أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-21
1341
التاريخ: 21-4-2016
2000
التاريخ: 2-9-2016
2160
التاريخ: 2023-08-27
1235
|
قد يكون وراء ما يسمى (بالتخريب)، غريزة حب الاستطلاع والكشف والتحليل والتركيب لذا يكثر الطفل من الأسئلة الموجهة إلى الكبار ولا نكتفي أحياناً بالإجابات النظرية فيعمد إلى الاختبار العملي بنفسه فيحصل (التخريب).
ويركز الأطفال اهتمامهم في المراحل الأولى من الطفولة نحو العالم المحسوس ليكتشفوا ما به. إنه الشوق الفطري عند الانسان إلى المعرفة وكشف المجهول، وهذه النزعة هي النواة الأولى لكثير من الاختراعات والاكتشافات إذ لولاها ما تطور علم أو تقدم أو حصل اختراع أو اكتشاف. والطفل الذي يجرب ويجرب ويحاول عدة مرات، شبيه إلى حد ما، ولو من ناحية الشكل على الأقل بالعالم الذي يجري التجربة مرات عدة ليتوصل إلى قانون علمي أو معرفة يقينية.
وهذه المحاولات الحسية التي يبذلها الطفل تشكل الطريق الأول إلى اكتشاف ما يحيط به في هذا الكون. والمتأمل في لعب الأطفال، وخلال قيامهم باللعب يتحسس هذه الحقيقة عملياً.
والطفل الذي حوّل القطعة الواحدة من (البورسلين)، إلى عدة قطع بعد أن رسى بها إلى الأرض، هو سعيد بهذا الاكتشاف وإن كان يقترن أحياناً بالخوف من عواقبه التي تتلخص في القصاص أو اللوم الشديد من والديه، فهو ينظر إلى الكثير من الأواني ولا يستطيع اكتشافها لأنه مقيد بقوانين العائلة وتقاليدها لجهة الحفاظ عليها أو النظر فقط وبشكل محدود، فإذا ما انفرد بها بعيداً عن أعين الرقباء أراد اكتشاف ما كان مغلقاً ومحظوراً عليه، فإذا ما حصل (التخريب)، حسب مفهومنا فهو بالنسبة له (متعة اكتشاف)، وإن كانت بالنسبة لنا غالية الثمن
والطفل أيضاً وهو ينظر إلى والده أثناء الكتابة المنظمة الأنيقة، يريد تقليده نتيجة الاعجاب بهذا العمل الرائع الذي يشبه نقوش الفسيفساء في نظره، ولكنه لا يستطيعه ولا يمتلك المقدرة على الإتيان بمثله فيلجأ إلى القلم محاولاً التقليد فيخط كيفما اتفق، وحيثما وصلت إليه يده، فيشوه الكتب ودفاتر الآخرين. إنه يعبر عن ميل طبيعي، وهنا يأتي دور الأهل في إشباع هذه الرغبة بعيداً عن التخريب فيؤتى له بدفتر وقلم، وليخط ما يشاء، أو بلوح حجري وطبشور أبيض وملون، وليمارس كتابة الخطوط أو رسمها بطريقة عشوائية كما يحلو له.
والحقيقة هي، أن ما نطلق عليه تخريباً ليس سوى تحقيق لغايات حيوية للطفل، يؤكد فيها نموه وتعلمه، فهو لم يدرك قيم الأشياء بعد كما يدركها البالغون.
وبدأت تظهر أمام الأطفال اليوم - المشكلة السكنية - التي يدفعون ثمنها هم أكثر من غيرهم، فقد ضاق المنزل في المدينة وأصبحت الشقق مليئة بالأثاث الذي يمنع الطفل من لمسه، فلا فسحات، ولا أماكن مخصصة للعب واللهو (إلا في شقق الطبقات الميسورة)، ولا حيوانات أليفة يلهو بها ويلعب معها. كل ذلك ضيق عالم الطفولة في المدينة. لذلك ينصح الأهل أن يوفروا لأطفالهم غرفة خاصة ليلعبوا ويلهوا بالطريقة التي يشاءون، والإكثار من الألعاب التي تتناسب مع أعمارهم وقدراتهم ومع قواهم العقلية، وذلك من شأنه أن يعمل على تصريف نشاطهم تصريفاً جدياً، ويشعرهم بالغبطة، ويقلل من فرص التخريب، (ولوحظ من إحصاءات أجريت في لندن أن جرائم الأحداث تزيد حيث تقل مساحات الحدائق العامة التي يسمح للأطفال فيها باللعب، وتكثر حيث تقل هذه الحدائق)(1).
لذلك تقام اليوم في معظم الدول مشاريع رياض الأطفال والحدائق العامة، وأمكنة اللهو للأطفال، وذلك لتصريف النشاط الطفولي.
فالتخريب إذن ينتج إما عن عوارض جسمية غدديه، أو نتيجة عوامل انفعالية مكبوتة لم تعمل الأسرة على إيجاد تصريف لها، أو نتيجة الغيرة أو الرغبة في الانتقام نتيجة الشعور بالاضطهاد، وقد يحدث الإتلاف أو التخريب نتيجة لكراهية موجهة نحو الوالدين، شعورية، أو لا شعورية.
وهناك نوع من التخريب يوجهه الطفل لنفسه، بقصد تعذيب الذات، وسببه الشعور بالخطيئة أو كراهية الذات.
التدمير والتخريب
نحاول أن نميز بين نوع من أنواع اللعب في مراحل الطفولة الأولى، والذي يقصد فيه تنمية ملكات العمل، والفضولية، والتفاعل مع العالم الخارجي بطريقة عبثية، وبين ما نطلق عليه في مرحلة أخرى، التدمير أو تلف الأشياء التي يرتكبها الطفل عن قصد مع التلذذ في إحداث الأذى، فالطفل الذي يحطم لعبته ليعرف ما بداخلها، فذلك نوع من الرغبة في الحل والتركيب واستكشاف الأشياء واختبارها وهذه ليست عملية تخريبية باللغة والمفهوم اللذين نصف بهما العمل.
ونشير هنا على المربين أن يستفيدوا من هذه الفرصة لتنمية هذه السمة في الأطفال لإشباع حاجتهم إلى الاكتشاف والمعرفة. وتكون بالتالي مجالاً للخلق والابداع وقد يكون التدمير عن قصد ناتجاً عن:
- النشاط الزائد والحيوية، حيث لا تتوافر له سبل تصريف النشاط.
- نتيجة للعوامل الانفعالية، مثل الغيرة أو الكراهية للوالدين(2)، أو السلطة المدرسية.
- نتيجة الاهمال أو الشعور بالنقص، أو الشعور بالدونية.
- نتيجة الظروف البيئية الصعبة الخالية من وجود العوامل المساعدة على اللعب كما في المدن، حيث تزدحم الشوارع بالسيارات، وحيث لا حدائق عامة يجد الطفل فيها متنفساً لرغباته فيرتكب أعمال التدمير.
العلاج:
يكون العلاج بالطرق التالية:
- العمل على إيجاد وسائل تصريف الطاقة بطريقة منظمة عن طريق توفير الألعاب للطفل، وتوفير فرص اللعب المناسبة، ولو أدى ذلك إلى تلويث جسده وثيابه.
- خلق الأجواء النفسية المريحة الخالية من الاضطرابات المنزلية.
ـ الكشف بوعي ودقة عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عمل التخريب أو التدمير وذلك قبل التسرع في أنزال العقوبة بطريقة غضبية شديدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. عبد العزيز القوصي، أسس الصحة النفسية، ص 392.
2ـ يشير (فرويد) إلى هذه المسألة فيصنفها في جملة الدوافع اللاشعورية ويورد الحادثة التالية للتدليل عليها يقول: زارتني أختي حيث اطلعت على معظم أدوات المكتب فأعجبها إلا أنها رأت أن المحبرة غير متناسبة مع بقية الأدوات، ويقول: وبعد نزهة قصيرة نفذ القضاء في هذه المحبرة دون غيرها، حيث كسرت بحركة طائشة من يدها ويعلق فرويد على ذلك فيقول بأن هذه الحركة لم تكن طائشة، بل كانت حركة ماهرة مقصودة ـ لا شعورياً..، وهو يجد تفسيراً مشابهاً لإسراف بعض الخدم في كسر الأواني وتحطيم الأثاث.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|