دليل (او مفتاح) الخارطة: يعد مفتاح الخريطة من الأسس المهمة عند رسم أي خارطة ، ويضم الرموز والألوان كافة الدالة على الظاهرات والمعلومات الجغرافية التي توضحها الخارطة، لذا فإن مفتاح الخارطة يصبح أمراً ضرورياً لتفسير ما تدل عليه تلك الرموز والعلامات الاصطلاحية والألوان المختلفة المستعملة في الخارطة ، ويمكن الاستغناء عن مفتاح الخارطة في حالة واحدة وهي اذا كانت الخريطة تفسر ظاهرة واحدة فقط فعنوان الخارطة يكفى بذلك ، مثال ذلك خارطة العالم التي توضح توزيع متوسط درجات الحرارة في احد فصول السنة والتي توضحه " خطوط الحرارة المتساوية "  فإن مثل هذه الخارطة ليست في حاجة إلى مفتاح.

وعند قراءة أولية لخارطة العالم للإدريسي، يتضح ان الإدريسي لم يضع دليلاً او (مفتاحا) لخرائطه، ويعتقد الباحث ان السبب في ذلك يعود إلى ان الرموز التي استعملها الإدريسي في خرائطه هي رموز من النوع التصويري التي تتميز بتناول صورة مصغرة للظاهرات المراد توزيعها على الخارطة ، فأعطى للجزر شكلاً يشبه البيضة او الكرة ، كذلك اظهر البحيرات بأشكال تشبه البيضة او الكرة إلا انه أضاف اليها الخطوط لتفرقتها عن الجزر، اما السلاسل الجبلية فأشار اليها الإدريسي بشكل قبب متجاورة لتعكس الشكل المقارب لما هو عليه في الواقع، ورسم الأنهار ومجاريها على الخارطة بخطوط متفرعة بحسب جريان النهر. وبذلك فإن خرائط الإدريسي تعطي إدراكاً لدى القارئ بأن هذه الرموز تعكس المظاهر الجغرافية الموجودة في الواقع ويمكن فهمها بسهولة، وفي هذه المعطيات يمكن ان نعد خرائط الإدريسي من الخرائط التي تستغني عن مفتاح الخارطة مما يجعلها تتفق مع الخرائط الحديثة التي يمكنها الاستغناء عن مفتاح الخارطة.