قدّم الباحث الشيخ محمد علي الصالحي من الحوزة العلمية في النجف الأشرف، بحثاً بعنوان (إرجاع الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام الشيعة للفقهاء في زمن الحضور والغيبة). وألقى الصالحي بحثه ضمن فعّاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ (السجاد والباقر عليهما السلام السراجان المنيران)، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ويشرف عليه قسم الشؤون الفكرية، ومركز الصادقين ومركز الشيخ الطوسي وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي الأوّل. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأوّل تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وأكّد الباحث أن "الالتزام بعبادة الله (عزّ وجلّ)، والسير في الحياة والمعاملات وفق أحكامه سبحانه وتعالى، يكون بالرجوع لمن نصّبهم مبلّغين وهداة للخلق وهم الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار(عليهم السلام)، وعند تعذّر الوصول إليهم والانتفاع المباشر منهم أو تعسّره لأسبابٍ معينة، لا يسقط التكليف ولا يبقى العبد طلقاً في أفعاله، بل ينتقل إلى من يرشده لها ويبينها أو يستنبطها من أصولها ومنابعها الشرعية".

وبين الباحث أن "هذا الدور لا بُدّ من أن يكون لفئةٍ خاصّة من الشيعة، وذلك من جهة ما يجب أن يوفّر عليه المتصدّي من مؤهّلات تمكّنه من ذلك، ومنها أن يقوم الأئمّة(عليهم السلام) بالإشارة إليه وإرجاع المؤمنين إليه بتوجيهٍ خاصّ أو عام، كذلك أن يكون عادلاً، قادراً على تفريغ الأحكام من أصولها وتمييز اللحن من غيره، عالماً بدراية الحديث، فقيهاً، مطيعاً لمولاه، مخالفاً لهواه". وتابع الباحث "إذا توافرت في الفقيه المؤهّلات اللازمة فهو ممن أجازوا (عليهم السلام) الرجوع له، والاعتماد عليه في تشخيص الحكم واستنباطه، وهذا جارٍ في عصري حضور الأئمّة(عليهم السلام) وغيبة الإمام الحجة(عجّل الله فرجه الشريف)، مقتصرين في إثبات ذلك على ما ورد عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام)".