المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معجزة فناء الأرض وحركتها في القرآن الكريم
21-4-2018
أصل النفاق ومنشؤه
4-5-2017
إلكترومتر electrometer
13-12-2018
علاج استبدال البروتينات Protein Replacement Therapy
12-10-2019
إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء
2023-08-09
Square Planar
27-4-2019


عامر بن الطفيل  
  
7552   10:36 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص219-221
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2219
التاريخ: 29-12-2015 4709
التاريخ: 2-3-2018 2849
التاريخ: 9-04-2015 1863

هو عامر بن الطّفيل بن مالك بن جعفر من بني عامر بن صعصعة من قيس عيلان، وأمّه كبشة بنت عروة الرحّال بن عتبة بن مالك بن جعفر.
ولد عامر بن الطفيل بعيد يوم شعب جبلة، في نحو سنة 67 ق. ه‍. (555 م) في نجد ونشأ فارسا شجاعا. ثم انّه ساد قومه وأصبح قائدهم في الغزوات فخاض معارك كثارا في الجاهلية منها يوم (معركة) فيف الريح. في تلك المعركة طعنه مسهر بن يزيد الحارثي طعنة ذهبت بإحدى عينيه.
في صفر من سنة 4(تموز 625) بعث الرسول أربعين رجلا من المسلمين لدعوة أهل نجد إلى الاسلام، فلمّا صاروا ببئر معونة، بين أرض بني عامر وأرض بني سليم، عدا عليهم عامر بن الطفيل في جماعة من رعل وذكوان -وهما قبيلتان من بني سليم-فاستشهد المسلمون كلّهم. ثم ان عامرا جاء في سنة 8 أو 9 ه‍ (629 م) على رأس وفد من بني عامر فيهم أربد بن قيس، أخو لبيد الشاعر من أمّه، إلى المدينة. فعرض الرسول الاسلام على عامر وأربد فلم يسلما. ويبدو أن عامر بن الطفيل توفّي في أثناء رجوعه هذا من المدينة بعد أن طعن (أصابه الطاعون) في عنقه، في نحو الثالثة والستين من العمر. وكان عامر عقيما لم يعقب أولادا.
عامر بن الطفيل شاعر فحل مجيد برع في الحماسة والفخر يتخلّلهما شيء من الحكمة. وكذلك وقع شيء من الهجاء بين عامر بن الطفيل وبين النابغة الذبياني.
-المختار من شعره:
قال عامر بن الطفيل يفتخر ويذكر فرسه يوم فيف الريح وذهاب عينه:
لقد علمت عليا هوازن أنّني... أنا الفرس الحامي حقيقة جعفر
وقد علم المزنوق أني أكرّه... على جمعهم كرّ المنيح المشهّر (1)
إذا ازورّ من وقع الرماح زجرته... وقلت له: ارجع مقبلا غير مدبر
وأنبأته أن الفرار خزاية... على المرء ما لم يبل جهدا ويعذر
أ لست ترى أرماحهم فيّ شرّعا... وأنت حصان ماجد العرق فاصبر
لعمري، وما عمري عليّ بهيّن... لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى ان كان أعور عاقرا... جبانا، فما عذري لدى كل محضر
وقد علموا أني أكرّ عليهم ... عشيّة فيف الريح كرّ المدوّر (2)
أقول لنفس لا يجاد بمثلها... أقلّي المزاح، انّني غير مقصر
ومن فخره بقومه:
وما الأرض إلا قيس عيلان أهلها... لهم ساحتاها: سهلها وحزومها (3)
وقد نال آفاق السماوات مجدنا... لنا الصحو من آفاقها وغيومها
وقال يفتخر بنفسه:
فإنّي، وان كنت ابن فارس عامر...  وسيّدها المشهور في كلّ موكب
فما سوّدتني عامر عن وراثة... أبى اللّه أن أسمو بأمّ ولا أب
ولكنّني أحمي حماها، وأتّقي... أذاها، وأرمي من رماها بمنكب (4)
وله في الحكمة:
قضى اللّه في بعض المواقف للفتى... برشد، وفي بعض الهوى ما يحاذر (5)
ألم تعلمي أني إذا الألف قادني... إلى الجور لا أنقاد والألف جائر(6)
_____________________
1) المزنوق: فرس عامر بن الطفيل. المنيح (بفتح الميم): قدح (بكسر القاف) من قداح (بكسر القاف) الميسر (بفتح الميم) لا نصيب له ولكن يتفاءلون به فيجعلونه دائما مع سائر القداح، ولذلك يكثر خروجه (من الوعاء الذي فيه القداح) ورده (إلى ذلك الوعاء). كنى عامر بن الطفيل بذلك عن كثرة كر حصانه وفره.
2) المدور لعله الذي يدور حول الخيمة (يقصد بسرعة وبسهولة).
3) الحزوم جمع حزم: الأرض القاسية، الصعبة.
4) أرمي من رماها بمنكب: أهجم عليه، أقاتله.
5) في بعض الهوى ما يحاذر: في بعض ما تهواه النفس ما يحذر منه (ما يخاف منه).
6) لا انقاد للجائرين ولو كانوا كثيري العدد (ألف رجل).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.