المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أهل بيت الحسين خيرة أهل الارض
19-10-2015
Generalized Fourier Integral
28-11-2018
الحارث القرشي
2023-02-06
المهر وتجهيز العروس ومراسم زواج فاطمة الزهراء سلام الله عليها
13-4-2022
أملاح الباريوم Barium salts
13-10-2016
Motivation
1-3-2022


تأثير حليب الأم  
  
1132   11:59 صباحاً   التاريخ: 2023-04-01
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص70 ــ 81
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016 2135
التاريخ: 8-1-2016 2761
التاريخ: 10-1-2016 2286
التاريخ: 1-5-2022 2153

بحثنا حول حليب الأم الذي يعد غذاءً فوق العادة كاملاً للطفل ووظيفة كل ام ان ترضع طفلها. الحليب غذاء مفيد وكامل وسليم. عادة الأطفال الذين يرضعون من امهاتهم هم أفضل بكثير من الذين لم يرضعوا مطلقاً من أمهاتهم أو رضعوا قليلاً. وهذا من حق الولد على أمه ويوصي القرآن الكريم بأداء حق الطفل هذا بشكل كامل والحق الكامل الارضاع عامين: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 233].

إذاً يحق للطفل ان يرضع من أمه عامين حتى لو استعانت بغذاء آخر فتكون قد أدت لطفلها خدمة عظيمة من حيث القابلية والنشاط والقوة والبنية هذا طبقاً لأصل القضية.

....ان للحليب تأثير عجيب على الطفل. فان كان حليب الأم مغذياً فانه يؤثر على قوة الطفل وكذلك من الجانب المعنوي يترك تأثيراً عجيباً في روحية الطفل... فان معنويات (روحية) الأم تؤثر على الحمل الا ان معنوياتها تؤثر أكثر على الحليب....

الشرط الأول ان تكون الأم تقية وان لا ترتكب المعاصي خاصة في فترة الرضاعة ... واكرر اليوم على الأمهات ان يدققوا، قلت لو ان الأم تناولت لحماً ملوثاً فان اللحم من دون شك سيسممها ويسمم الطفل الذي في بطنها ايضاً كذلك الأطعمة التي تبعث رائحة من الفم لذلك نجد في الروايات ان تتناول الأم الحامل طعاماً لطيفاً. ان كان هذا (التأثير) من حيث الغذاء اذن من الناحية المعنوية يكون أولى بذلك، فالأم الفاسدة لا تلوث وتفسد قلبها فقط بل قلب طفلها ايضاً وهذا الأمر ينطبق على الرضاعة (الحليب) أكثر.

على الأم ان لا تلوث حليبها بعدم التقوى. الغيبة، أكل الميتة يؤثر على قلب الانسان وروحه فيصيبها الخمول والكسل خاصة بالنسبة للارتباط بالله عزوجل واداء المستحبات وتؤثر على الحليب ويشرب الطفل هذا الحليب الملوث بالجراثيم المعنوية. لو كان الحليب ملوثاً بجراثيم عادية لتسمم الطفل. ان كانت الأم غير تقية فان الطفل سيتسمم لذا فان الشرط الأول للتقوى والارتباط بالله عزوجل.

قالوا لأم الشيخ الأنصاري: بارك الله ما أحسن هذا الطفل الذي قدمتيه إلى المجتمع. وكانوا يقولون لها بارك الله بك وبحليبك الذي استطعت ان تقدمي به الشيخ الأنصاري إلى المجتمع، لقد كان الشيخ الأنصاري أحد افتخارات عالم التشيع. ولقد كان متفوقا بالعلم والعمل حيث كان يغبطه الناس ويقولون لأمه ما تقدم ذكره وكانت تجيبهم: لم أكن اتوقع أكثر من هذا من ابني. لأني طبقت سنتي الرضاعة لم أرضعه ابداً من دون وضوء كنت انهض في نصف الليل أتوضأ وأرضعه. فالمرأة التي تؤدي صلاة الليل وترضع ابنها تختلف كثيراً عن تلك التي لا تؤديها. وما ترضعه الثانية لابنها ناراً وليس حليب، والتي تكثر الغيبة والتهمة والشائعة في حياتها فأنها تقدم لابنها ناراً وليس حليباً.

والمرأة المرتبطة بالشيطان وليس بالله عز وجل انها تسمم طفلها، من حق الطفل ان تقدم له حليباً سالماً. لذا اطلب من الأمهات ان يقود ارتباطهم بالله عز وجل في فترة الرضاعة ولا يدعوا اي علاقة مع الشيطان. وليذكروا في اول الرضاعة بسم الله ولا يدعوا الأفكار السيئة والوسوسة تسيطر على أذهانهم. وليتوضؤوا إذا أمكنهن ذلك. وليتوبوا من ذنوبهم قبل الارضاع ليقولوا من قلوبهم: استغفر الله وليعترفوا بتقصيرهن ثم ليرضعوا اطفالهن. فالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) بمقامه وعظمته كان يستغفر الله يومياً سبعين ومئة مرة ويعتبر نفسه مقصرا وكان (صلوات الله عليه وآله) يقول: (أني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة) انا نبي وقد يتكدر قلبي لذلك فاني استغفر الله مئة مرة، ان نفس جلوس النبي وقيامه وأكله وشربه ونومه يجلب التلوث للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فالقلب كالورد بل ألطف منه ويتلوث ويذبل بسرعة ويلزمه الاستغفار ليحافظ على رونقه.

علينا جميعاً ان نستغفر دائماً ليس باللسان فقط انما بالقلب ايضاً فليعترف القلب بتقصيره وليحافظ على التوبة والإنابة، واطلب هذا من امهاتنا ان يتوبوا قبل ارضاع اطفالهن، فلتضطرب قلوبكن ولتعترف بالتقصير. ثم ارضعوا اطفالكن ببسم الله الرحمن الرحيم. هذا الشرط الأول.

الشرط الثاني: يتحدث عن التوتر وهنا أهم. فلو أرضعت الأم الطفل وهي مضطربة ومتوترة الأعصاب. فان ذلك قد يؤثر على عقل الطفل. او على جسمه.

وان لم تؤثر فان ذلك يؤثر على روحيته ومواهبه وعلى نشاطه. والنساء الخاملات عادة ما يكن قد ورثن هذا الخمول والكسل من أمهاتهن ومن حليبهن. ارجو ان يلتفتوا ولا ينقلوها ايضاً الى ابنائهن لأن الانسان الخامل الميت قلبه لن يحل عقدة في المجتمع. وان أصبحت الفتيات خاملات فلن يتمكن من ادارة بيوتهن. والعديد من قضايا الطلاق ما يكون هذا سببها. إذا أصبح ابنكم مهموماً خاملاً فلن يتمكن من العيش في المجتمع وسينزوي بعد طرده.

روى أحد الكتاب جملة امراً مهماً للجميع خاصة للنساء المرضعات، يقول عندما كنت أدرس في أوروبا نهضت ذات يوم في الصباح وكنت متوتر الأعصاب جداً فقلت في نفسي واويلتاه لا زال هناك يوم جديد أمامي. وكنت مضطرباً جداً مددت يدي فالتقطت جريدة قرأت فيها قصة عجيبة كان أحد الاشخاص مبتلى بتقرح في المعدة ولم يكن ليشفى منه. فغضب ذات يوم وطعن نفسه بالسكين وأخرج معدته. كان يقول اريد ان اعيش دقيقة من دونك. الا ان ذلك كان مستحيلا وقضى على حياته بنفسه. يضيف الكاتب. فقلبت الصفحة وجدت مقالاً تروي فيه امرأة خواطرها. وقد كتبت تقول: الحمد لله رب العالمين في كل صباح انهض فيه احمد الله عزوجل انه هناك يوم أمامي وعلي ان امضيه بالثبات والاستقامة والصبر امام المشاكل؛ الحمد لله الذي وهبني يوم جديد مع السلامة والصحة. عندها يقول الكاتب أخذت أفكر من اين اتت هذه الحالات الثلاث حالة تقول: الحمد لله ان هناك يوم جديد أمامي وحالتي انا التي تقول: تباً لي؛ هناك يوم جديد، وحالة هذا الشخص الذي انتحر بشكل عجيب غريب. يقول فكرت فوجدت ان اعصابي المتعبة وهمومي التي خلقت لي هذا الخمول والكسل.

والانتحار كان سببه الجسم المريض. ووجدت ان سبب مرض جسمي هو ضعف الاعصاب والخمول. اما تلك المرأة فنشاطها. وأملها فبسبب اعصابها القوية والنشيطة.

انه كلام ممتاز، فالدنيا ليست بالسيئة وليست بالجيدة. وهناك اختلاف بين العظماء هل ان الدنيا جيدة ام سيئة. البعض منهم يقول انها سيئة ويتمسكون بالآيات المتعلقة بالزهد وذم الدنيا. والبعض الآخر يقولون انها جيدة ويتمسكون بالآيات التي تمدحها. لكن في الحقيقة انها ليست بالسيئة ولا بالحسنة.

فاذا تعلق الانسان بالدنيا وجعلته من اهل جهنم فأنها تكون سيئة. لكن ان لم تأخذه الدنيا ولم يتعلق بها واستطاع ان يساعد الآخرين بواسطة الدنيا وان يعمل ب (الباقيات الصالحات) فان الدنيا تكون حسنة. لذا فاذا سألتم هل الدنيا سيئة ام حسنة فأجيبوا لا بالسيئة ولا بالحسنة الدنيا مثل منشار النجار انظروا كم يستفيد منها هذا النجار. فنحن الذين نجعلها حسنة ام سيئة. واعصابنا هي التي تجعل هذه الحياة تعيسة او هنيئة.

ان الهم والغم لا يؤثر على مصير الإنسان. يقول القرآن: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22، 23]، لكن الشيء الذي قد وصلت اليه وعليّ أن اذكر به اليوم ان ما يغير المصير هو العمل والنشاط والاستقامة والدعاء ومناجاة الله والصلاة في اعماق الليل. فان العمل هو الذي يعتبر القضاء وليس التألم وتجرع الغصص ولا الخمول. فانه لا يحل شيئاً والأمر الوحيد الذي ينتج عن الاغتمام انها تقتل المواهب عند الطفل. إذا انتقل اليه بواسطة الحليب. وما يفعله الهم والغم أنه لحليب الشيخوخة المبكرة للأنسان. ويشل حركته ويجعله عاطلا باطلا لا اهمية لموته او ان ترمى في زاوية مشلول الحركة تتمنى حتى ابنتك موتك هذا ما يفعله الغم والحسرة بالإنسان. فأنك تجلس عاماً بكاملها تتحسر وتتألم لكن من البديهي ان شيئاً لا يحل. لكن في نصف الليل قل يا الله مرة واحدة فقط وصلي ركعتين واطلب من الله بعد الصلاة ان يحل مشكلتك عندها تحل المشكلة. ان لم تكن هناك عقد والطريق سلسة الا ان هناك شيء قد يعقد الأمور ما هو؟! {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [المائدة: 65]، تقول الآية: لو كان هناك تقوى لكانت هناك بركة ولأتت النعم من السماء والأرض. لكن ان كانت هناك ذنوب ولم يكن هناك تقوى فستحل قلة البركة وستتعقد الأمور وتكثر المشاكل. يقول القرآن ان كنت تتطلب حل أمورك فكن تقياً.

{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]. يقول القرآن ان كنت تريد حل عقدك اعتمد على الله عز وجل: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].

الرواية التي كنت قد قرأتها حيث يخاطب ان اكتبوا مصير الطفل.

لكن الانسان يستطيع ان يغير قضاؤه بواسطة اعماله وارتباطه به لذا اطلب من الأمهات ومن الجميع ان تحافظوا على جو البيت الدافئ. وعلى النشاط.

ما أحسن ما يقول أحد علماء النفس: (على الرجل عندما يدخل البيت ان يترك همومه ويزيلها خارجه كما يزيل الوحل من حذائه خارج البيت وعليه ان يدخل بنشاط، وعلى المرأة أن تهيء نفسها قبل مجيئه وهي برأي الاسلام مسؤولة ان لم تقم بذلك. وهو اثم واثم كبير. فاذا لا سمح الله لم تتزين قبل مجيء زوجها. ووقع في حرام فان هذا الاثم من تقصير المرأة وستدخل جهنم معه.

يضيف عالم النفس: (على المرأة ان ترمي بهمومها خارج البيت قبل مجيء زوجها كما تكش وتخرج النفايات من بيتها).

عليها ان ترمي بالخمول وان تهيء نفسها وتتزين قبل مجيء زوجها. اقول لكم ايها الأمهات انه وقت الارضاع لا تتوضأوا فقط بل كنَ حينها نشطات بشوشات متبسمات فان تبسمك هذا يؤثر على الطفل وعلى عقله وكذلك يد الرفق التي تمسح على رأسه. لكن التبسم عند الرضاعة في الأيام الأولى يترك تأثيراً عجيباً في أعماق روح الطفل. لكن إذا كانت الأم متألمة من زوجها ثم يستيقظ هذا الطفل في نصف الليل وتكون هي متوترة فتصرخ في وجه الطفل وترضعه. فان هذا سيقضي على مواهبه وقد يشله ويجعله طاغياً وقحاً.

وما نقرأه في الرواية من ان الجنة تحت اقدام الأمهات. فانهم لا يقدمون الجنة مجانياً لأحد. فهذه الأم تنهض في نصف الليل يبكي الطفل فتلاطفه وترضعه. وقد تناغيه وتعتذر له لتأخرها في النهوض. فهذه الرضاعة ثوابها كعتق رقبة في سبيل الله. اما ان تنهض الأم وتزعق في وجه الطفل. وقد تشتمه خاصة ان كثيراً من الرجال والنساء لا يوزنون كلامهم. فهذه الرضاعة لا ثواب فيها. وقد تخلق شللاً ظاهرياً او باطنياً لها او لطفلها او لكلاهما معاً.

لذلك فان الشرط الثاني في الرضاعة ان تدع التوتر جانباً وعلى الزوج ان يداري زوجته المرضعة. فلا يغضب لا قدر الله ويضايق زوجته. وعلى المرأة ان تحافظ على نشاطها. ولا تغتم أبداً وهذا الشرط الثاني.

الشرط الثالث: وهو أهم من الشرطين الأول والثاني أي الأكل الحلال. الويل للحليب المهيء من الحرام. وما نورد عند العظماء في الاسلام عن حرمة وحلية الطعام لكيلا تفسد حياة الانسان فاذا كان الحليب ملوثاً اي ناتج من اكل الحرام يكون ناراً في فم الطفل. ولو نمى على هذا الحليب نقول للأم، احذري فلقد تدخلت في تعاسة طفلك. وقد تبلغ مرحلة صعبة جداً والعياذ بالله.

واطلب من الرجال ان يكون كسبكم دائماً خاصة في فترة الحمل والرضاعة ان يكون اسلامياً غيروا طعامكم غيروا عملكم انتبهوا ان يكون مالكم مالكم ومال الناس مال الناس. احذروا ان كان كسبكم فيه شبهة فانه سيجلب التعاسة لكم خاصة لأبنائكم.

كان عبد الرحمن السيابة أحد خواص الامام الصادق (عليه السلام)، وقد مات ابوه سيابة ولم يترك له من الارث شيئاً. يقول: اعطاني صديق والدي ألف درهم وقال لي: اتجر بهم ثم ردهم الي. فجعلتهم رأسمالي ولم تمض سنة الا واستطعت ان افي بديوني وان أهيء مالاً لأذهب الى مكة وعادة الأصحاب الذين كانوا يأتون إلى مكة كان همهم ان يلتقوا بإمامهم كانوا يذهبون في الدرجة الأولى ليلتقوا بالباقر والصادق (عليهما السلام).

نضيف ذهبت الى مكة من ثم الى المدينة. فأتيت الى الصادق (عليه السلام) وكان هناك جماعة ما ان انتهى منهم حتى سألني من انت فقلت: انا عبد الرحمن سيابه فقال (عليه السلام) كيف حال والدك. فقلت انه قد ارتحل من الدنيا فتأثر (عليه السلام) وسألني عن وضعي. فأخبرته ان وضعي المالي لم يكن جيداً. وإن صديق والدي قد اعطاني مبلغاً وقبل ان أكمل حديثي. سألني عن الألف درهم. فقلت يا بن رسول الله لقد اوفيت ديني قبل ان آتي الى مكة فقال لي بارك الله، بارك الله، بارك الله. ثم نصحني قائلاً لي: (عليك بصدق الحديث واداء الأمانة، عليك بصدق الحديث واداء الأمانة، عليك بصدق الحديث واداء الأمانة).

اي انه احذر الخداع وتأخير الدين فان هذا ليس من افعال المسلم فإن الإنسان لا يستطيع الذهاب إلى مكة ان كان مديوناً حتى ان الفقهاء يقولون لا يستطيع المديون ان يصلي في اول الوقت إن طالبه الدائن بذلك. عليه ان يؤديه اولاً ثم يصلي فإن مال الناس صعب، صعب جداً.

ينقل أحد الأشخاص عن أحد علماء طهران الكبار يقول: (كنت طالباً للعلوم في النجف عندما أخبروني ان والدك قد توفي وكان من علماء طهران. فأرسلنا الجثمان إلى النجف ودفناه هناك وبعد فترة رأيت والدي في المنام وكان يبدو حزيناً مهموماً فتعجبت من ان شخصاً قد خدم الاسلام سبعين عاماً كان قوله فيها (قال الصادق وقال الباقر) لماذا يبدو حزيناً؟! فسألته: لماذا تبدو حزيناً؟ فأجاب: آهٍ من حق الناس وآهٍ من الدين. أني مطالب بثمانية عشر تومانٍ لمشهدي تقي نعلبند وقد أمسكوا بي ولا يدعونني أذهب إلى حيث مكاني وكما ترى فإني مبتلٍ ويطالبونني بحقه. يقول نهضت من نومي متعجباً وكتبت لأخواني في طهران ليجدوا مشهدي تقي النعلنبدي وهل ان أبي مطالب ام ماذا؟! مضت مدة الى ان كتب لي اخواني انه قد ذهبنا إلى هذا الشخص وسألناه هل ان لديك شيء عند والدنا. قال: بلى هناك ثمانية عشر توماناً فسألناه لماذا لم تخبرنا فقال: أني أعتب على والدكم لماذا لم يسجلها في دفتره؟ عالماً قضى سبعون عاماً من عمره يقول (قال الباقر وقال الصادق) يحبسونه لأجل ثمانية عشر تومانا. وان لم يسجل في دفتره لا لأنه لم يكن يريد ان يسد دينه انما تساهل في ذلك. ولأنه كان مديوناً فحسب قد حبسوه ومنعوه دخول الجنة حتى يدفع الثمانية عشر توماناً). هذه آخرة أموال الناس وجهنمها ودنياها نار أيضاً. {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10].

انتبهي ايتها الأم لئلا ترضعي ابنك حليباً حراماً لأنه ناراً. وانتبه ايها الأب لطعامك فالقرآن يقول ان كنت تأكل اموال الناس فأنك تأكل ناراً وفرثاً ودماً ولو لم تدرك ذلك. انتبه ماذا تقدم لزوجتك وابنائك ان كان لا سمح الله حراماً فان يوم القيامة سيلعناك زوجتك وابناءك الذين يكون صيامهم صحيحاً والذين سيدخلون الجنة ويقولون: ربنا ان ابانا قد اطعمنا حراما على السحور والافطار فطالبه بذلك. هذا الشرط الثالث.

الشرط الرابع: وهو اهم من الشروط الثلاثة. ان روحيات (معنويات) الأم تؤثر على الطفل سأنقل لكم قضية تثير الحيرة والتعجب خاصة على النساء ان يعتبروا بها

لقد اعدموا المرحوم آية الله الحاج الشيخ فضل الله النوري في عهد المشروطة وكان هذا المجتهد العادل الثائر قد وقف في وجه الحكومة المشروطة مع انه كان في البداية من مؤيديها ومن مؤسسيها الا انه بعد ان رأى انها لا تحقق ما يرجوه عارضها فحبسه عدد من رجال الدولة الجهلة والعملاء في السجن. وكان للشيخ ابن يحث على قتله. أي ابن هذا المجتهد العادل الثائر، كان يقول: أعدموا أبي.

يقول أحد الكبار فذهبت إلى السجن والتقيت بالشيخ وقلت له: هذا ابنكم. ويجب ان يورث اشياء عظيمة جدا وان يكون لديه مرتبة عالية. فلماذا هو رذيل إلى هذا الحد حتى أنه يوشي عليكم وراضٍ باعدامكم.

فأجاب المرحوم شيخ فضل الله. نعم كنت أدري ذلك وقد تحقق ما كنت أخشاه.

ثم أضاف لقد ولد هذا الصبي في النجف ومرضت أمه فلم يكن لديها حليب لترضعه فاضطررنا أن نأتي له بمرضعة وكانت مجهولة ولقد قصدنا بذلك فلقد ارضعته وبعد فترة انتبهنا بالإضافة إلى انها ملوثة انها ناصبية تنصب العداء لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولأهل البيت (عليه السلام).

ولقد دق حينها ناقوس الخطر وقد حدث ما كنت أخشاه.

وعندما أعدم هذا المجتهد العادل، صفق بعض الناس الجهلة تحت منصة الاعدام وكان من بينهم ابنه هذا. وقد قدم هذا الابن بدوره إلى المجتمع ابناً هو كيانوري رئيس حزب التودة (الشيوعي) أي انه حفيد المرحوم آية الله الشيخ فضل الله النوري وابن الذي صفق لإعدامه.

فماذا تقول لنا هذه الرواية؟. تقول: إن معنويات الوالد تؤثر هذا قانون الوراثة والأهم من ذلك ان روحيات الأم تؤثر على حليبها فالأم الحسودة تقدم طفلاً حسوداً إلى المجتمع والأم الرؤوفة تقدم ابناً رؤوفاً. وأروي عكس هذه الرواية للنساء.

رأى الشيخ مفيد (قد سره) في نومه ان فاطمة الزهراء (عليها السلام) تقدمت نحوه ممسكة بيدي الحسن (عليه السلام) الحسين (عليه السلام) وقالت له: (يا شيخ علمهما الفقه) فنهض الشيخ مفيد متعجباً وحينما كان جالساً في حلقة الدرس تقدم نحوه امرأة عفيفة تمسك بيدي ولديها وقالت له: (يا شيخ علمهما الفقه) وكان الصبيين السيد مرتضى والسيد رضي. ولقد رباهما الشيخ مفيد تربية عظيمة حيث أصبحا من افتخارات الشيعة.

في أحد الأيام أخرج الشيخ مفيد مقداراً من سهم الامام وقال لهما: اعطياهما لأمكما (لأنهما كانا يتيمين) حتى تصرفه عليكما. لكن الأم لم تقبله وأعادته. وقالت: ابلغا سلامي إلى الشيخ مفيد. وأخبروه ان والدهم قد ترك لهم دكاناً ونحن نستفيد من تأجيره لذلك. فإننا لا نحتاج او نقتنع بما لدينا وأخشى إذا اخذت هذا المال ان اصرف هذا الشهر أكثر من العادة فأخسر القناعة. ولم تقبل المال.

هذه ام وحليبها، هذه ام وتقواها. وهذه ام وروحيتها. فلقد قدمت إلى المجتمع امثال السيد مرتضى والسيد رضي. فلو لم يكن السيد مرتضى لما اعترف بمذهب الشيعة رسمياً. قالوا له إذا قدمت مئة ألف دينار فسيعترف بالشيعة رسمياً. فباع جميع امواله من اجل الشيعة (لكي يتمكن من التبليغ لهذا المذهب من دون اي خوف وفي اي مكان). الا ان المال كان ناقصا ولم يساعده أحد ليكمل الثمانين ألف دينار لقد باع كل ما يملك لكي يصل هذا للشيعة اي انه باع منزله وحصانه ومكتبته وكل شيء. من اجل دين الشيعة وترك افتخارات عجيبة للشيعة. والسيد رضي هو جامع نهج البلاغة. ولقد اوصلته قناعة أمه وعفتها. إلى حيث يروى عنه انه كان مقداراً من المال أمانة لديه وزوجته الحامل بدأت تتوجع. ولم يكن هناك غير سراج واحد فقال سآخذ قليل من هذا المال لأشتري به سراجاً آخر فذهب إلى النقود الا انه لم يأخذ شيئاً قال: انها امانة ولا أستطيع ان أخون بها. ثم عاد فرأى ان صياح زوجته قد تعالى. وقد عم الظلام ولا يستطيع المطالعة. فذهب مرة أخرى إلى النقود ولم يأخذ منها شيئاً وكذلك المرة الثالثة ثم عاد وقنع بسراج واحد وكانوا يعطونه السراج ليقرأ عندما يهدأ ألم الزوجة ومن ثم يعيدونه.

في صباح اليوم الثاني جاء الى الدرس وعندما علم الحاكم ان الله قد رزقه طفلا أرسل له طبقاً من الدرهم والدنانير. لكنه اعاده ولم يقبله ولم ينتهِ الدرس حتى اعاده الحاكم وقال اعطوه إلى القابلة التي ساعدت الطفل: فأجابهم السيد: ابلغوه سلامي وقولوا له اننا لا نستعين بالقابلات الاجنبيات ونساؤنا يساعدن بعضهن البعض وفي المرة الثالثة اعاده الحاكم وقال وزعوه على الطلبة. عندها قال السيد: هذا لا يتعلق بي ايها السادة من كان يريد منكم ليأخذ هذا مالاً مشبوهاً، من الحاكم الظالم فلم ينهض سوي واحد من الطلبة وأخذ درهماً من الفضة وليس من الذهب وعندما اعترضوا عليه قال: لأنني قد تدينت من صاحب المحل بعض الزيت للسراج ولم أكن أستطيع ان أوفيه. وأخيراً اعادوا طبق الدرهم والدينار الى الحاكم. ولم يقبله السيد رضي ولا تلامذته.

ان تلك الأم العفيفة والقنوعة قد قدمت هذا الابن العفيف والقنوع إلى المجتمع. واقول لكم: (السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مجمع البيان، مجلد9، ص102. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.