أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014
1544
التاريخ: 24-04-2015
1486
التاريخ: 25-04-2015
2288
التاريخ: 22-12-2014
1613
|
من الواضح لدى المختصّين بعلم النحو أنّ الاعراب في حقيقته هو :
عبارة عن بيان موقع الكلمة أو الجملة من الكلام ، وذلك يعتمد على فهم المعنى وتحديده ، وقد وضعت علامات الإعراب للفظ المفرد لتكون دليلا على موقعه من الكلام ، أو علامة قرائية لبيان المعنى.
والقرآن- كما نعرف- هو آية في البلاغة والفصاحة والإتقان اللغوي ، لذا فإنّ تفسيره ، وفهمه لغويا ، الذي يكشف لنا عن معناه يحتاج الى فهم إعراب الكلمة والجملة. وكما نعرف فإن المفسّر الذي عاش ، أو يعيش في بيئة غير بيئة اللغة القرآنية- أي يعيش في غير عصر الاحتجاج اللغوي- فهو ليس من أهل اللغة ، كما كان المعاصرون لنزول القرآن ، أمثال ابن عباس ، وأبيّ وغيرهم ، إنما يتعلمها تعلّما.
وكما نعلم فإن للنحويين مذاهب ونظريات نحوية ، كما أنّ فهم المفسّر الإعرابي يختلف من شخص لآخر؛ لذلك نجد الاختلاف في إعراب الكلمة والجملة القرآنية لدى المفسرين والنحويين.
وينعكس هذا الاختلاف في الإعراب على الاختلاف في فهم المعنى واكتشافه ، مما يستوجب توفر القدرة اللغوية لدى المفسّر في هذا الحقل من علوم اللغة. ومساحة هذا المجال في القرآن الكريم واسعة ، وذات أثر هام.
وللإيضاح نذكر أمثلة من الخلاف في الإعراب الذي ينتج عنه خلاف في التفسير. فالذي جاء في إعراب (إلّا) الواقعة في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء : 29] ... ما يأتي :
ذكر العلامة الطباطبائي أنّ بعضهم أعربها بأنها استثناء منقطع ، وأعربها آخرون بأنّها استثناء متصل ، أما هو فقد فسّرها بقوله : (فتقييد الجملة ، أعني قوله : لا تأكلوا أموالكم بينكم بعد تقييدها بقوله :
بالباطل ، النهي عن المعاملات الناقلة التي لا تسوق المجتمع الى سعادته ونجاحه ، بل تضره وتجرّه الى الفساد والهلاك ، وهي المعاملات الباطلة في نظر الدين ، كالربا والقمار والبيوع الغررية ...
وعلى هذا فالاستثناء الواقع في قوله تعالى : {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء : 29] استثناء منقطع جي به لدفع الدخل ...) (1).
ثم قال : (و ربما يقال إن الاستثناء متصل ، وقوله بالباطل قول توضيحي جيء به لبيان حال المستثنى منه بعد خروج المستثنى وتعلّق النهي) (2).
غير أنّه رفض هذا الإعراب ثم علّق على ما أورد من آراء : (و هذا الذي ذكرناه من انقطاع الاستثناء هو الأوفق بسياق الآية ...) (3).
وهكذا ربط العلامة الطباطبائي بين التفسير والإعراب والسياق.
ولعلّ من أوضح الآثار الإعرابية في تفسير القرآن هو الاختلاف في إعراب آية الوضوء : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة : 6].
فقد صار الاختلاف في القراءة والإعراب سببا للاختلاف في التفسير وبالتالي سببا للاختلاف في حكم القدمين في الوضوء ، هل هو الغسل أو المسح؟ ويلاحظ أيضا أنّ القراءة تؤثر بدورها في تحديد الإعراب ، فكلاهما يقوم على أساس فهم للمعنى ، كما يتضح من تفسير الطوسي لهذه الآية ، وللآية السابقة.
قال : (وقوله : أرجلكم الى الكعبين ، عطف على الرءوس ، فمن قرأ بالجر ذهب الى أنه يجب مسحهما ، كما وجب مسح الرأس ، ومن نصبها ذهب الى أنه معطوف على موضع الرءوس ، لأن موضعها نصب لوقوع المسح عليها ، وإنما جرّ الرءوس لدخول الباء الموجبة للتبعيض على ما بيّناه. فالقراءتان جميعا تفيدان المسح على ما نذهب اليه.
وممن قال بالمسح ابن عباس والحسن البصري وأبو علي الجبائي ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم ممن ذكرناهم في الخلاف ...) (4).
____________________
(1) الميزان في تفسير القرآن : ج4 تفسير سورة النساء ، الآية 29.
(2) الميزان في تفسير القرآن : ج4 تفسير سورة النساء ، الآية 29.
(3) الميزان في تفسير القرآن : ج4 تفسير سورة النساء ، الآية 29.
(4) التبيان في تفسير القرآن : ج 3/ 452 وما بعدها. دار إحياء التراث العربي بيروت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|