أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-06-2015
5033
التاريخ: 8-10-2014
5606
التاريخ: 9-11-2014
5515
التاريخ: 8-10-2014
5111
|
سأل السائل عن قول يعقوب (عليه السلام) ، لما رأى يوسف المنام فقال: { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ } وقوله بعد ذلك لإخوته: { وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13].
وقد علم أنه يكون نبياً ، وأنه لا يجوز أن يأكله الذئب ، مع إجماعنا عـلى أن لحـوم الأنبياء محرمة على الوحش.
الجواب: وبالله التوفيق ، أن يعقوب (عليه السلام) تأول رؤيا يوسف (عليه السلام) على حكم رؤيا البشر التي يصح منها ويبطل ، ويكون التأويل لها مشترطاً بالمشيئة ، ولم يكن يوسف في تلك الحال نبياً يوحى إليه في المنام ، فيكون تأويلها على القطع والثبات ، فكذلك لم يجزم على ما اقتضته من التأويل ، وخاف عليه أكل الذئب عند إخراجه مع إخوته في الوجه الذي التمسوا إخراجه معهم فيه.
وليس ذلك بأعجب من رؤيا إبراهيم (عليه السلام) في المنام ، وهـو نبي مرسل وخليل الرحمان مصطفى مفضل ، أنه يذبح ابنه ثم صرفه الله تعالى عن ذبحه وفداه منه بنص التنزيل ، مع أن رؤيا المنام أيضاً على شرط صحة تأويلها ووقوعه لامحالة ليس بخاص لا يحتمل الوجوه ، بل هو جار مجرى القول الظاهر المصروف بالدليل عن حقيقته إلى المجاز ، وكالعموم الذي يصرف عن ظاهره إلى الخصوص بقرائنه من البرهان.
وإذا كان على ما وصفناه ، أمكن أن يخاف يعقوب على يوسف(عليه السلام) من العطب قبل البلوغ ، و إن كانت رؤياه تقتضي على ظاهر حكمها بلوغه ونيله النبوة وسلامته مـن الآفات. وهذا بين لمن تأمله. والله الموفق للصواب(1).
{ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي ... وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ }[يوسف/٢٦-٢٧]
[انظر: سورة مريم ، آية ١٢ ، من الفصول المختارة : ۲۲۲ ، فـي إيـمـان عـلـي قـبل البلوغ.]
{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ...}[يوسف / ٣٦]
[انظر: سورة يوسف ، آية ٤ ـ 5 ، في حجية الرؤيا ، من الفصول المختارة : ٩٤.]
{ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }[يوسف / ٤١]
[انظر: سورة فصلت ، آية ١٢ - ١١ ، من تصحيح الاعتقاد: ٤٠ ، في معنى القضاء.]
{ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ ... بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ }[يوسف / ٤٣ - ٤٤]
[انظر: سورة يوسف ، آية ٤ ـ ٥ ، من الفصول المختارة ، في حجية الرؤيا.]
{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ...}[يوسف / ٥٣]
أما النفس فعبارة عن معان:
أحدها: ذات الشيء.
والثاني: الدم السائل.
والثالث: النفس الذي هو الهواء.
والرابع: الهوى وميل الطبع.
فأما شاهد المعنى الأول فهو قولهم: هذا نفس الشيء ، أي ذاته وعينه ، وشاهد الثاني قولهم: كلما كانت له نفس سائلة فحكمه كذا وكذا ، وشاهد الثالث قولهم: فلان هلكت نفسه إذا انقطع نفسه ولم يبق في جسمه هواء يخرج من جوانبه ، وشاهد الرابع قول الله تعالى: { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } يعني الهوى داع إلى القبيح ، وقد يعبر بالنفس عن النقم ، قال الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]. يريد به نقمه وعقابه(۲).
{ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }[يوسف /56]
مفاسد قول المعتزلة في الوعيد قال الشيخ أدام الله عزه: وقـول جـميع المعتزلة ، تجوير لله تعالى ، وتظليم له ، وتكذيب لأخباره(3).
لأنهم يزعمون أن من أطاع الله (عزوجل) ألف سنة ثم قارف ذنباً محرماً له ، مسوفاً للتوبة منه ، فمات على ذلك ، لم يثبه على شيء من طاعاته وأبطل جميع أعماله ، وخلده بذنبه في نار جهنم أبدأ ، لا يخرجه منها برحمة منه ، ولا بشفاعة مخلوق فيه.
وأبو هاشم منهم ـ خاصة ـ يقول: إن الله تعالى يخلد في عذابه من لم يترك شيئاً من طاعاته ، ولا ارتكب شيئاً من خلافه ، ولا فعل قبيحاً نهاه عنه ، لأنه زعم وقتاً من الأوقات أنه لم يغفل يضاده. هذا ، والله تعالى يقول: { وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } ، ويقول: { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30] ، ويقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7 ، 8] ، ويقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [الأنعام: 160] ، ويقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] (4).
{ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ... }[يوسف۱۰/۸۲]
[انظر: سورة الأحزاب ، آية ٧٢ ، في مسألة الإمامة ، من الرسالة العكبرية : 137.]
{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }[يوسف/۱۰۳]
وليس ذلك [الكثرة] علامة على الصواب ، بل هو في الأغلب دليل على الضـلال ، وقد نطق بذلك القرآن؛ قال الله تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } ، وقال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] ، وقال تعالى: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 59] ، وقال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [ص: 24] ، وقال تعالى: { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: 40] في آيات يطول بإثباتها الكتاب(5).
[ وللكلام تتمة ، انظر: الإفصاح: ٤٢ ، في معيار الحق. ]
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }.[يوسف /106]
[انظر: سورة يوسف ، آية ١٠٣ ، في معيار الحق في القرآن ، من الإفصاح: ٤٢.]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الرسالة العكبرية (الحاجبية ): 100، والمصنفات 6: 31.
2ـ تصحيح الاعتقاد: 63 ، والمصنفات 5: 79.
3ـ الوعيد عند المعتزلة:
هو الأصل الثالث ، من الأصول الخمسة للمعتزلة ، وفسّروه بأنه: كل خبر يتضمن إيصال ضرر إلى الغير ، أو تفويت نفع عنه في المستقبل ، ولا فرق عندهم بين أن يكون حسناً مستحقاً ، أو لا يكون كذلك.
انظر: مذاهب الإسلاميين 1: 55 و 62ـ 64، وأوائل المقالات: 99 ، والشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة : 268.
4- المصنفات 10: الحكايات/63.
5- الإفصاح: 42.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|