المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العلامات الخمس المحتومة: الخسف بالبيداء  
  
1351   08:14 مساءً   التاريخ: 2023-08-07
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 342-345
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / علامات الظهور /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-04 1523
التاريخ: 3-08-2015 4316
التاريخ: 3-08-2015 3943
التاريخ: 2023-08-14 2007

وهي العلامة الثالثة من العلامات المحتومة التي ذكرتها الروايات والأحاديث الشريفة ، وأن الخسف يحصل لجيش السفياني حين يقصد قتل الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وهو مستجير بمكة .

وتعليقا على روايات وأحاديث الخسف يقول السيد محمد الصدر :

« . . . وبذلك نحصل على شيء في بال ، وهو انضمام أخبار الخسف المستفيضة إلى أخبار السفياني ، وإن لم تذكر السفياني بالصراحة . فإذا علمنا أن أخبار السفياني مستفيضة ، كان ضم المستفيض إلى المستفيض منتجا للتواتر لا محالة »[1].

وملخّص هذه الحادثة هو أن السفياني يرسل جيشا إلى المدينة المنوّرة لملاحقة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ومحاربته ، فإذا وصل الجيش إلى المدينة يسمع بأن الإمام قد توجّه نحو مكّة ، فيخرج الجيش من المدينة نحو مكّة ، وعندما يصل إلى وسط الصحراء - بين المدينة ومكة - يخسف اللّه بهم الأرض ، فتبتلعهم جميعا ، ولا ينجو منهم إلّا رجلان .

وهذه العلامة وهذا الحدث الكبير ليس إلّا تأييدا من اللّه عزّ وجل للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ولجيشه حيث تتدخل المعجزة الإلهية لنصرته وتأييده وقتل أعدائه ، والانتقام من كل من تسوّل له نفسه محاربة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

وفي هذا الشأن وردت عدة أخبار نذكر منها :

قال في اسعاف الراغبين وهو يعدد ما ورد في الروايات من حوادث ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

« وأن السفياني يبعث إليه من الشام جيشا ، فيخسف بهم البيداء فلا ينجو منهم إلا المخبر . فيسير إليه السفياني بمن معه ، ويسير إلى السفياني بمن معه ، فتكون النصرة للمهدي ، ويذبح السفياني »[2].

وروى إلزام الناصب عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال في حديث طويل تحدث فيه عن ما بعد ظهور القائم .

« . . . وسيدنا القائم مسند ظهره إلى الكعبة . . . ثم يقبل على القائم رجل وجهه إلى قفاه ، وقفاه إلى صدره ، ويقف بين يديه فيقول : يا سيّدي أنا بشير ، أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك ، وأبشّرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء ، فيقول له القائم : بيّن قصتك وقصة أخيك ؟

فيقول الرجل : كنت وأخي في جيش السفياني ، وخرّبنا الدنيا في دمشق إلى الزوراء[3] وتركناها جماء[4] وخرّبنا الكوفة وخرّبنا المدينة ، وكسرنا المنبر ، وراثت بغالنا في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وخرجنا منها . . . نريد إخراب البيت وقتل أهله ، فلما صرنا في البيداء عرّسنا فيها[5] فصاح بنا صائح : يا بيداء أبيدي القوم الظالمين ، فانفجرت الأرض وبلعت كل الجيش ، فو اللّه ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي ، فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلى ورائنا كما ترى ، فقال لأخي : ويلك امض إلى الملعون السفياني بدمشق فأنذره بظهور المهدي من آل محمد ، وعرّفه أن اللّه قد أهلك جيشك بالبيداء . وقال لي : يا بشير إلحق بالمهدي لمكة وبشّره بهلاك الظالمين ، وتب على يده فإنه يقبل توبتك ، فيمرّ القائم يده[6] فيردّه سويّا كما كان ، ويبايعه ويكون معه »[7] .

وفي كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان أخرج نعيم عن عمرو بن العاص قال :

« علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش في البيداء فهو علامة خروج المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[8].

وفي سنن ابن ماجة ( ج 2 ) في أبواب الفتن في باب جيش البيداء ، حدّثنا هشام بن عمّار عن سفيان بن عيينة عن أمية بن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان سمع جدّه عبد اللّه بن صفوان يقول : أخبرتني حفصة أنها سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول :

« ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم ويتنادى أوّلهم آخرهم ، فيخسف بهم فلا يبقى منهم إلّا الشريد الذي يخبر عنهم »[9].

وعلّق صاحب كتاب منتخب الأثر على روايات الخسف بالقول :

« . . . وروى ابن ماجة أيضا في هذا الباب في الخسف حديثا بسنده عن أم سلمة ، والروايات في الخسف وفي السفياني وما يجري بينه وبين المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وقتل النفس الزكية واليماني والصيحة في كتب الفريقين كثيرة جدا تبلغ حدّ التواتر »[10].

وعن المكان الذي يقع فيه الخسف روى الصافي الكلبايكاني في منتخب الأثر عن صاحب النهاية أنه قال :

البيداء المفازة التي لا شيء فيها ، وقد تكرّر ذكرها في الحديث ، وهي ههنا اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة وأكثر ما ترد ويراد بها هذه ، ومنه الحديث أن قوما يغزون البيت فإذا نزلوا بالبيداء بعث اللّه تعالى جبرئيل فيقول يا بيداء أبيدي بهم الأرض فيخسف بهم - أي أهلكيهم .

وقال في معجم البلدان ( ج 2 - ص 326 ) البيداء اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة ، وهي إلى مكة أقرب[11].

 

[1] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 239 .

[2] راجع ، ص 138 .

[3] الزوراء : بغداد .

[4] جماء : ملساء .

[5] عرّس في المكان ، أي نزل فيه .

[6] أي : يمسحها

[7] إلزام الناصب ، ج 2 ، ص 259 .

[8] منتخب الأثر ، ص 464 .

[9] المصدر نفسه .

[10] منتخب الأثر ، ص 464 .

[11] المصدر نفسه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.