المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى كلمة نزغ
17/10/2022
أحمد بن حاتم أبو نصر الباهلي
10-04-2015
السجن في زمن أمير المؤمنين علي عليه السلام
13-11-2015
الحدود الشخصية للدعوى الجزائية
20-3-2018
التعديل الوراثي على المحاصيل
1-10-2018
النواجي
27-1-2016


تأثيرات الام  
  
2422   01:40 صباحاً   التاريخ: 10-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص168ـ169
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-11 1784
التاريخ: 2025-03-08 248
التاريخ: 7-9-2018 1904
التاريخ: 7-3-2020 2537

تؤثر الام في طفلها، وكأنها تتحكم بشغاف قلبه واغشيته، وستبقى آثارها التعليمية والتوجيهية حيّة في قلب الطفل دائماً وابداً، وبناء على رأي علماء النفس الجدد فإن حنان الام اهم عامل في تكوين شخصية الطفل وطبعه.

وتأثير مواهب وقدرات الام، وعبادتها، وطريقة تعاملها وسلوكها واضح، وكل هذه الامور تترك اثراً كبيراً في سلوك الطفل، وهذا يختلف عن دور الوراثة، وتأثير دم الام في طفلها، فاحتكاك الطفل بأمه يعد محرضاً دائماً للطفل للقيام والتصرف بطريقة خاصة.

خضوع الام وتواضعها، محبتها للخير، خشونتها، كسلها، إحساسها بالمسؤولية، عقلها ومنطقها، وقارها، سمو روحها، طريقة تعاملها مع الامور والاحداث، محبتها وعاطفتها، خوفها واضطرابها، اخلاقها وطبيعتها، طبعها ونفسيتها، كل هذه الامور تؤثر تأثيراً بالغاً في الطفل.

وتدفعنا كثرة الامور المؤثرة في هذا المجال الى القبول بأن زمام عقول الابناء في اختيار الام، أي ان مصير افراد مجتمع المستقبل هو بيدها، وتستطيع توجيههم الى النزاهة والتقوى، او جرّهم الى الشر والفساد، فالأمهات ينقلن الإرث الثقافي، والسياسي، والاجتماعي، والاخلاقي، والديني الى الابناء، ويقمن بوضع الركائز والاسس الاصلية في اذهان الابناء.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.