المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06



الشعر قِدمه وكثرته  
  
1676   05:10 مساءاً   التاريخ: 26-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : موسوعة تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص74-75
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 4710
التاريخ: 22-03-2015 2576
التاريخ: 22-03-2015 2278
التاريخ: 22-03-2015 25605

الشعر العربي قديم النشأة جدا، ولكن القسم الأوفر منه ضاع بعوامل مختلفة: بترك تدوينه (1)، وبهلاك نفر كثيرين من رواته في الفتوح بعد الاسلام، وبتشاغل الناس عن روايته بالدين وبالفتوح. والاجماع بين النقّاد واقع على أن أول الشعر العربي الرجز (2).
ثم ان الشعراء أنفسهم كثار لا يحيط بهم العدّ. قال ابن قتيبة (3): «والشعراء المعروفون بالشعر عند عشائرهم وقبائلهم في الجاهلية والاسلام أكثر من أن يحيط بهم محيط». ثم قال أيضا (ص 4-5): ولو قصدنا لذكر من لم يقل من الشعر إلا الشذّ اليسير لذكرنا أكثر الناس.
المعلقات-ومع الأيام زاد في الحياة الأدبية وجه جديد، ذاك ان الشعراء كانوا يتبارون في سوق عكاظ امام أحد فحول الشعر-وقد ذكروا من هؤلاء النابغة-فمن حكم له انداده اختيرت قصيدته و «علقت»: قيل اعدّوها علقا أي شيئا نفيسا، وقيل كتبوها بالذهب وعلّقوها على جدران الكعبة، وقيل بل علقوها بالذهن أي حفظوها عن ظهر قلب.
وليس من المستبعد أن تكون المعلقات قد دوّنت وعلّقت في الكعبة تصديقا للروايات الكثيرة المتواترة في ذلك وجريا على عادة الجاهليين في كتابة عهودهم ومواثيقهم وتعليقها في الكعبة نفسها (4).
واختلف علماء الشعر في عدد المعلقات فمن مقلّل ومن مكثر (5)، إلا ان جمهور الرواة يجعلها ثماني، هي، حسب ما اختاره أبو زيد القرشي، لامرئ القيس (الكندي) وزهير بن أبي سلمي (المزني) والنابغة (الذّبياني) والأعشى (القيسي) ولبيد بن ربيعة (العامري) وعمرو بن كلثوم (التغلبي) وطرفة بن العبد (البكري) وعنترة (العبسي). ومنهم من يزيد عليها معلقة الحارث بن حلّزة (البكري) وعبيد بن الابرص (الاسدي).
__________________
1) طبقات الشعراء 4،10؛ راجع جمهرة أشعار العرب 11-14.
2) طبقات الشعراء 11؛ الشعراء 36؛ البيان والتبيين 3:6، 4:34.
3) الشعر والشعراء 3؛ العمدة 1:7.
4) راجع المناقشة القيمة التي خصها الدكتور ناصر الدين الاسد بهذا الموضوع في كتابه «مصادر الشعر الجاهلي» (ص 134 وما بعدها، وخصوصا ص 169-172).
5) قال أبو زيد القرشي (جمهرة أشعار العرب 45): «والقول عندنا ما قاله أبو عبيدة: امرؤ القيس ثم زهير والنابغة والأعشى ولبيد وعمرو (بن كلثوم) وطرفة؛ وقال المفضل: هؤلاء أصحاب السبع الطوال التي تسميها العرب السموط، فمن قال ان السبع لغيرهم فقد خالف ما أجمع عليه أهل العلم والمعرفة». ويحسن أن فلاحظ أن نسخة الجمهرة المطبوعة تتضمن معلقة عنترة أيضا. (راجع أيضا العمدة 1:78). أما أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد الزوزني فقال في مقدمة شرح المعلقات السبع: «هذا شرح القصائد السبع أمليته على حد الايجاز والاقتصار. . .» ثم نسقها كما يلي: امرؤ القيس-طرفة-زهير-لبيد-عمرو ابن كلثوم-عنترة-الحارث بن حلزة.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.