المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Vowel systems PALM
2024-04-15
اغاثة الكاظم للملهوفين
10-8-2016
آدم بن أحمد بن أسد الهروي (أبو سعد النحوي اللغوي)
10-04-2015
المعايير المستخدمة في جغرافية الصناعة - الاجور المدفوعة
29-10-2018
تعامل المسلمين مع غير أهل الذمّة
27-08-2015
دور الإعلام العلمي
18-8-2019


خصوصيات قتل بني اسرائيل  
  
1120   02:35 صباحاً   التاريخ: 2023-05-05
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 511 - 517
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014 2221
التاريخ: 29-3-2016 1996
التاريخ: 2024-10-23 82
التاريخ: 2023-03-26 1279

يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 54]

فيما يتعلق بطريقة القتل المذكور وتفاصيله كعدد المقتولين وزمان القتل ومكانه، فقد طُرحت آراء شتّى اعتماداً على التاريخ والحديث بحيث الصعب الاستناد إليها والوثوق بها. فقد رُوي في تفسير الصافي عن تفسير القمي ما نصه:

إن موسى (عليه السلام) لما رجع من الميقات وقد عبد قومه العجل قال لهم بعد الغضب عليهم والعتب لهم: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [البقرة:54] قالوا: وكيف نقتل أنفسنا؟ قال لهم: ليعد كل واحد منكم إلى بيت المقدس ومعه سيف أو سكين فإذا صعدت المنبر تكونوا أنتم متلثّمين لا يعرف أحدكم صاحبه فاقتلوا بعضكم بعضاً. فاجتمع الذين عبدوا العجل وكانوا سبعين ألفاً فلما صلى بهم موسى (عليهم السلام) وصعد المنبر أقبل بعضهم يقتل بعضاً حتى نزل الوحي: قل لهم يا موسى ارفعوا القتل فقد تاب الله عليكم. وكان قد قُتل منهم عشرة آلاف (1)

وفي التفسير ذاته رويت هذه القصة بشكل آخر نقلاً عن تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) (2) .. وفي هذا السياق كتب أمين الإسلام الطبرسي ما يلي:

فرُوي أن موسى أمرهم أن يقوموا صفين، فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم وجاء هارون باثني عشر ألفاً ممن لم يعبدوا العجل ومعهم الشفار المرهفة وكانوا يقتلونهم، فلما قتلوا سبعين ألفاً تاب الله على الباقين وجعل قتل الماضين شهادة لهم (3).

كما رويت عن طريق أهل السنة أيضاً صور مختلفة أشار إلى بعضها الطبرسي في مجمع البيان والفخر الرازي في التفسير الكبير (4).

وليس لأي واحدة من الروايات المذكورة سند معتبر، وإن عدم نقل هذه التفاصيل في الأحاديث المعتبرة وكذا عدم التعرض لها في الآيات القرآنية لشاهد على أن ما يُرتجى من استقاء للعبر من رواية القصص والهداية والرسائل المستوحاة من الحكايات التاريخية لا يتوقف على توضيح مثل هذه الجزئيات من هنا فإن التعرّض لها غير ضروري وذلك لأنه ليس للمروي عنه نفع يُعتد به ولا الرواية قابلة للثقة بها.

يقول الباري تعالى في آخر الآية محل البحث: هذا العمل ألا وهو (قتلكم لبعضكم). هو خير لكم عند بارئكم. إذن فقد قبل الله عزوجل توبتكم لأنه التواب الرحيم؛ {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 54]

أما الوجه في كون هذا العمل خيراً في جملة: خير لكم فهو أنه على الرغم من كون مثل هذا العمل شاقاً ومؤلماً، سواء كان على المقتولين الذين يواجهون السكاكين أو الخناجر أو السيوف المرهفة القاطعة فيُسلمون أرواحهم للموت، أو على القتلة الذين كانوا يُنزلون سيوفهم الحادة على أجساد إخوانهم وأصدقائهم وأقاربهم، بيد أن هذا العمل في الوقت ذاته كان خيراً للجميع؛ لأنه كان سبباً في تطهيرهم من لوث الشرك وستعقبه فيما بعد الحياة الأبدية والبهجة السرمدية. وبتعبير آخر فإن هذا العذاب الدنيوي المحدود والمؤقت سيكون مدعاة لخلاص بني إسرائيل من العذاب الأخروي الأبدي، وبتعبير ثالث فإن الأجل آت لا محالة شاء المرء أم أبى، فما أحسن أن يحصل هذا الحدث الحتمي على نحو تكون نتيجته الخلاص من العقاب الأبدي ونيل الفوز السرمدي. أضف إلى ذلك أن مثل هذا العمل الدموي سيكون خيراً لمجموع أمة اليهود، سواء الجيل المعاصر للواقعة أو الأجيال المستقبلية إلى يوم القيامة؛ وقد تم بيان الوجه في كونه خيراً للسلف، أما وجه كونه خيراً للخلف فهو يرجع إلى أن الذكرى المريرة لهذه الحادثة ستروى على الألسن دوماً وستسخر عظمة الحادثة قلوب بني إسرائيل على مر القرون والأعصار حتى لا يفكر أحد منهم بعدها بعبادة الأصنام.

وما يُستفاد من الآية: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66] فهو أن الإقدام على مثل هذا العمل والقيام بهذا التكليف من شأنه أن يثبت مكانتهم أشد تثبيتاً؛ إذ أن الإنسان أساساً يعمد، بكل عمل خير يقوم به، إلى جعل هويته ومكانته أكثر ثباتاً ورسوخاً وينأى بنفسه عن التزلزل والتعثّر فلا يكون بمقدور الشيطان (الذي شغله الشاغل هو إزلال الإنسان ودفعه إلى طريق المزالق ليُسيء استغلال مكانة الإنسان ومقامه المتزلزل) النفوذ إليه.

تنويه: 1. قد يكون في تكرار كلمة "بارئ" في جملة: {عند بارئكم} إشارة ثانية لما مرّ في ذيل كلمة "بارئ الأولى في نفس الآية من ناحية، وتنوية أيضاً إلى علة كون القتل المذكور خيراً من ناحية أخرى. وكأت المقصود هو القول: إنّه لا قيمة لأرواح نفر من الأراذل والجهلة من الناس، ممن أذعنوا لعبادة العجل بعد مشاهدة كل تلك البينات، في مقابل حماية توحيد رب يتصف بالبارئيّة والخالقية وفي ظل اجتثاث الشرك برب كهذا وفي سياق كسب رضوانه جل وعلا وعودة إفاضاته إليكم. وسيتضح رمز هذا التكرار وسره في مبحث الإشارات.

2. إن جملة: إنه هو التواب الرحيم هي تعليل لقبول التوبة من جانب الله عز وجل، وإن العلة لقبول توبتكم أو، بعبارة أخرى، العلة في عودة الفيض الإلهي إليكم، هي أنه تعالى تواب رحيم، وإلا فإن هذا الذنب العظيم (وهو الشرك) وحده وإحلال العجل محلّ الله عزت آلاؤه لكاف لهلاككم، حتى وإن غُض الطرف عن سائر جرائركم وجرائمكم الكثيرة.

إنَّ المراد من القتل هو القتل الظاهري، أي الإعدام. هذا القتل لم يُطرح على النحو الخاص الشائع في المحاكم القضائية وبعنوان حد المرتد ، بل قد طرح بصورة القتل الجماعي، هذا وإن أمكن تشبيهه بحد الارتداد بالنسبة للمرتدين منهم. كان هذا القتل - بالنسبة لتطهير مجتمع مدنس كمجتمع بني إسرائيل بمثابة الدفاع عن الأديان السماوية أصالةً، ألا وهو التوحيد والمكافحة لأكثر الجراثيم الفكرية فتكاً، ألا وهي الشرك دفاع عام كهذا والذي تم إبلاغه عن طريق الوحي الإلهي ينطوي على آثار روحانية جمة من أبرزها أن المدافعين عن حريم الدين كانوا قد بايعوا الله سبحانه وتعالى وباعوا له أنفسهم وأموالهم قابضين ثمن الجنّة في مقابل ذلك، سواء قتلوا الخصم أم قتلوا. هذا بقطع النظر عن أن المقتول في معركة الدفاع عن الدين سيقضي شهيداً وسيُثبت بحقه في سجل روحه ثواب الشهادة الخاص. لهذا فإن عصارة الآية المذكورة فيما يخص المبحث الحالي تتلخص فيما يلي:

1. إن المقصود من القتل هو الإعدام والقتل الظاهريين.

2. كان للقتل دخل في توبة بني إسرائيل بحيث لو لم يقتل بعضهم البعض فإن التوبة لم تكن لتحصل.

3. إن توبتهم مع كل القيود المعتبرة فيها، التي من جملتها القتل المذكور، قد حصلت قطعاً، والدليل على ذلك هو أن الله عزوجل قد قبل توبتهم في قوله تعالى: (فتاب عليكم) .. فلو لم يكونوا قد تابوا أو أنهم تابوا توبة ناقصة فاقدة لشروطها التكميليّة (أي القتل) فإن الله عزوجل لم يكن ليقول أبداً فتاب عليكم، أي إن الله قد قبل توبتهم.

4. مثلما أن التوبة كانت خيراً بالنسبة لهم، فإن قتلهم لبعضهم، الذي كان متمماً لها، كان خيراً لهم كذلك.

5. إن كون القتل خيراً، وهو القدر المتيقن المستنبط من جملة: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] هو عند الله سبحانه وتعالى الذي هو بارئ الجميع.

6. إن المقتول التائب الذي رضي بإعدامه وقد تجسمه دفاعاً عن حريم التوحيد سوف يبقى حياً بعد قتله؛ وذلك لأنه لو مات المرء وانعدم بالكامل بحيث لم تثبت له أي حياة بعد موت البدن والمنية الدنيوية فإنه لن يشكل أي شيء خيراً وصلاحاً بالنسبة له على الإطلاق؛ إذ ليس للمعدوم المحض صلاح أو طلاح، ولا خير أو شر، ولا نفع أو ضرر. إذن فالمقتول في معركة الدفاع عن حريم التوحيد هو موجود حي وإن قتله هو في مصلحته وهو سيجني النفع أيضاً؛ وذلك لأنه لو كان شيء خيراً لموجود معين لكن هذا الموجود لا يصل إليه فإنّه لا يُعتبر ذلك الشيء خيراً له على الإطلاق.

7. إن الخير المذكور هو عند الله سبحانه وتعالى؛ أي إن المقتول في معركة الدفاع عن التوحيد إنّما يشق طريقه إلى ما "عند الله"، وهو يتلقى خيره من "عند الله"؛ لأنه لو لم يكن لمثل هذا المقتول سبيل إلى ما "عند الله"، فإنّه لن ينال ما عنده عز وجل من خير.

والنتيجة المستخلصة من هذه النقاط مضافاً إلى ما ضمت إليها السبع. من مبادئ مطوية ومخفيّة، هي كافية لإثبات شهادة المقتول في ساحة معركة الدفاع عن التوحيد، وإن لم تتوفّر بالكامل شروط الوثوق بالتاريخ أو الحديث المأثور في هذا المضمار. بالطبع إن ما رُوي من أحاديث وقصص تاريخيّة هي مفيدة ضمن إطار تأييد محتوى القرآن وتقوية المبحث المستنبط منه. ويُستنتج من هذا التحليل أن عبارة: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] في الآية مدار البحث لها نفس المضمون والمحتوى الذي هو لعبارة: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] وهي تُعد سنداً جيداً لتثبيت شهادة قتلى بني إسرائيل ". ومن الممكن أن يكون السر في تكرار عبارة بارئكم والتصريح بالاسم الظاهر وعدم الاكتفاء بالضمير هو نفس هذا المبحث المهم  الذي قد ذكر أعلاه بطبيعة الحال إذا لم يتب شخص أولاً، ولم يبادر للامتثال لحكم قتل بعضهم بعضاً ثانياً، فإنه لن يشمل بالفيض المشار إليه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. تفسير الصافي، ج 1، ص 118.

2. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: ص203، وتفسير الصافي، ج1، ص117.

3. مجمع البيان، ج 1 - 2، ص238.

4. التفسير الكبير، مج 2، ج 3، ص 86 - 87 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .