112)، واصلاح الفاسد وكسر المعاند، واحياء السنن وإماتة البدع، حتى فارقت الدنيا وأنت شهيد، ولقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه وآله وأنت حميد صلوات الله عليك صلاة تترادف وتزيد. ثم صر إلى عند الرجلين وقل: يا سادتي يا آل رسول الله، إني بكم أتقرب إلى الله جل وعلا، بالخلاف على الذين غدروا بكم، ونكثوا بيعتكم، وجحدوا ولايتكم، وأنكروا منزلتكم، وخلعوا ربقة طاعتكم، وهجروا أسباب مودتكم، وتقربوا إلى فراعنتهم بالبراءة منكم، والاعراض عنكم، ومنعوكم من إقامة الحدود، واستئصال الجحود، وشعب الصدع، ولم الشعث، وسد الخلل، وتثقيف الأود (113)، وإمضاء الأحكام، وتهذيب الاسلام، وقمع الآثام، وأرهجوا عليكم نقع (114) الحروب والفتن، وأنحوا عليكم سيوف الأحقاد (115)، هتكوا منكم الستور، وابتاعوا بخمسكم الخمور، وصرفوا صدقات المساكين إلى المضحكين والساخرين. وذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة، والحسدة البغاة، أهل النكث والغدر، والخلاف والمكر، والقلوب المنتنة من قذر الشرك، والأجساد المشحنة (116) من درن الكفر، أضبوا على النفاق، وأكبوا على علائق الشقاق(117) فلمّا مضى المصطفى صلى‌الله‌عليه وآله، اختطفوا الغرة (118)، وانتهزوا الفرصة، وانتهكوا الحرمة، وغادروه على فراش الوفاة، وأسرعوا لنقض البيعة، ومخالفة المواثيق المؤكدة، وخيانة الأمانة المعروضة على الجبال الراسية، وأبت أن تحملها وحملها الانسان الظلوم الجهول، ذو الشقاق والغرة، بالآثام المؤلمة، والانفة عن الانقياد لحميد العاقبة. فحشر سفلة الأعراب، وبقايا الأحزاب، إلى دار النبوة والرسالة، ومهبط الوحي والملائكة، ومستقر سلطان الولاية، ومعدن الوصية والخلافة والإمامة، حتى نقضوا عهد المصطفى، في أخيه علم الهدى، والمبين طريق النجاة من طرق الردى. وجرحوا كبد خير الورى، في ظلم ابنته، واضطهاد حبيبته، واهتضام عزيزته، وبضعة لحمه، وفلذة كبده، وخذلوا بعلها، وصغروا قدره، واستحلوا محارمه، وقطعوا رحمه، وأنكروا اخوته، وهجروا مودته، ونقضوا طاعته، وجحدوا ولايته، وأطمعوا العبيد في خلافته. وقادوه إلى بيعتهم، مصلتة سيوفها (119)، مشرعة (120) أسنتها، وهو ساخط القلب، هائج الغضب، شديد الصبر، كاظم الغيظ، يدعونه إلى بيعتهم التي عم شؤمها الاسلام، وزرعت في قلوب أهلها الآثام، وعقت(121) سلمانها، وطردت مقدادها، ونفت جندبها، وفتقت بطن عمرها، وحرفت القرآن، وبدلت الأحكام، وغيرت المقام، وأباحت الخمس للطلقاء، وسلطت أولاد اللعناء على الفروج، وخلطت الحلال بالحرام. واستخف بالإيمان والاسلام، وهدمت الكعبة، وأغارت على دار الهجرة يوم الحرة، وأبرزت بنات المهاجرين والأنصار للنكال والسوءة (122)، وألبستهن ثوب العار والفضيحة، ورخصت لأهل الشبهة في قتل أهل بيت الصفوة وإبادة نسله، واستيطال شافته، وسبي حرمه، وقتل أنصاره، وكسر منبره، وقلب مفخره، وإخفاء دينه، وقطع ذكره. يا موالي فلو عاينكم المصطفى، وسهام الأمة معرقة (123) في أكبادكم، ورماحهم مشرعة (124) في نحوركم، وسيوفها مولغة في دمائكم، يشفي أبناء العواهر غليل الفسق من ورعكم، وغيظ الكفر من إيمانكم. وأنتم بين صريع في المحراب، قد فلق السيف هامته، وشهيد فوق الجنازة قد شكت أكفانه (125) بالسهام، وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة (126) رأسه، ومكبل في السجن قد رضت بالحديد أعضاؤه (127)، ومسموم قد قطعت بجرع السم أمعاؤه، وشملكم عباديد (128) تفنيهم العبيد وأبناء العبيد. فهل المحن يا ساداتي الا التي لزمتكم، والمصائب الا التي عمتكم، والفجائع إلا التي خصتكم، والقوارع (129) إلا التي طرقتكم، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم، ورحمة الله وبركاته.

ثم قبله وقل: بأبي وأمي يا آل المصطفى، إنا لا نملك إلا أن نطوف حول مشاهدكم، ونعزي فيها أرواحكم، على هذه المصائب العظيمة الحالة بفنائكم، والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم، التي أثبتت في قلوب شيعتكم القروح، وأورثت أكبادهم الجروح، وزرعت في صدورهم الغصص. فنحن نشهد الله أنا قد شاركنا أولياءكم وأنصاركم المتقدمين، في إراقة دماء الناكثين والقاسطين والمارقين، وقتلة أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة يوم كربلاء، بالنيات والقلوب، والتأسف على فوت تلك المواقف، التي حضروا لنصرتكم، والله وليي يبلغكم مني السلام (130) ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل: اللهم يا ذا القدرة التي صدر عنها العالم مكونا مبروءاً عليها، مفطورا تحت ظل العظمة، فنطقت شواهد صنعك فيه بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، مكونه وبارؤه وفاطره، ابتدعته لا من شئ، ولا على شئ، ولا في شئ، ولا لوحشة دخلت عليك إذ لا غيرك، ولا حاجة بدت لك في تكوينه، ولا لاستعانة منك على ما تخلق بعده، بل أنشأته ليكون دليلا عليك، بأنك بائن من الصنع، فلا يطيق المنصف بعقله إنكارك، والموسوم بصحة المعرفة جحودك. أسألك بشرف الاخلاص في توحيدك، وحرمة التعلق بكتابك، وأهل بيت نبيك، أن تصلي على آدم بديع فطرتك، وبكر حجتك، ولسان قدرتك، والخليفة في بسيطتك، وعلى محمد الخالص من صفوتك، والفاحص عن معرفتك، والغائص المأمون على مكنون سريرتك، بما أوليته من نعمتك بمعونتك، وعلى من بينهما من النبيين والمكرمين من الأوصياء والصديقين، وأن تهبني لإمامي هذا. وضع خدك على سطح القبر وقل: اللهم بمحل هذا السيد من طاعتك، وبمنزلته عندك، لا تمتني فجأة، ولا تحرمني توبة، وارزقني الورع عن محارمك دينا ودنيا، واشغلني بالآخرة عن طلب الأولي، ووفقني لما تحب وترضى، وجنبني اتباع الهوى، والاغترار بالأباطيل والمنى. اللهم اجعل السداد في قولي، والصواب في فعلي، والصدق والوفاء في ضماني ووعدي، والحفظ والايناس مقرونين بعهدي وعقدي، والبر والاحسان من شأني وخلقي، واجعل السلامة لي شاملة، والعافية بي محيطة ملتفة، ولطف صنعك وعونك مصروفا إلي، وحسن توفيقك ويسرك موفورا علي، وأحيني يا رب سعيدا، وتوفني شهيدا، وطهرني للموت وما بعده. اللهم واجعل الصحة والنور في سمعي وبصري، والجدة والخير (131) في طرفي (132)، والهدى والبصيرة في ديني ومذهبي، والميزان أبدا نصب عيني، والذكر والموعظة شعاري ودثاري، والفكرة والعبرة اسي (133) وعمادي، ومكن اليقين في قلبي، واجعله أوثق الأشياء في نفسي، وأغلبه على رأيي وعزمي. واجعل الارشاد في عملي، والتسليم لأمرك مهادي وسندي، والرضا بقضائك وقدرك أقصى عزمي ونهايتي، وأبعد همي وغايتي، حتى لا أتقي أحدا من خلقك بديني، ولا أطلب به غير آخرتي، ولا أستدعي منه إطرائي ومدحي. واجعل خير العواقب عاقبتي، وخير المصاير مصيري، وأنعم العيش عيشي، وأفضل الهدى هداي، وأوفر الحظوظ حظي، وأجزل الأقسام قسمي ونصيبي، وكن لي يا رب من كل سوء وليا، وإلى كل خير دليلا وقائدا، ومن كل باغ وحسود ظهيرا ومانعا، اللهم بك اعتدادي وعصمتي، وثقتي وتوفيقي، وحولي وقوتي، ولك محياي ومماتي، وفي قبضتك سكوني وحركتي، وإن بعروتك الوثقى استمساكي ووصلتي، وعليك في الأمور كلها اعتمادي وتوكلي، ومن عذاب جهنم ومس سقر نجاتي وخلاصي، وفي دار أمنك وكرامتك مثواي ومنقلبي، وعلى أيدي ساداتي وموالي آل المصطفى فوزي وفرجي. اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، واغفر لي ولوالدي وما ولدا وأهل بيتي وجيراني، ولكل من ولدني (134) من المؤمنين والمؤمنات، إنك ذو فضل عظيم(135).

 

زيارة أخرى لمولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه):

تقف على باب السلام وتقول: اللهم إليك وجهت وجهي، وعليك توكلت ربي، الله أكبر كما بمنه هدانا، الله أكبر إلهنا ومولانا، الله أكبر ولينا الذي أحيانا، الحمد الله الذي بمنه هدانا، اللهم إني أشهدك والشهادة حظي، والحق علي، وأداء لما كلفتني ان محمدا صلى‌الله‌عليه وآله عبدك ورسولك ونبيك وصفيك، وخليلك وخاصتك، وخيرتك من بريتك. اللهم فصل عليه بصلواتك، وأحب بكراماتك، ووفر ببركاتك، وحي بتحياتك مذكي العالم، مقيم الدعائم، ومجلي الظلماء، وماحي الطخياء، رسولك الشاهد، ودليلك الراشد، الذي اختصصته، ولك أخلصته، وبهدايتك بعثته، وآياتك أورثته، فتلا وبين، ودعا وأعلن، وطمست به أعين الطغيان، وأخرست به ألسن البهتان، وكتبت العزة لأوليائه، وضربت الذلة على أعدائه. واشهد أنه رسولك وخاتم النبيين، جاء بالحق من عند الحق وصدق المرسلين، وأن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الأليم، وأن الذين آمنوا معه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك المفلحون. ثم تقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سيد الوصيين وحجة رب العالمين، على الأولين والآخرين، السلام عليك يا أمير المؤمنين ووارث علم النبيين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. السلام عليك يا أمير المؤمنين يا إمام الهدي ومصباح الدجى، وكهف اولي الحجى، وملجأ ذوي النهى، السلام عليك يا حجاب الورى والدعوة الحسنى، والآية الكبرى والمثل الاعلى. السلام عليك يا شجرة الندى وصاحب الدنيا، والحجة على جميع الورى في الآخرة والأولى، السلام عليك يا صفي الله وخيرته، وولي الله وحجته، وباب الله وحطته، وعين الله وآيته، السلام عليك يا عيبة غيب الله، وميزان قسط الله، ومصباح نور الله ومشكاة ضياء الله. السلام عليك يا حافظ سر الله، وممضي حكم الله، ومجلي إرادة الله، وموضع مشية الله، السلام عليك يا غاية من برأه الله، ونهاية من ذرأ الله، وأول من ابتدع الله، والحجة على جميع من خلق الله. السلام عليك أيها النبأ العظيم، والخطب الجسيم، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، السلام عليك أيها الحبل المتين، والامام الأمين، والباب اليقين، والشافع يوم الدين، السلام عليك يا أمير المؤمنين وهادي المضلين ومرشد الوليين وصالح المؤمنين، السلام عليك أيها الصديق الأكبر والناموس الأنور، والسراج الأزهر والزلفة والكوثر. السلام عليك يا باب الايمان وعين المهيمن المنان، وولي الملك الديان وقسم الجنان والنيران، السلام عليك يا معدن الكرم وموضع الحكم، وقائد الأمم إلى الخيرات والنعم، السلام عليك أيها الامام التقي، والعدل الوفي، والوصي الرضي، والولي الزكي، السلام عليك أيها النور المصطفى والولي المرتجى والكريم المرتضى. السلام عليك يا نور الأنوار ومحل سر الاسرار، وعنصر الأبرار ومعلن الأخيار، السلام عليك يا لسان الحق وباب الأفق، وبيت الصدق ومحل الرفق، السلام عليك يا نور الهدايات ومرشد البريات وعالم الخفيات، السلام عليك يا صاحب العلم المخزون وعارف الغيب المكنون وحافظ السر المصون والعالم بما كان ويكون. السلام عليك أيها العارف بفصل الخطاب ومثيب أوليائه يوم الحساب، والمحيط بجوامع علم الكتاب ومهلك أعدائه بأليم العذاب، السلام عليك يا صاحب علم المعاني وعلم المناني (136)، والنور الشعشعاني والبشر الثاني، السلام عليك يا عماد دين الجبار (137) وهادي الأخيار، وأبا الأئمة الأطهار وقاصم المعاندين الأشرار. السلام عليك يا مشهورا في السماوات العليا، ومعروفا في الأرضين السابعة السفلى، ومظهر الآية الكبرى وعارف السر وأخفى، السلام عليك أيها النازل من عليين والعالم بما في أسفل السافلين، ومهلك من طغى من الأولين ومبيد من جحد من الآخرين. السلام عليك يا صاحب الكرة والرجعة، وإمام الخلق وولي الدعوة (138)، ومنطق البرايا ومحنة الأمة، السلام عليك يا مثبت التوحيد بالشرح والتجريد، ومقرر التمجيد بالبيان والتأكيد، السلام عليك يا سامع الأصوات ومبين الدعوات، ومجزل الكرامات بجزيل العطيات. السلام عليك يا من حظي بكرامة ربه فجل عن الصفات، واشتق من نوره فلم تقع عليه الأدوات، وازلف بالقرب من خالقه فقصر دونه المقالات، وعلا محله فعلا كل البريات. السلام عليك يا من أحسن عبادة ربه فحباه بأنواع الكرامات، واجتهد في النصح والطاعة فخوله جميع العطيات، واستفرغ الوسع في فعاله فأسداه جزيل الطيبات، وبالغ في النصح والطاعة فمنحه الحوض والشفاعة. اشهد بذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين ـ وأنا عبدك وابن عبدك ووليك وابن وليك ـ أنك سيد الخلق وإمام الحق وباب الأفق، اجتباك الله لقدرته فجعلك عصا عزه وتابوت حكمته، وأيدك بترجمة وحيه وأعزك بنور هدايته وخصك ببرهانه. فأنت عين غيبه وميزان قسطه، وبين فضلك في فرقانه، وأظهرك علما لعباده وأمينا في بريته، وانتجبك لنوره فجعلك منارا في بلاده وحجته على خليقته، وأيدك بروحه، فصيرك ناصر دينه وركن توحيده، واختصك بفضله. فأنت تبيان لعلمه وحجة على خليقته، واشتقك من نوره، فصيرك دليلا على صراطه وسبيلا لقصده، وأورثك كتابه، فحفظت سره، ورعيت خلقه، وخصك بكرائم التنزيل، فخزنت غيبه وعرفت علمه وجعلك نهاية من خلق، فسبقت العالمين وعلوت السابقين، وصيرك غاية من ابتدع، ففقت بالتقديم كل مبتدع، ولم تأخذك في هواه لومة ولم تخدع. فكنت أول من في الذر برأ، فعلمت ما علا ودنا، وقرب ونأى، فأنت عينه الحفيظة التي لا يخفى عليها خافية، واذنه السميعة التي حازت المعارف العلوية، وقلبه الواعي البصير المحيط بكل شئ، ونوره الذي أضاء به البرية، وحويت العلوم الحقيقية، ولسانه الناطق بكل ما كان من الأمور، والمبين عما كان أو يكون في سالف الأزمان وغابر الدهور. كلَّ يا مولاي عن نعتك أفهام الناعتين، وعجز عن وصفك لسان الواصفين، لسبقك بالفضل البرايا، وعلمك بالنور والخفايا، فأنت الأول الفاتح بالتسبيح حتى سبح لك المسبحون، والاخر الخاتم بالتمجيد حتى مجد بوصفك الممجدون. كيف أصف يا مولاي حسن ثنائك، أم أحصي جميل بلائك، وعرفت الافهام الآيات المعروفة في آفاق البلاد، وهي فعلك، وعجزت الأعين عن الإحاطة بالأنوار المريئة بين العباد، وهي فرعك، والأوهام عن معرفة كيفيتك عاجزة، والأذهان عن بلوغ حقيقتك قاصرة، والنفوس تقصر عما تستحق فلا تبلغه، وعجز عما تستوجب ولا تدركه. بابي أنت وأمي يا أمير المؤمنين وأعزائي وأهلي وأحبائي اشهد الله ربي ورب كل شئ، وأنبياءه المرسلين، وحملة العرش والكروبيين، ورسله المبعوثين، وملائكته المقربين، وعباده الصالحين، ورسوله المبعوث بالكرامة، المحبو بالرسالة، السيد المنذر، والسراج الأنور، والبشير الأكبر، والنبي الأزهر، والمصطفى المخصوص بالنور الأعلى، المكلم من سدرة المنتهى. إنّي عبدك وابن عبدك، ومولاك وابن مولاك، مؤمن بسرك وعلانيتك، كافر بمن أنكر فضلك وجحد حقك، موال لأوليائك، معاد لأعدائك، عارف بحقك، مقر بفضلك، محتمل لعلمك، محتجب بذمتك. موقن بآياتك، مؤمن برجعتك، منتظر لأمرك، مترقب لدولتك، آخذ بقولك، عامل بأمرك، مستجير بك، مفوض أمري إليك، متوكل فيه عليك، زائر لك. لائذ ببابك الذي فيه غبت ومنه تظهر، حتى تمكن دينه الذي ارتضى، وتبدل بعد الخوف أمنا، وتعبد المولى حقا، ولا تشرك به شيئا، ويصير الدين كله لله، وأشرقت الأرض بنور ربها، ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء، وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون، والحمد لله رب العالمين. فعندها يفوز الفائزون بمحبتك، ويامن المتوكلون (139) عليك، ويهتدي الملتجئون إليك، ويرشد المعتصمون بك، ويسعد المقرون بفضلك، ويشرف المؤمنون بأيامك، ويحظى الموقنون بنورك، ويكرم المزلفون لديك، ويتمكن المتقون من أرضك، وتقر العيون برؤيتك، ويجلل بالكرامة شيعتك (140)، ويشملهم بها زلفتك، وتقعدهم في حجاب عزك وسرادق مجدك، وفي نعيم مقيم وعيش سليم، وسدر مخضود وطلح منضود، وظل ممدود وماء مسكوب. ونجد ما وعدنا ربنا حقا وصدقا، وننادي: هل وجدتم ما سول لكم الشيطان حقا، فتكثر الحيرة والفظاظة، والعثرة والحمقية، ويقال: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين. شقي من عدل عن قصدك يا أمير المؤمنين، وهوى من اعتصم بغيرك يا أمير المؤمنين، وزاغ من آمن بسواك، وجحد من خالفك، وهلك من عاداك. وكفر من أنكرك، وأشرك من أبغضك، وضل من فارقك، ومرق من ناكثك، وظلم من صد عنك، وأجرم من نصب لك، وفسق من دفع حقك، ونافق من قعد عن نصرتك، وخاب من أنكر بيعتك، وخزي من تخلف عن فلكك، وخسر خسرانا مبينا.

أشهدك أيّها النبأ العظيم والعلي الحكيم، أني موف بعهدك، ومقر بميثاقك، مطيع لأمرك، مصدق لقولك، مكذب لمن خالفك، محب لأوليائك، مبغض لأعدائك، حرب لمن حاربت، سلم لمن سالمت، محقق لما حققت، مبطل لما أبطلت، مؤمن بما أسررت، موقن بما أعلنت، منتظر لما وعدت، متوقع لما قلت، حامد لربي عزوجل على ما أوزعني من معرفتك، شاكر له على ما طوقني من احتمال فضلك. بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، اشهد أنك تراني وتبصرني، وتعرف كلامي وتجيبني، وتعرف ما يجنه قلبي وضميري، فاشهد يا مولاي واشفع لي عند ربك في قضاء حوائجي. اللهم بحقه الذي أوجبت له عليك صل على محمد وآل محمد وسلم مناسكي، وتقبل مني، وتفضل علي، وارحمني وارحم فاقتي، واكشف ضري وذلي، وتعطف بجودك على مسكنتي، وتب علي، وأقلني عثرتي (141)، وحط وزري، وارفع درجتي، واقض ديني، واجبر كسري، واصفح عن جرمي، وأقم صرعتي، وأسقط عني ذنبي، وأثبت حسناتي، واشف سقمي، وفرج غمي، وأذهب همي، ونفس كربتي، واقلبني بالنجح، مستجابا لي دعوتي، واشكر سعيي، وأد أمانتي، وبلغني أملي، وأعطني منيتي، واكبت عدوي، وأفلج حجتي، بحق محمد وآله صلى الله عليهم. يا مولاي اشفع لي عند ربك، فلك عند الله المقام المحمود، والجاه العريض، والشفاعة المقبولة، والمحل الرفيع، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول والنور الذي انزل معه فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. اللهم رب الأخيار، وإله الأبرار، العزيز الجبار، العظيم الغفار، صل على محمد وآله الأخيار، صلاة تزلفهم وتمنحهم، وتكرمهم وتحبوهم، وتقر بهم وتدنيهم، وتقويهم وتسددهم، وتجعلني وجميع محبيهم في موقفي هذا ممن تناله منك رحمة ورأفة، وكرامة ومغفرة، ونظرة وموهبة، وتعطيني جميع ما سألتك وما لم أسألك، مما فيه صلاح آخرتي ودنياي، ولإخواني وأهلي وولدي وأهل بيتي، وارحمهم وارحم والدي، وتجاوز عنهما، ونور قبريهما، وجميع من أحبني من المؤمنين والمؤمنات، ومن عرفته ومن لم أعرفه، انك تعلم منقلبهم ومثواهم، وارزقني الوفاء بعهدك، وثبتني على موالاة أوليائك ومعاداة أعدائك، ولا تجعله آخر العهد مني ومن موقفي هذا، إنك جواد كريم. اللهم لك الحمد وإليك المشتكي وأنت المستعان، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وثبنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. إلهي ان كانت ذنوبي قد حالت بيني وبينك ان ترفع لي صوتا، أو تستجيب لي دعوة، فها أنا ذا بين يديك، متوجه إليك بنبيك محمد وأهل بيته صلواتك عليهم أجمعين، وأسألك بعزتك يا مولاي لما قبلت عذري، وغفرت ذنوبي بتوسلي إليك بمحمد وآل محمد صلواتك ورحمتك عليهم أجمعين، فإنك قلت: الأعمال بخواتيمها، وجعلت لكل عامل أجرا. فأسألك يا إلهي أن تصلي على محمد وآل محمد وتجعل جزائي منك عتقي من النار، وأن تنظر إليّ نظرة رحيمة لا أشقى بعدها أبدا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين. ثم تصلي للزيارة وتدعو بعدها فتقول: يا الله يا الله يا الله، يا مجيب دعوة المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، ويا من هو أقرب إلى من حبل الوريد (142).

يا من يحول بين المرء وقلبه (143)، يا من هو بالمنظر الاعلى وبالأفق المبين، يا من هو الرحمن على العرش استوى، يا من لا تتشابه عليه الأصوات، يا من لا تغلطه الحاجات، يا من لا يبرمه (144) الحاح الملحين. يا مدرك كل فوت (145)، يا جامع كل شمل (146)، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا من هو كل يوم في شأن، يا قاضي الحاجات، يا منفس الكربات، يا ولي الرغبات، يا كافي المهمات، يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ في السماوات والأرض. أسألك بحق النبي محمد وبحق أمير المؤمنين علي الوصي، وبحق فاطمة البتول، وبحق الحسن والحسين صلواتك عليهم، فاني بهم أتوجه إليك في مقامي هذا، وبهم أتوسل، وبهم أتشفع، وبحقهم أسألك وأقسم عليك واعزم عليك، وبالشأن الذي لهم عندك، وبالقدر الذي فضلتهم على العالمين، وباسمك الذي جعلته عندهم، وبه خصصتهم دون العالمين، وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين، حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا. أسألك ان تصلي على محمد وعلى أهل بيت محمد وان تكشف عني غمي وهمي وكربي، وتكفيني المهم من أموري، وتقضي عني ديني، وتجيرني من الفقر، وتغنيني عن الفاقة، وتحرسني عن المسألة والوقوف لمسألة المخلوقين، وتكفيني مؤونة من اذاني بسوء بلا مؤونة على ذلك، وتكفيني هم ما أخاف همه، وعسر ما أخاف عسره، وحذر ما أخاف حذره، وشر ما أخاف شره، ومكر من أخاف مكره، وبغي ما أخاف بغيه، وحزن ما أخاف حزنه، وسلطان ما أخاف سلطانه، وكيد ما أخاف كيده، وقدرة ما أخاف قدرته بلا مؤونة علي، وترد عني كيد الكائدين ومكر الماكرين. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيت محمد ومن أرادني بسوء فارده، ومن كادني فكده، واصرف عني كيده وبأسه، وادفعه عني كيف شئت وامنعه منّي. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيت محمد واشغله عني بفقر لا تجبره، وبلاء لا تستره، وفاقة لا تسدها، وسقم لا تعافيه، وذل لا تعزه، ومسكنة لا تجبرها. اللهم صل على محمد وأهل بيته واضرب الذل بين عينيه، وادخل الفقر عليه في منزله، والسقم في جوفه، حتى تشغله بشغل لا فراغ له، وأنسه ذكري، وخذ عني سمعه وبصره ولسانه، ويده ورجله، وجميع جوارحه، وادخل عليه في جميع ذلك السقم، ولا تشفه حتى يكون شغله بسقمه. واكفني يا كافي ما لا يكفيه سواك، فإنك أنت الكافي لا كافي سواك، ومفرج لا مفرج سواك، وجار من لا يجيرني سواك، خاب من كان جاره سواك، ومهربه إلى غيرك، ومعينه سواك، ومفزعه سواك، ولجاؤه إلى غيرك. أنت رجائي وثقتي، ومفزعي ومهربي، ولجأي وملتجأي ومنجاي، بك استفتح، بك استنجح، وبمحمد وأهل بيته صلى الله عليهم أتوجه بهم إليك أتوسل واستشفع. فأسالك يا الله يا الله يا الله، يا من له الحمد والشكر، واليه المشتكى، وهو المستعان، أسألك بحق محمد وأهل بيت محمد ان تصلي على محمد وعلى أهل بيته وان تكشف عني غمي وهمي وكربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيك محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته همه وغمه وكربه، وكفيته هول عدوه، فبحقه عليك اكشف عني كل غم وهم كما فرجت عنه ففرج عني، واكفني كما كفيته، واذهب عني هم ما أخاف همه، واذهب عني هول ما أخاف مؤونته بلا مؤونة علي في ذلك، واقض حوائجي بحق محمد واله، واصرفني من هذا الموضع بقضاء حوائجي، وبالنجاح عن موقفي، حتى أتوصل إلى جميع حوائجي من أمر دنياي واخرتي، واتمام النعمة علي، وتبارك لي في نفسي وأهلي وولدي وما أنعمت به علي حتى يصل ذلك بعاقبة الآخرة ونعيمها، فاني أتوجه إليك بمحمد وأهل بيته صلى الله عليه وأهله. يا أمير المؤمنين علي صلى الله عليه، يا محمد يا رسول الله يا أمير المؤمنين يا علي، اشفعا لي إلى الله عزوجل، يا حسن يا حسين اشفعا لي إلى الله عزوجل بقضاء حوائجي، يا ساداتي يا موالي يا أئمتي اشفعوا لي إلى الله تبارك اسمه بقضاء حوائجي وخلاصي من النار، يا مولاي يا أمير المؤمنين علي يا مولاي يا مولاي يا أبا عبد الله يا بن رسول الله صلى الله عليه وعلى أهله عليكم مني السلام ما بقي الليل والنهار، اشفعوا لي إلى الله تبارك اسمه بقضاء حوائجي وكفاية ما همني من أمر آخرتي ودنياي، يا مولاي يا أمير المؤمنين عليك مني السلام ما بقي الليل والنهار لا جعله الله آخر العهد من زيارتكما ولا فرّق الله بيني وبينكما. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيت محمد وأحيني حياة محمد وذريته صلى الله عليه وعليهم، وأمتني مماتهم وعلى ملتهم، واحشرني في زمرتهم، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين ابدا في الدنيا والآخرة. يا نبي الله يا أمير المؤمنين علي يا أخا رسول الله، يا أبا عبد الله يا مولاي يا حسين، يا بن رسول الله، اتيتكم زائرا متوسلا إلى الله عزوجل ربي وربكم، متوجها بكم، مستشفعا إلى الله تبارك اسمه في حوائجي هذه، فاشفعوا لي، فان لكم عند الله عز اسمه المقام المحمود، والجاه العريض، والقول الوجيه، والمنزلة الرفيعة، والشفاعة المقبولة والوسيلة. لا انقلب عنكم الا بنجح حاجتي وقضائها ونجاحها من عند الله تبارك وتعالى بشفاعتكم إلى الله عزوجل في ذلك فلا أخيب، ولا يكون منقلبي منقلب خائب خاسر، بل يكون منقلبي منقلب مفلح بنجح راجح مستجاب الدعوة، وقضاء حوائجي بشفاعتكم يا موالي وساداتي. انقلب على ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، أفوض أمري إلى الله، ملجئا ظهري إلى الله، متوكلا على الله، وهو حسبي ونعم الوكيل، حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله ووراءكم منتهى، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة الا بالله. لا جعله الله اخر العهد لي بزيارتكم ولا آخر الزيارة لكما، انصرف يا مولاي يا أمير المؤمنين، يا مولاي يا أبا عبد الله، وسلامي عليكما متصلا ابد الابدين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله وسلم تسليما(147).

 

وداع أمير المؤمنين (عليه‌ السلام):

تقف عليه كوقوفك الأول وتقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، وحجة الله على أهل السماوات والأرضين، سلام مودع لا سئم ولا قال (148) ورحمة الله وبركاته، إنه حميد مجيد، سلام ولي غير زائغ عنك، ولا منحرف منك، ولا مستبدل بك ولا مؤثر عليك، ولا زاهد فيك، ولا جعله الله آخر العهد من زيارتك يا أمير المؤمنين وإتيان مشهدك، والسلام عليك، وحشرني الله في زمرتك، وأوردني حوضك، وجعلني من حزبك، وأرضاك عني، ومكنني في دولتك، وأحياني في رجعتك، وملكني في أيامك، وشكر سعيي بك، وغفر ذنبي بشفاعتك، وأقال عثرتي بحبك، وأعلا كعبي بموالاتك، وشرفني بطاعتك، وأعزني بهدايتك. وجعلني ممن أنقلب مفلحا منجحا، غانما سالما، معافا غنيا، فائزا برضوان الله وفضله وكفايته، ونصرته وأمنه، ونوره وهدايته، وحفظه وكلاءته، بأفضل ما بينك وبين أحد من زوارك ووافديك، ومواليك وشيعتك، ورزقني الله العود ما أبقاني ربي، بإيمان وبر وتقوي وإخبات، ورزق حلال واسع، وعافية شاملة في النفس والاخوان والأهل والولد. اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تجعله آخر العهد من زيارة مولاي أمير المؤمنين، وذكره والصلاة عليه، وأوجب لي من الخير والبركة، والنور والايمان وحسن الإجابة مثل ما أوجبت لأوليائك، العارفين بحقك، الموجبين لطاعتك، المديمين لذكرك، الراغبين في زيارتك، المتقربين إليك بذلك. بابي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ونفسي وأحبتي، واجعلني يا مولاي من حزبك، وأدخلني في شفاعتك واذكرني عند ربك. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيت محمد الطيبين الطاهرين، وبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام، وأعمم بما سألتك جميع أهلي وولدي وإخواني، إنك على كل شئ قدير، يا أرحم الراحمين. اللهم إني أشهدك واشهد محمدا وعليا، والثمانية حملة عرشك، والأربعة أملاك خزنة علمك، أن فرض صلواتي لوجهك، ونوافلي وزكواتي وما طاب من قول وعمل عندك، فعلى محمد صلى الله عليه وآله فأسألك يا إلهي أن تصلي على محمد واله وتوصلني به إليه، وتقربني به لديه، كما أمرتنا بالصلاة عليه، واشهد أني مسلم له ولأهل بيته، غير مستكبر ولا مستنكف، فسلمنا بصلاته وصلاة أهل بيته، واجعل ما أتينا من عمل أو معرفة مستقرا لا مستودعا، يا أرحم الراحمين. ثم تنكب على القبر وتقول: وليك يا مولاي يا أمير المؤمنين بك عائذ، وبحرمك لائذ، وبحبلك آخذ، وبأمرك نافذ، فكن لي يا مولاي يا أمير المؤمنين إلى الله سفيرا، ومن النار مجيرا، وعلى الدهر ظهيرا، ولزيارتي شكورا، فمن تعلق بك سلم، ومن تأخر عنك ندم. وأنت مولى الأمم وكاشف النقم، صلوات الله عليك، عبدك بين يديك، يدعوك ويشكو إليك، ويتكل في أمره عليك، وأنت مالك جنته، ومنفس كربته، وراحم عبرته، ومحيي قلبه، عليك منا السلام، وبك بعد الله الاعتصام، إذا حل الحمام (149) وسكن الزحام، فإليك المآب وأنت حسبنا ونعم الوكيل. وتدعو بما شئت، وصل على محمد المصطفى وعلى آله الطاهرين، وانصرف راشدا (150).

 

الصلاة والدعاء يوم الغدير:

ينبغي ان تغتسل قبل زوال الشمس بساعة وتصلي قبل الزوال بنصف ساعة ركعتين شكرا لله تعالى، تقرأ في كل ركعة منهما الحمد مرة وعشر مرات: (قل هو الله أحد)، وعشر مرات: (انا أنزلناه)، وآية الكرسي. فإذا صليت الركعتين تشهدت وسلمت وسجدت وشكرت الله مائة مرة، ثم ترفع رأسك من السجود وتدعو بهذا الدعاء: اللهم إني اشهد بان لك الحمد وحدك لا شريك لك، واحد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأن محمدا عبدك ورسولك صلواتك عليه وعلى أهل بيته. يا من هو كل يوم في شأن كما كان من شأنك ان تفضلت علي وجعلتني من أهل اجابتك وأهل دينك وأهل دعوتك، ووفقتني لذلك في مبتدئ خلقي تفضلا منك وكرما وجودا، ثم زدت الفضل فضلا، والجود جودا، والكرم كرما، رأفة منك ورحمة، ان جددت ذلك العهد بعد تجديدك خلقي، وانا أنسي منسي ساه غافل، فأتممت علي نعمتك بان ذكرتني ذلك ومننت به علي وهديتني له، فليكن من شأنك يا إلهي وسيدي ومولاي ان تتم لي ذلك ولا تسلبنيه حتى تتوفاني وانا عليه وأنت عني راض، فأنت أحق المنعمين بان تتم نعمتك علي. اللهم سمعنا وأطعنا واجبنا داعيك نبيك فلك الحمد، نسألك غفرانك ربنا واليك المصير، امنا بالله وحده لا شريك له وبمحمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته واجبنا داعي الله واتبعنا الرسول بموالاة مولانا ومولى المؤمنين عند الله وأخي رسوله الصديق الأكبر، وحجة الله على بريته، المؤيد به نبيه ودينه الحق المبين، علما لدين الله، وخازنا لعلمه، وعيبة لوحيه، وموضع سر الله، وامين الله على خلقه وشاهده في بريته. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد، فآتنا يا ربنا بلطفك ومنك، أجبنا داعيك واتبعنا الرسول وصدقنا مع مولى المؤمنين وكفرنا بالجبت والطاغوت، فولّنا مع من تولينا، واحشرنا مع أئمتنا، فانا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون، امنا بسرهم وعلانيتهم وغائبهم، وحيهم وميتهم، رضينا بهم أئمة وسادة، وحسبنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه، لا نبغي بهم بدلا ولا نتخذ من دونه وليجة، برئنا إلى الله عزوجل من كل من نصب له حربا من الجن والإنس من أول الدهر إلى آخره. اللهم انا نشهد انا ندين بما دان به محمد وأهل بيته، وقولنا ما قالوا، وديننا ما دانوا به، ما قالوا قلنا، وما دانوا دنا، وما أنكروا أنكرنا، ومن والوا والينا، ومن عادوا عادينا، ومن لعنوا لعنا، ومن برئوا برئنا منه، ومن ترحموا عليه ترحمنا عليه، آمنا وسلمنا ورضينا موالينا صلوات الله عليهم. اللهم فتمم ذلك به لنا ولا تسلبنا إياه، واجعله مستقرا ولا تجعله مستودعا، أحينا ما أحييتنا عليه، وأمتنا إذا أمتنا عليه، ال محمد أئمتنا، وبهم نأتم، ولهم نوالي وعدوهم نعادي، فاجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين فانا بذلك وافون. ثم تسجد وتحمد الله مائة مرة وتشكره مائة مرة وأنت ساجد. فإذا فرغت من دعائك فقل مائة مرة: الحمد لله على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب الكريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله (151).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سيد العابدين (خ ل).

(2) الحج: 75.

(3) آل عمران: 33 ـ 34.

(4) عنه البحار 100: 342.

(5) عنه البحار 100: 333.

(6) الزخرف: 4.

(7) خطرك (خ ل).

(8) عنه البحار 100: 304، ذكر مثله السيد في مصباح الزائر: 75، عنه البحار 100: 301.

(9) عنه البحار 100: 346

(10) في بعض المصادر: يا مولاي يا أمير المؤمنين.

(11) أحجم عن الامر: كف أو نكص هيبة.

(12) الفتح: 10.

(13) التوبة: 111 ـ 112.

(14) الانعام: 153.

(15) عند عن الطريق: مال.

(16) المحالفة: المؤاخاة.

(17) حاملا (خ ل).

(18) ما اتقيت ضارعا: اي متذللا متضعفا.

(19) الناكل: الضعيف والجبان.

(20) لا يحفل بكذا: لا يبالي به.

(21) افك: كذب.

(22) أولى له، كلمة تهديد ووعيد.

(23) شره: غلب حرصه.

(24) الحطام: ما تكسر به اليبس، شبه به أموال الدنيا وزخارفها.

(25) طه: 82.

(26) عن الجزري: في حديث الصوم: فان عمي عليكم، قيل: هو من العمى السحاب الرقيق، اي حال دونه ما أعمى الابصار عن رؤيته.

(27) ذائد الحق: دافعه.

(28) لفحت النار: أحرقت.

(29) الكالح: العابس، أو الذي قصرت شفتاه عن أسنانه.

(30) ألفظه لفظا: أقول ذلك حقا لا أبالي به أحدا.

(31) الزمر: 9.

(32) النساء: 95.

(33) التوبة: 19 ـ 22.

(34) المائدة: 67.

(35) أوزار المسير: أثقال المسير.

(36) الرمضاء: شدة الحر، الأرض الحامية من شدة حر الشمس، الهجير: شدة الحر، ونصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو عند زوالها إلى العصر.

(37) المائدة: 54.

(38) المائدة: 55.

(30) الحشر: 9.

(40) السجدة 18 ـ 19.

(41) الأحزاب: 10 ـ 13.

(42) الأحزاب: 22.

(43) الأحزاب: 25.

(44) آل عمران: 153.

(45) كذا في النسخ، ولعل الباء للبدلية، اي عوضا عنهم، أو بمعنى عن، ويمكن أن يكون: (بهم) جمع البهيم وهو المجهول الذي لا يعرف، والأظهر انه تصحيف: (الدهم) بفتح الدال وسكون الهاء وهو العدد الكثير أو المصدر من قولك دهمه ـ كسمع ومنع ـ إذا غشيه ـ البحار.

(46) التوبة: 25 ـ 26.

(47) التوبة: 27.

(48) الخور: الضعف والفتور.

(49) الدابر: الاخر، اي أهلك آخر من بقي منهم، كناية عن استئصالهم.

(50) الأحزاب: 15.

(51) المحجة: الطريق.

(52) التبّ: الهلاك، والشاني: المبغض.

(53) المرية: الجدل.

(54) عن الجزري: الحول: ذو التصرف والاحتيال في الأمور، والقلب الرجل العرف بالأمور الذي قد ركب الصعب والذلول وقلبها ظهرا وبطنا، وكان محتالا في أموره حسن التقلب.

(55) كذا في النسخ بتقديم الجيم على الحاء، ويمكن أن يكون تصغير الجرح، اي لا يرى أمرا من الأمور جارحا في دينه، أو معناه الضيق، والظاهر أن الصواب ما في نهج البلاغة: (ينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين) بتقديم الحاء على الجيم، ومعناه اي ليس بذي حرج والتحرج التأثم، والحريجة: التقوى.

(56) المعني بهما طلحة والزبير.

(57) غفل عنه غفولا: تركه وسها عنه، أغفله: وصل غفلته إليه.

(58) الهمج: رذالة الناس والهمج ذباب صغير يسقط على وجوه الغنم والحمير، وقيل هو البعوض، فشبه به رعاع الناس، ورعاع الناس غوغاؤهم وسقاطهم وأخلاطهم.

(59) التوبة: 119.

(60) نبذ الشيء: طرحه ورمى به لقلة الاعتداد به.

(61) درس: انمحى.

(62) طمس: درس وانمحى.

(63) الضياح والضيح ـ بالفتح ـ اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط.

(64) غمطه: احتقره وازدرى به.

(65) المعارج: 19 ـ 21.

(66) أفرضوك سهم ذوي القربى مكرا: أعطوك منه سهما ونصيبا للتلبيس على الناس.

(67) حاذوه: مالوه وصرفوه.

(68) رغبة عنهما، اي عن فدك وذوي القربى، أو عن الملعونين ومكافأتهما فيما فعلا ونقض ما صنعا.

(69) الصافات: 102.

(70) البقرة: 207.

(71) اعرض الشك: تحرك وسعى في اضلال الناس أو ظهر، عن الجوهري: اعرض فلان اي ذهب عرضا وطولا وعرضت الشيء فاعرض اي أظهرته فظهر.

(72) في الأصل: إذ امره السامري على قومه بالعجل، ما أثبتناه من سائر المصادر.

(73) طه: 90 ـ 91.

(74) أسفر الصبح: أضاء وأشرق.

(75) سفه المنكر ـ كعلم ـ اي ظهر سفهه وبطلانه.

(76) القصد: استقامة الطريق، والجور: الميل عن القصد.

(77) السفه: الجهل.

(78) اقترف: اكتسب.

(79) خمدت النار: سكن لهبها.

(80) البنان: الإصبع.

(81) الأحزاب: 23.

(82) في بعض الصادر: وعلى علي سيد الوصيين.

(83) لا دليل على اختصاص هذه الزيارة بيوم الغدير، ويؤيده عدها في كتب المزار بعنوان الزيارات المطلقة.

(84) المولعة: المتعلقة.

(85) الصفوة: الخالصة.

(86) زيادة من سائر المصادر.

(87) المخبتين: الخاشعين، والهة: متحيرة من شدة الوجد.

(88) عداتك: وعودك.

(89) استقالك: طلب صفحك.

(90) ارزاق الخلائق (خ ل).

(91) متواترة: متتابعة.

(92) زيادة: لديك (خ ل).

(93) اترعه: ملاه.

(94) زيادة: وأعطني جزائي (خ ل).

(95) الدرج ـ بالفتح ـ الذي يكتب فيه.

(96) رواه ابن قولويه في الكامل: 92، بإسناده عن أحمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن السجاد عليه‌السلام، عنه البحار 100: 264.

أورد بهذا اللفظ وبغيره: الشيخ في مصباحه: 682 برواية جابر الجعفي عن الباقر عليه ‌السلام، والسيد في مصباحه: 583، والشهيد في مزاره: 95، والكفعمي في مصباحه: 480 وفي البلد الأمين: 495 جميعا عن الباقر، عن أبيه عليهما‌ السلام. ذكره السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس في فرحة الغري: 40، بإسناده عن محمد بن محمد الطوسي، عن والده، عن السيد فضل الله العلوي، عن ذي الفقار بن معبد، عن الشيخ، عن المفيد، عن محمد بن أحمد القمي، عن محمد بن علي بن الفضل الكوفي، عن محمد بن روح القزويني، عن أبي القاسم النقاش بقزوين، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن أبيه سيف، عن جابر الجعفي، عن الباقر، عن أبيه عليهما‌ السلام. ورواه أيضا مع اختلاف في فرحة الغري: 43 عن علي بن بلال المهلبي، عن أحمد بن علي ابن مهدي الرقي، عن أبيه، عن علي بن موسى عليهما ‌السلام، مثله ثم قال: وذكر ابن أبي قرة في مزاره عن محمد بن عبد الله، عن إسحاق بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن علي بن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر عليه ‌السلام. ذكره السيد ابن طاووس في الاقبال 2: 273 كما في فرحة الغري، بإسناده عن كتاب المسرة من كتاب مزار ابن أبي قرة، عن جماعة إليه، رواه عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف بن عميرة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌ السلام، عن أبيه علي بن الحسين عليهما‌ السلام. أقول: قال السيد في الاقبال بعد ذكر الدعاء: (وقد زاره مولانا الصادق عليه‌السلام بنحو هذه الألفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوف الإطالة)، وقريب منه ما ذكره السيد عبد الكريم بن أحمد ابن طاووس في فرحة الغري.

(97) رسالتك (خ ل).

(98) الزخرف: 43.

(99) المائدة: 3.

(100) المحرّفين (خ ل).

(101) التكاثر: 6.

(102) الصافات: 24.

(103) الأعراف: 172.

(104) المصدقين (خ ل).

(105) رواه في الاقبال 2: 282، عنه البحار 98: 302، رواه مع اختلاف في التهذيب 3: 143، مصباح المتهجد 2: 691.

(106) عقدة الخيرة (خ ل)، أتخلف (خ ل).

(107) اخفاق الأوبة: طلب حاجة فأخفق، اي لم يدركها.

(108) المغاولة: المبادرة في السير.

(109) المستغزر: الذي يطلب أكثر ممّا يعطي.

(110) بخسه حقه ـ كمنعه ـ نقصه.

(111) العقوة: ما حول الدار والمحلة.

(112) الثلمة ـ بالضم ـ فرجة المكسور والمهدوم، والثلم ـ محركة ـ ان ينثلم حرف الوادي.

(113) الثقاف: ما يقوم به الرماح، يريد انه سوى عوج المسلمين.

(114) أرهج: اثار الغبار، النقع: الغبار.

(115) أنحى عليه ضربا إذا أقبل، وأنحى له السلاح ضربه بها.

(116) شحنه وأشحنه: ملاه.

(117) اضب فلانا: لزمه فلم يفارقه وعليه أمسك، أكب عليه: إذا اقبل ولزم.

(118) العترة (خ ل)، الاختطاف: استلاب الشيء واخذه بسرعة، اي اغتنموا غفلة الناس واخذوها لتحصيل مرامهم.

(119) أصلت السيف: جرده من غمده.

(120) مقذعة (خ ل)، قذعه ـ كمنعه ـ رماه بالفحش وسوء القول وبالعصا ضربه، وما في المتن هو الظاهر.

(121) عقت من العقوق خلاف البر، ولعله في الأصل: عنفت من التعنيف.

(122) السورة (خ ل)، السورة: السطوة والاعتداء.

(123) مغرقة (خ ل)، معرقة من أعرق الشجرة إذا اشتدت عروقه في الأرض.

(124) أشرعت الرمح نحوه سددت.

(125) شكها بالرمح: خرقها.

(126) العراء: الفضاء لا يستر فيه بشيء، والقناة الرمح.

(127) الكبل: القيد، كبله حبسه في سجن أو غيره، والرض: الدق.

(128) العباديد: الفرق من الناس والخيل الذاهبون في كل وجه.

(129) القوارع: الدواهي.

(130) عليكم منا السلام، ورحمة الله وبركاته. (خ ل)

(131) الجلاء (خ ل).

(132) طرقي (خ ل).

(133) انسي (خ ل).

(134) قلدني (خ ل).

(135) عنه البحار 102: 162، ذكره السيد في مصباح الزائر: 237.

(136) المثاني (خ ل).

(137) عماد الجبار (خ ل).

(138) زيادة: وكالي أهل الفتية السبعة (خ ل).

(139) المتوكلون (خ ل).

(140) عبادك (خ ل).

(141) اقبل توبتي (خ ل).

(142) الحبل: العرق، الوريدان عرقان مكتنفان بصفحتي العنق في مقدمها متصلان بالوتين، وفي نسبة الأقربية إليه إشارة إلى جهة القرب، وهي العلية.

(143) اي يقلب القلوب إلى ما لا يريده الانسان.

(144) أبرمه: ملّله.

(145) الفوت: السبق، فاته: سبقه فلم يدركه.

(146) الشمل: الجمع، وما اجتمع من الامر والحزونة والخشونة.

(147) عنه البحار 100: 347.

(148) قلاه: أبغضه وكرهه، ومنه قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى).

(149) الحمة جمع حمام: كل ما قدر وقضى.

(150) عنه البحار 100: 353.

(151) رواه في الاقبال 2: 277، عنه البحار 98: 298.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.